ورأى إرلنغر، انه صحيح ان خطة الانسحاب قد تشكل فرصة للتقدم على مسار السلام إلا ان الأمر سيستغرق بعض الوقت، ربما إلى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية لكل من "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية، كي يستطيع الجانبان امتصاص تداعيات ما حصل في غزة. فعليهما التوصل إلى تسوية للسجالات الدائرة في الداخلين الفلسطيني والإسرائيلي استعدادا للتفاوض جديا بشأن المسائل الكبرى. فعلى الجانب الإسرائيلي، توقع أن يندفع شارون وتكتل "ليكود" نحو اليمين الإسرائيلي خصوصا بعد استقالة وزير المالية بنيامين نتنياهو من الحكومة، وأن يتحركا بقسوة ضد أية هجمات انطلاقا من غزة. فشارون سيسعى إلى نقل أعباء ما بعد الانسحاب إلى الجانب الفلسطيني، وإبلاغ الأميركيين انه واجه المتطرفين لديه لذلك على محمود عباس أن يواجه من عنده. أما الأخير، فيدرك، بحسب إرلنغر، ان نجاحه وتحقيق الهدوء في القطاع هما السبيل الوحيد للضغط على "إسرائيل" لاستئناف المفاوضات بشأن أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة. غير انه لفت إلى ان ما يثير القلق هو صمت الدول العربية حيال الانسحاب من غزة وما يدل عليه ذلك من رغبة محدودة في دعم عباس في غزة
العدد 1084 - الأربعاء 24 أغسطس 2005م الموافق 19 رجب 1426هـ