العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ

ربة البيت والخادمة... من هي الزوجة الحقيقية؟!

أصبحت الخادمة جزءاً رئيسياً ومهماً في حياتنا وأصبحت ربات البيوت لا يقدرن على العمل من دونهن ويعتمدن كليا عليهن حتى في الطبخ الذي كان الاعتماد على الخادمة في إعداده سابقاً مستحيلاً أو حتى الأكل من أيديهن! وعلى رغم كل الانتقادات والاتهامات ومسلسلات العنف مع الأبناء فإن الأكثرية يفضلون وجود خادمة في البيت، والأقلية هم من يعارضون ذلك خشية إلحاق الضرر بفلذات كبدهم أو اكتساب عادات خاطئة سواء فيما يمس العقيدة أو حتى النظافة.

في مملكتنا توجه الكثير من الانتقادات إلى الخدم... فالبعض يشير إلى أن وجود خادمة في بيت الزوجية بجانب الزوجة عندما تكون ربة بيت شيء لا يحتاج إلى تعليق لأن الزوجة تكفي لهذا الغرض حتى لو كانت لديها أولاد وهي في بادئ حياتها الزوجية في حين يرى البعض الآخر غير ذلك لأن النظرة إلى هذا الموضوع تأتي من باب المادة وعندما تكون متوافرة لا يحتاج الموضوع إلى نقاش أو تعليق لأن كل إنسان يبحث عن الراحة.

بينما أرى أن الزوج يحب أن يرى بيته نظيفا وكل شيء على المستوى المطلوب لراحته ولكن ليس على يد الخادمة بل ربة البيت التي تعمل في بيتها ومن أجل زوجها وأبنائها لأن أكثر الزوجات اللاتي يعتمدن على الخدم يضعف التقارب والتفاهم بينهن وبين أزواجهن وبالتالي تجد علاقة الأبناء بالخدم أقوى من الأم (وهذا طبعا ليس في كل بيت) ومن أجل ذلك تنهار هذه العائلة الزوجية على يد خادمة اهتمت بالبيت والأبناء أكثر من الزوجة.

قد لا يقبل البعض ما أقوله وقد أجد الكثيرين مؤيدين لما ذكرته ويأتي هذا الإبداء من باب التجربة والملاحظة اليومية من الزوجة... فإذا كانت الزوجة نشطة وذكية تستطيع أن تترك للخادمة فقط الأدوار التي لا تقرب منها الزوج والأولاد وتأخذ هي باقي الأدوار لتكون هناك خادمة تساعد في الشئون المنزلية ويكون لها دور في المحافظة على زوجها والأبناء فهذه الزوجة لا خوف عليها ولا هم يحزنون وإن كانت العكس فتكون حياتها الزوجية في ذمة الله.

يقول القدماء إن الزوجة يجب أن تكون من أجل الزوج والأبناء ولا داعي للخدم فإن أرادت خادمة تقاسمت معها البيت والزوج ولذلك تجد أمهاتنا قويات في الأعمال المنزلية مهتمات من أجل راحة الزوج والأبناء... على عكس زوجات اليوم فالبعض منهن لا يعرفن الطباخ والبعض الآخر لا يحبن رائحته أو تراها لا تحب إلا التبرج والدلع وتترك الباقي على تلك التي تنتظر دخول بيتها بفارغ الصبر من أجل إثبات من هي المرأة التي يريدها الزوج (الزوجة أم الخادمة)؟

في نظري أن الزوجة التي هي ربة بيت من الأفضل لها ألا تفكر في الخدم... والزوجة التي تعمل هي أيضاً يجب عليها أن تكون حذرة في جلب الخادمة إلى البيت لأن عملها لن ينفعها إذا خسرت حياتها الزوجية... أما الاستحقاق الحقيقي الذي أراه للخادمة فهي لتلك الأم المسكينة الكبيرة في السن التي تجدها على رغم كبر سنها تصحو باكرا من أجل خدمة الزوج والأبناء ليس خوفاً مما قد يفعل زوجها فيها بل من باب الأصول التي تعلمتها من والديها والخوف على أبنائها من الخادمات اللاتي سمعن عنهن الكثير من إجرام وسرقة ومنهن من سرقت الزوج نفسه ومنهن من ضربت الأبناء ومنهن من لعبت وعبثت عيباً مع الأبناء وكلنا ندري ونكذب على أنفسنا ونقول: «البيت ما يسوى من دون خادمة»!

عارف حسن

العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً