بغداد...
أيتها الحبيبة الحسناء
هل من لقاء وقد أزف الموعد
والذئاب تطارد الحملان الناهقة
تعض أنيابها المستقبل الملون بالضباب
والدماء الزرقاء...
كيف السبيل يا حبيبتي...
ورضاب القبل جف على قحط الشفاه
كيف السبيل والرايات السود المبقعة
بأسماء الشباب... والشيب... والولدان
حيدر.... محمد... علي... غزوان...
ترتقي أسطح المنازل.
كيف السبيل... يا بغداد
وقد هجرت الحمائم... وبلابل الصباح...
أعشاشها الدافئات المترفات...
نثرت قشها طلقة بندقية
أزيز طائرة أميركية
صرخة هاون ضامئة
عيناك يا حبيبتي في كل مكان أقصد
في كحل الجميلات...
في أضواء البحرين...
مملكة الحب والإلهام...
في صوتي المبحوح...
في قصص شهرزاد... وشهريار
في دعائي الشارق بالدموع
يا... وجع العمر
يا... بغداد
أهلي... يقتلون
وأنت... تتألمين
وأنا يمزقني الخوف عليك والحنين
الحنين لوجهك الدائري
المتماوج... بين الكرخ والرصافة
لحسناوات المنصور والرشيد
لأنوار شواطئ ليل دجلة
بغداد...
كيف الوصول إلى دفء الشرايين الممزقة
بالشظايا...
بالرصاص...
فقد أثلج الوقت الدماء الزكية
والسيف... والبندقية أصبحا هما الهوية
والحل الأمثل لأية قضية
حين ترك الرصاص بصمته اللئيمة
فوق الأجساد العارية
الساكنة... اليائسة
إلا من رحمة ربها
بغداد...
أيتها... الحزينة
باسمك ثقبوا الجباه
وأطاحوا بالرؤوس
وعفروا الحياة
وبصرخة... الله أكبر... الله أكبر
ذبحوك... وأعلنوها... قضية
باسمك يا حبيبتي جلدوا السلام والإسلام
وسموا الأجساد المهزومة الرؤوس
غنائم همجية
وانتصارا... ووطنية
باسمك أغلقوا شرفات البيوت البغدادية
صلبوك كالمسيح ياحبيبتي
ومسمار نعشك سرقوه من ثور بابل
وقيثارة سومر
بصورة قرروا إنها شرعية
وأدوك حين حرفوا بنود مسلة حامورابي
وفرطوا عقد شبعاد
تنفسي بغداد حبيبتي
حتى وان كان الهواء
ممزوجاً برائحة البارود الطازج
وبرائحة الدماء المراقة
فباسمك ثقبوا الحيطان
وعلقوا الأطفال عليها تمائم
ورموا على شواطئك الجميلة بقايا البشر
باسمك اشعلوا النار في المساجد
في الكنائس... في المعابد
وباحات... المقدسات
وباسم الوطنية... أعطوك هوية
قاتلة
مجرمة...
عاصمة غجرية
ثم أعلنوها... قضية
وفروا يصحبهم الدولار
الصديق... العدو
فائزة إبراهيم - العراق
العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ