العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ

غص في بحر أفكارك واخرج ببديع قلمك

المثالية... والامتياز... النجاح المستفحل... إن ما يكتبه الكاتب إزاء إمساكه لهذه الوسيلة الباهرة والعبقرية المبحرة فوق الجبال والسهول والتلال والأسطح، إنما هو كناية عن شعور صادق وإحساس عطائي يشرف ليطرح على مرآة القارئ والمتطلع.

فكثير ما يبحر خيال الكاتب بأشياء هائمة ما بين الأطلال والأوجه الحياتية، لكن ما يكتب ليعبر عن بعض ما توجزه الذاكرة والذوق الرفيع للكاتب نفسه.

قد تتابع الأفكار المرسومة والموضوعات المطروحة على الورق بوجه السندان العبق، لكن يبقى لذوق النص معنى... ومنفعة القارئ في المرتبة الأولى.

فكثير مما يطرح هنا وهناك من شعر أو مقال أو رواية قصصية يخلو من مضمونه الإنساني الرفيع، ففي ذلك يتبرأ النص من الحقيقة الهدفية لواجهته السليمة.

فإن اختيار النص من بين العشرة النصوص المكتوبة ومن بين طوق من الأفكار والمنازعات الشعورية الحزينة والمفرحة لهو بحد ذاته مثالية وقدرة على استظهار الذوق الرفيع بالطرح لذلك.

أما عما أكتب وأطرح مباشرة... أكتب وأنشر مباشرة فهذا يساعد على جمود النص بحد ذاته وملل القارئ بطريق يعيش المنوالية والروتين في الطرح... فالإبداع المتتالي الذي يعيش القدسية لابد أن يصرح عن القدرة الداخلية للكاتب نفسه.

فأحياناً ينتابك السأم العميق مما يطرح ممن امتهن القلم نافذة نحو النشر والتفرج عليه بظاهر من دون معرفة المضمون العميق له، لكن لما يتفرج نظرك على من ارتقى بقلمه حتى الثمالة من القدسية الباطنية ليخلق من هذا الحبر نوعاً من التصوير المعرفي والإبداع الدقيق الذي تعايشه بكيانك الكلي.

فسيادة القلم لابد أن تأخذ المرتبة العليا لكي تمحور المضمون في الباحة الفكرية بالشكل اللائق المرتب ليخرج بظاهر يرقى إلى طموح القارئ الذي أصبح مدركاً لقوة النص والمعنى الجذري المتناول في النص.

فكل منا يطمح إلى أن يصل إلى بعض من الجزئية المثالية الحقيقية لصنع نوع من النصوص الممتازة بكامل أسسها وكيفياتها وهذا يكتسب بعد غوص عميق في الباحة الإبداعية.

فاطمة خليل إبراهيم

العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً