ودع الكويتيون أمس أميرهم الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الحاكم الثالث عشر، في جنازة حضرها عدد من زعماء العالم العربي والإسلامي، فيما خلفه تلقائياً وبموجب الدستور الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح. وحمل جمع من الكويتيين جثمان الفقيد ملفوفاً بالعلم الكويتي وووري الثرى في مقبرة الصليبيخات في العاصمة، بعد الصلاة على جثمانه بحضور آلاف المودعين. وكان الديوان الأميري الكويتي أعلن وفاة الشيخ جابر صباحاً بعد معاناة طويلة مع المرض. وحضر التشييع، إلى جانب أعضاء العائلة الحاكمة، عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك الأردن عبدالله الثاني وولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووفود رسمية من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية. كما قدم في وقت لاحق لتقديم التعزية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك. وكان مجلس الوزراء الكويتي أعلن قبل ذلك أن ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح أصبح بموجب الدستور والقانون أميراً على البلاد، وذلك خلفاً للشيخ جابر المتوفى عن 77 عاماً. وينتمي الشيخ سعد إلى جناح السالم في عائلة الصباح الحاكمة التي تتداول السلطة بحسب العرف مع جناح الجابر الذي ينتمي إليه الأمير الراحل ورئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأعلنت عدة دول عربية الحداد وتنكيس الأعلام. وشارك عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يرافقه رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وملوك ورؤساء وأمراء قادة الدول العربية والإسلامية في مراسم تشييع جثمان المغفور له بإذن الله تعالى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، في مقبرة الصليبيخات عصر أمس. وبعد أداء صلاة الجنازة، قدم عاهل البلاد ورئيس الوزراء التعازي والمواساة إلى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وإلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وإلى أنجال الأمير الراحل وأسرة آل صباح، داعين الله جلت قدرته أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته. وقال النائب الكويتي السابق عبدالمحسن جمال لـ «الوسط»: إن «الإجراءات الدستورية الكويتية متينة وقد أصبح ولي العهد سمو الشيخ سعد العبدالله أميراً بعد وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد. وبحسب الدستور، فإن الأمير لديه فرصة سنة كاملة لتحديد ولي العهد من خلال التوافق داخل الأسرة الحاكمة، على أن يعرض المرشح لولاية العهد على مجلس الأمة للموافقة عليه. وفي حال عدم الموافقة يسمي الأمير 3 أشخاص يختار مجلس الأمة أحدهم». وأضاف «لا أتوقع أن تكون هناك تغييرات في السياسة الخارجية، ولكن الإصلاحات الداخلية ستتواصل، وخصوصاً فيما يتعلق بتعديل الدوائر الانتخابية والسماح بترخيصات للصحف بحسب قانون أفضل، وهذا كان سيتناوله مؤتمر للقوى السياسية كان من المفترض أن يعقد الأسبوع المقبل، لكنه سيتأجل بسبب فترة الحداد».
القاهرة - بنا
اقامت سفارة مملكة البحرين بالقاهرة مجلس عزاء بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى نجل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه سمو الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة، وذلك بمقر السفارة بالقاهرة وقد استقبل سفير مملكة البحرين بالقاهرة خليل إبراهيم الذواذي والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية وأعضاء السفارة وفود المعزين من ضمنهم رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور ومندوب عن رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وجميع البعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة والمندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية وجميع المنظمات والوكالات الإقليمية والدولية المتخصصة والمعتمدة لدى جمهورية مصر العربية وجمعيات المجتمع المدني والنفع العام ورجال القضاء والعسكريين ورجال الأمن ووزير الاستثمار محمود محي الدين وأعضاء مجلس الشورى والشعب والمدنيين والجالية البحرينية المقيمين بالقاهرة والزائرين والإعلاميين ورجال الصحافة والكتاب والمثقفين وطلبة وطالبات البحرين الدارسين في الجامعات المصرية. وسجل الجميع في سجل التعازي الذي افتتحته السفارة تعازيهم بهذا المصاب الجلل ودعوا الله أن يسبغ على الفقيد الراحل مغفرته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته كما قدموا تعازيهم إلى ملك البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، وإلى ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والي الشعب البحريني.
المنامة - محرر الشئون المحلية
يقيم مأتم بن سلوم مساء اليوم «الاثنين» مجلس تعزية لتلاوة الذكر الحكيم لنجل جلالة عاهل البلاد المفدى المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة. وسيبدأ مجلس التعزية عند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم في مأتم بن سلوم بالمنامة، ودعت إدارة المأتم المواطنين والمقيمين الى المشاركة في هذا المجلس، مؤكدة «الدلالات الأصيلة التي تمثلها هذه اللقاءات التي تعكس معنى الوحدة بين أبناء الشعب في كل الظروف».
الوسط-أحمد الصفار
رافق الإعلان صباح أمس عن وفاة أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الكثير من ردود الفعل المحلية على هذا المصاب الأليم، الذي تعرضت إليه الكويت وجميع الدول العربية والإسلامية، وكان من بين هؤلاء الأعضاء البلديون، الذين كان بعضهم لصيقاً بالتجربة البلدية الكويتية المتطورة في المنطقة، من خلال الزيارات المتبادلة والجولات الميدانية التي شملت المرافق والمشروعات الخدمية في كلا البلدين. من جهته، أوضح عضو مجلس بلدي المنامة (ممثل الدائرة الرابعة) محمد منصور، أنه زار الكويت أكثر من مرة، كما أنه شهد الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة التي جرت هناك، مشيراً إلى أن التطورات في الكويت ما كانت لتصل إلى هذا الحد الذي تستفيد منه البحرين لولا وجود قيادة حكيمة، وغيابها سيترك فراغاً كبيراً في الساحة الكويتية، ولكن على اعتبار وجود استراتيجيات ثابتة نتيجة ما تم إرساؤه من مشروعات وأنظمة وقوانين، تطمئن بأن الأمور ستسير نحو الأفضل.
بصمات واضحة على التجربة البلدية
أما عضو مجلس بلدي الوسطى (ممثل الدائرة الثانية) سيدعبدالله العالي، فعبر عن مشاعره بالقول: «من جهتي أرفع خالص العزاء والمواساة إلى ولي عهد الكويت الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وكذلك الشعب الكويتي بوفاة الشيخ جابر، وأسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته». وأضاف أن «الشيخ جابر يمثل خسارة لدول مجلس التعاون، إذ كانت بصماته واضحة على تطور التجربة البلدية. ومن خلال زيارتي للكويت ضمن الوفد البلدي لمجلس بلدي الوسطى، لمست كما لمس إخواني أعضاء المجلس التطور الواضح في الخدمات البلدية، وتطوير البنية التحتية، والحرص الشديد على المحافظة على التراث العربي والإسلامي للمنطقة، مع الأخذ بأسباب التطور الحضاري والعمراني، ومواكبة الجديد في مجال تطوير الخدمات البلدية من جهة، وتطوير برامج التنمية عبر المشاركة الشعبية المجتمعية التي انعكس أثرها على تطوير الكويت خصوصاً والمنطقة عموماً». واستطرد العالي «كما أرفع لمسة وفاء إلى الكويت وأميرها الراحل، على الجهود التي بذلتها في تطوير البحرين من خلال المكتب الفني لدولة الكويت، والذي قام ببناء الكثير من المدارس والمراكز الصحية والمنشآت الأخرى».
توظيف العاطلين البحرينيين في الكويت
وعن نفسه، اعتبر عضو مجلس بلدي الشمالية (ممثل الدائرة السابعة) محمد جابر الفردان وفاة الشيخ جابر، خسارة كبيرة لشعب الكويت وأيضاً للشعب البحريني، وذلك لما قدمته الكويت من خدمات إنسانية كثيرة للبحرين، فقد أسهمت في بناء المدارس والمراكز الصحية والخدمية، منوهاً بأن للأمير الراحل آثاراً بارزة على العاصمة (الكويت)، التي طالها التطور العمراني والمخططات الواسعة والحدائق الغناء، فضلاً عن أنها تتميز بوجود المساحات الشاسعة لمواقف السيارات، خلافاً للعاصمة المنامة. وألمح الفردان إلى أن الكويت هي الدولة الثانية لأهالي البحرين، إذ وفرت بعض الوظائف للبحرينيين الذين يئسوا من الحصول على وظائف في البحرين، ومن بينهم ابنه بدر الذي جعله يحب الكويت ويزورها باستمرار، متمنياً أن يخلف الشيخ جابر من هو مثله لخدمة الشعب الكويتي باستمرار.
الصندوق الكويتي الإنمائي في البحرين
ورأى رئيس مجلس بلدي الشمالية مجيد السيدعلي في الشيخ جابر، واحداً من القيادات الخليجية التي ساهمت في بناء الكويت، والتي كانت فاعلة من خلال منظمة المدن العربية، الأمر الذي ساهم في تطوير المنشآت البلدية في البلدان العربية، مفيداً بأن الفقيد كان له باع طويل في دعم صندوق الكويت الإنمائي والمكتب الفني لدولة الكويت في البحرين، واللذين ساهما في تمويل الكثير من المشروعات المحلية، وكان آخرها مركز النخيل الصحي. وأكد السيدعلي أن الأمير الكويتي الراحل سيبقى في ذاكرة البحرين، لأنه نموذج للقيادات التي عملت على نهضة مملكة البحرين عمرانياً، وهو مثال للتعاون الخليجي ودعم الدول العربية الأخرى، وهو لم يكتف بالتركيز على الداخل، بل اهتم بالخارج، موضحاً أنه (الرئيس الشمالي) كان على اتصال بالمجلس البلدي الكويتي للإعداد لزيارة إلى الكويت في فبراير/ شباط المقبل. وأمل السيدعلي أن يت
العدد 1228 - الأحد 15 يناير 2006م الموافق 15 ذي الحجة 1426هـ