بدأ الأسبوع الماضي باعتصامات الولاء للنبي محمد (ص) من خلال مسيرات استنكار الإساءة إلى مقامه الرفيع، وانتهى الأسبوع بمسيرات عاشوراء التي تحييها البحرين في كل عام وتعطل دوائرها الرسمية والخاصة في يوم التاسع والعاشر من المحرم.

13 مسيرة محمدية

وكان أبرز ما نشرته الصحف المحلية مطلع الأسبوع الماضي مسيرات الاحتجاج الغاضبة التي جابت جميع محافظات المملكة ضد الرسومات الكاركاتيرية المسيئة إلى النبي محمد (ص) إذ انتقد المتظاهرون «الموقف اللامبالي من بعض الحكومات العربية والإسلامية». وكان من بين الاعتصامات اعتصام مشترك بين الطائفتين نظمته لجنة الدفاع عن خير البرية في جامع كانو في المحرق بحضور النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة والشيخ حسين النجاتي والشيخ عبداللطيف المحمود وممثلي المجلس العلمائي وممثل جمعية المنبر الإسلامي النائب علي أحمد وممثلين عن جمعيات الإصلاح والشورى والاصالة وبقية الجمعيات الإسلامية. كما نظمت قريتا الدير والسماهيج اعتصامين مماثلين.

لقاء الملك مع رؤساء التحرير

وعلى صعيد آخر نشرت الصحافة المحلية مطلع الأسبوع الماضي لقاء جلالة الملك مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، والذي تحدث فيه جلالته عن مشاركة المقاطعين في الانتخابات المقبلة، وعن تقييم التجربة الإصلاحية وعن التعديلات الوزارية، إذ أكد في اللقاء محاربته للفساد، معلنا «انتهاء عهد الثلاثين وزيرا» ومتطرقاً إلى ملف الإسكان مشيراً في هذا الخصوص إلى أن الهدف سيكون «حصول كل مواطن على أرض مجانية». وكان للصحافة نصيب الأسد في حديث جلالة الملك إذ أكد أهمية حرية الصحافة، وقال: «ان آخر شيء أفكر فيه هو أن يقيد الصحافي، فالصحافي حر وهو قوة لنا، وأحيانا اذا لم يخطئ الصحافي لا يتعلم، والخطأ والصواب يصاحبان التجارب الناجحة، وكلما كان لدينا قانون صحافة حرة سأكون أسعد انسان للتصديق عليه، ونأمل أن تساعدنا الصحف على ميثاق شرف لمعالجة خلل هنا أو هناك. لا يمكن أن أقيد الصحافة، قد يكون لدينا استمرار لبعض اجراءات الماضي، لكن أنا لست متحمساً للقوانين. أنا من المتحمسين للضوابط لإبعاد البحرين عن المشاجرات مع دول الجوار، الشأن البحريني بيد الناس ونحن مرتاحون من تناوله، فأنت ترد وذاك يرد، ولكن لا يمكن منع انسان من حرية التعبير». مشيراً إلى أن حرية التعبير مادة دستورية واضحة، ويمكن لأي شخص أن يعبر عما يجول في خاطره، ولكن أن يكون هناك قانون ضد حرية التعبير فيجب أن ينظر فيه، وإذا كان هذا القانون أو ذاك غير دستوري فلدينا برلمان ومحكمة دستورية، وأعتقد أن الصحافة يجب أن تدرس ضوابط لها من باب الرقابة الذاتية والمسئولة، اليوم الصحف في العالم كثيرة، وبعضها تكتب عن البحرين، ونحن لا نستطيع إيقافها، فان قالت شيئا حسنا قلنا شكراً، وان قالت غير ذلك لا نفعل شيئاً، الصحافي يجب ألا يسجن أو يعاقب وألا يعامل معاملة سيئة لمجرد أنه عبر عن رأيه، لأن ذلك يتعارض مع روح الصحافة ومع حرية التعبير، وأعتقد أن النواب يريدون الحرية ولن يشرعوا قانوناً يعاقب حرية التعبير». كما تناول جلالة الملك في لقائه رؤساء التحرير موضوعات تتعلق بالشأن الدولي ومنها الشأن الخليجي، والملف النووي الإيراني.

الحبس سنتين لمتهمي المطار

وكان من أبرز حوادث الأسبوع الماضي الإفراج عن 6 من «متهمي حوادث الديه وذلك يوم الأحد 5 فبراير/ شباط الجاري، ما جعل المراقبين يتوقعون الإفراج عن باقي المتهمين في الحوادث الأخيرة من بينهم متهمو المطار إلا أن هذه التوقعات لم تصدق، وبعد يومين من الإفراج عن «متهمي الديه» أصدرت المحكمة الصغرى الجنائية الثانية يوم الثلثاء 7 فبراير/ شباط الجاري حكما بحبس 12 متهماً في حوادث المطار مدة عامين مع النفاذ بتهمة التجمهر، في حين تمت تبرئة المتهمين الـ 13 من تهمة الإتلاف التي أسندت إليهم، كما برأت المحكمة أحد المتهمين الـ 13 وهو حسن الجشي مما أسند إليه من تهمتي التجمهر والإتلاف. وعللت هيئة المحكمة حكمها الذي عوقب به المتهمون بأقصى عقوبة استنادا إلى المادتين 178 و179 من قانون العقوبات اللتين تحظران أي تجمع لأكثر من 5 أشخاص بغرض الإخلال بالأمن العام، إذ تصل مدة العقوبة إلى 3 سنوات في حال شروع واحد أو أكثر من المتجمهرين في استخدام العنف، إلا أن قاضي المحكمة برأ المتهمين من تهمة الإتلاف وأدانهم بتهمة التجمهر.

140 ألفاً يحيون عاشوراء في المنامة

وكان الأسبوع الماضي مكتظا بالفعاليات العاشورائية التي تنوعت في شكلها ومحتواها، والتي تركزت في العاصمة (المنامة) إذ بلغ عدد المشاركين في إحياء ليلة العاشر من المحرم والتي صادفت مساء الأربعاء الماضي أكثر من 140 ألف نسمة بحسب مصدر من هيئة المواكب الحسينية. ورافق موسم عاشوراء عدد من الحوادث أهمها نزع قوات الأمن والبلدية السواد عن بعض شوارع المنطقة الغربية إذ شهدت تطورات سريعة كادت أن تتحول إلى اشتباكات بين شباب القرى ورجال الأمن الذين كانوا يرافقون رجال البلدية المكلفين نزع السواد الخاص بمناسبة عاشوراء عن الطرق الرئيسية.