أكد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزعيم لائحة الائتلاف الموحد عبدالعزيز الحكيم أمس ضرورة أن يحظى المرشحان لتولي وزارتي الداخلية والدفاع بقبول جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، في وقت بحث فيه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الشأن العراقي مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن. أمنياً قتل وأصيب أمس نحو 31 عراقياً في هجمات متفرقة.
وقال الحكيم في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس جلال الطالباني ورئيسي مجلسي الوزراء نوري المالكي والنواب محمود المشهداني ردا على سؤال بشأن اختيار وزيري الداخلية والدفاع من بين المرشحين «اشترطنا شرط المقبولية من قبل كل المكونات البرلمانية أو المكونات التي اشتركت في تشكيل الحكومة العراقية».
من جانبه، أكد المالكي أن مسألة اختيار وزيري الداخلية والدفاع «ستحسم خلال المدة المحددة لنا»، مشيرا إلى أن «هناك أسماء لا يمكن التحدث عنها إلا بعد أن يتم حسمها».
من جهتها قالت كتلة الحوار الوطني البرلمانية التي يتزعمها صالح المطلق أن جلسة مجلس النواب التي شهدت عملية التصويت لمنح الثقة للحكومة الجديدة كانت غير نظامية وشهدت «تواطؤاً» كان هدفه تمرير الحكومة على المجلس.
وأكد المطلق رفع لائحة إلى مجلس القضاء الأعلى تطعن في شرعية الحكومة. وقال المطلق: نحن قدمنا هذه اللائحة إلى البرلمان وستقدم إلى مجلس القضاء الأعلى للطعن في هذه التشكيلة غير الشرعية لعدة أسباب من ضمنها أن التصويت لم يتم على الشخصيات واحداً واحداً.
على صعيد آخر أبدى الطالباني استغرابه لعدم قيام أي دولة عربية بإرسال وفد إلى بغداد لتقديم التهنئة للحكومة الجديدة. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقائه بمدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية راندال توبايس: «نؤكد ضرورة ازدياد الاهتمام العربي بالعراق». وأضاف «اتصلت هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وأكدت له (ضرورة) إرسال وفد عربي للعراق لغرض تقديم التهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة». وأوضح الطالباني «قلت لموسى انه ليس من المعقول أن يأتي رئيس وزراء بريطانيا ووزير خارجية إيران إلى العراق للتهنئة والعرب يتخلفون».
ومن المتوقع أن يبدأ متقي اليوم زيارة إلى العراق. وفي أربيل اعتصمت أمس مجموعة من نساء إقليم كردستان احتجاجاً على نسبة تمثيلهن في حكومة الإقليم الموحدة.
وفي واشنطن ناقش بوش و بلير الوضع في العراق أمس بعد يوم واحد فقط من إعلان المالكي أن قوات الأمن العراقية سيمكنها تولي مسئولية الأمن بحلول نهاية العام 2007.
ولم يضع الحليفان الرئيسيان في غزو العراق أي خطط لسحب قواتهما البالغ قوامها 140 ألف جندي.
إلى ذلك تلقى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دعوة لزيارة واشنطن وجهتها له وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في اتصال هاتفي بينهما أمس.
ميدانياً أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 11 شخصاً بينهم طفلة وخمسة من عناصر الشرطة وإصابة 20 آخرين بجروح في هجمات متفرقة وقعت أمس في بغداد وشمالها فيما اختطف ثلاثة أشخاص هم: قاض وإيرانيان شمال بغداد.
وفي الرمادي أعلنت الشرطة مقتل أربعة من عناصرها في كمين نصبه مسلحون أمس في قرية البو علي، على بعد 5 كلم شمال المدينة. وفي الفلوجة قتل أربعة مسلحين وضابط شرطة يعمل في مقر وزارة الداخلية في اشتباكات عنيفة بالمدينة. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرون في انفجار داخل بناية مقابلة لنصب ساحة التحرير يشتبه انه كان مكانا لصنع العبوات الناسفة، في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد. وقال مصدر في وزارة الدفاع: إن مجهولين فتحوا صباحاً النار على العميد خليل العبادي الذي يعمل في وزارة الدفاع ما أدى إلى إصابته بجروح. ووقع الهجوم في الزعفرانية (جنوب) عندما كان العبادي متوجهاً إلى مقر عمله. وأصيب اثنان من عناصر الشرطة بجروح في انفجار عبوة ناسفة عند مرور دوريتهما في شارع فلسطين، شرق العاصمة.
وفي الموصل قتل عضو مجلس محافظة نينوى مثنى يونس الحمداني، وسائقه برصاص مجهولين في حي السكر شمال المدينة.
وفي كركوك قتلت طفلة عمرها تسعة أعوام وأصيب ثلاثة أشخاص من العائلة نفسها بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي جنوب المدينة. وفي حادث منفصل، قتل ضابط في شرطة كركوك وأصيب زميله بجروح عندما اطلقوا النار على سيارة الضابط لدى مرورها في حي دوميز جنوب المدينة.
وفي بعقوبة أكد مصدر في الشرطة أن مسلحين خطفوا صباح أمس سائقين إيرانيين لشاحنات تنقل الغاز السائل للاستخدام المنزلي.
ومن جانب آخر عثر على ست جثث مجهولة الهوية أربع منها في بغداد واثنتان في بعقوبة. وفي تكريت، أكد مصدر أمني اختطاف القاضي قاضي محكمة الدجيل وليد أحمد من قبل مسلحين أمس الأول على طريق بين سامراء وتكريت.
من جانبها أعلنت هيئة عراقية مستقلة أمس أن أكثر من 200 أستاذ جامعي عراقي قتلوا منذ سقوط بغداد العام 2003 وحذرت من أن المئات من الأساتذة حزموا أمتعتهم وقرروا مغادرة العراق بعد أن ينتهي العام الدراسي الحالي، في وقت أعلن فيه نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بالوكالة سلام الزوبعي بدء تطبيق خطة أمنية في بغداد، مؤكدا أن «الذين يتسببون بالفوضى يعيشون أيامهم الأخيرة»
العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ