العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ

النيابة المغربية تسجن مدير أمن القصور

اعتقال الويدان وتوقيف «أنصار المهدي» يثيران زوبعة في الرباط

أمرت النيابة العامة المغربية بسجن متورطين في شبكة دولية لتهريب المخدرات تقول السلطات إن مسئولي أمن مهمين قاموا بالتواطؤ معها.

وبحسب مصادر قضائية مغربية بالدار البيضاء التي يوجد بها حاليا العاهل المغربي الملك محمد السادس فإن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالمدينة «أمر بإيداع بعض المتهمين - وعددهم 17 في الشبكة الدولية للاتجار في المخدرات التي يتزعمها إمبراطور المخدرات محمد خراز الملقب بـ «الشريف بين الويدان» - بسجن عكاشة بالدار البيضاء، ووضع البعض الآخر تحت المراقبة القضائية المتمثلة في إغلاق الحدود في حقهم وسحب جوازات سفرهم.

وستتم متابعة المتورطين في هذه القضية بجريمة تهريب المخدرات على المستوى العالمي والرشوة والتعسف في استعمال السلطة و تنظيم عمليات هجرة الأشخاص إلى الخارج بطريقة غير قانونية والمساعدة والمشاركة في الهجرة غير الشرعية.

وكانت السلطات المغربية أعلنت في بداية الأسبوع عن توقيف بارون المخدرات الشريف بين الويدان في منطقة طنجة بأقصى شمال المغرب وقالت إنه من اكبر مهربي المخدرات. وقالت السلطات إن عددا من مسئولي الأمن تم إعفاؤهم من مهامهم فيما يتعلق بتفكيك الشبكة على رأسهم مدير أمن القصور الملكية بالبلاد عبدالعزيز عيزو، الذي كان يشغل في السابق منصب رئيس الشرطة القضائية لمدينة طنجة إلى جانب مجموعة من محافظي الشرطة ومفتشين تابعين لمصالح الأمن المغربية والدرك والقوات المساعدة. بالإضافة إلى قائد الدرك الملكي بمدينة القنيطرة، وهو ابن الوزير أحمد لحليمي المكلف بالتخطيط والإحصاء.

ويتابع هذا الملف قاضي التحقيق جمال سرحان الذي تم تعيينه من الجانب المغربي في اللجنة القضائية التي طالبت بتشكيلها محكمة باريس في قضية المعارض اليساري المهدي بن بركة.

وقال المصدر «إن الأبحاث التي تقوم بها مصالح الضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة أسفرت عن تورط الشريف بين الويدان المبحوث عنه سابقا في قضية مماثلة منذ العام 2003»، وقالت إن التحريات أوضحت «علاقة هؤلاء مع عدد من الموظفين العاملين بأجهزة وزارة الداخلية والدرك والأمن والقوات المساعدة المكلفة بحفظ النظام».

ومن تداعيات ملف «الشريف بين الويدان»، وقبله ملف تنظيم «أنصار المهدي» الإرهابي، قيام العاهل المغربي الملك محمد السادس الأسبوع الماضي بتغيير المدير العام للأمن الوطني الجنرال حميدو العنيكري الذي شغل المنصب نحو ثلاث سنوات (ومدير الأمن الشخصي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال ثمانينات القرن الماضي) وحل محله الشرقي الضريس الذي كان واليا (محافظا) على مدينة العيون اكبر مدن الصحراء، فيما أطيح بالجنرال لعنيكري ليمسك بقيادة القوات المساعدة شبه العسكرية (حفظ النظام).

وبحسب مقربين من دوائر القصر الملكي المغربي فإن هذه التعيينات تأتي في ظل سخط الملك على اختراق تنظيمات أصولية ومافيات المخدرات للجهازين العسكري والأمني ببلاده.

وقد أثارت عملية اعتقال إمبراطور المخدرات الشريف بين الويدان بشمال المغرب (مرتع أباطرة وبارونات المخدرات ومافيات تهريب البشر) خلال شهر أغسطس/ آب الماضي عاصفة كبيرة ليست فقط في صفوف مصالح الأمن المغربية بعد اعتقال المسئولين السامين في جهازي الشرطة والدرك وإقالة المدير العام للأمن الوطني، بل حتى لدى وسائل الإعلام المستقلة.

فقد اعتبرت أسبوعية «لوجورنال» الناطقة بالفرنسية أن الأمر ليس مجرد سقوط رجل وإنما يتعلق بفشل نظام أمني بأكمله، مؤكدة غرار ما ذهبت إليه الصحافة المغربية على أن بارونات تهريب المخدرات العاملين بمدينتي تطوان وطنجة بأقصى الشمال والمحاذيتان لأوروبا استفادت دائما بحماية مصالح الأمن المحلية في المنطقة.

من جهتها أبرزت أسبوعية «تيل كيل» الناطقة بالفرنسية في افتتاحيتها أن مسئولين مغاربة سامين من مصالح الأمن المغربية يقومون منذ قرابة 50 سنة ومنذ الاستقلال على تغطية جميع عمليات التهريب سيما تهريب المخدرات والوقود والعملة الصعبة.

ومنذ نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان، بات هذان الملفان الأكثر متابعة من قبل الجمهور المغربي، خصوصاً بعد بدء محطة «كازا إف إم» الإذاعية الخاصة في بث برامجها شهر يوليو/ تموز الماضي، والتي تخصص حيزا واسعا من نشراتها الإخبارية ومواجيزها لمتابعة تطورات تنظيم «أنصار المهدي» وقضية «الشريف بين الويدان» على عكس محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمية وشبه الرسمية

العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً