العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ

وش اخفي عنْك واداري

(أ) واحد من القامات الكبيرة، استاذ بامتياز، ليس في النص وحده، بل في انسانيته التي تحولت إلى درس ممعن في بساطته وطيبته وشواهده التي لا حصر لها.

هلا بك كل ما هب الكلام وجابك الطاري

هلا بك ترسم الدرب الطويل احلام ورديّه

هلا بك يا بعيدٍ عن هناي ونشوة اشعاري

هلا بك لو طواك الصمت في صمتك شفافيه

عرفتك واقفَت ركابك عن دروبي ومشواري

وفز إلْك الغلا كل الغلا في كل عفْويه

وصلت لباب روحي قبل ما ادري وآخر اخباري

وشفت جروحي اللي عند غيرك... حيل عاديه

حكت لك عن هناي وعبرتي والعثره اسراري

وسافرت بحياتي لأول الونّات والكيّه

أنا كنت انت لكنك قضيت العمر متواري

عن افراحي عن جراحي ودنياي الرماديه

أنا يا ما قطعت العمر يمّك بالمدى ساري

ادوّر بالملامح والمحاجر منك ماريّه

تعبت وملّت ايامي وطالت سكة اسفاري

دليلي قلبي الضامي وصدق الهم والنيه

تمنيتك تكون اول ربيع وعيّت اقداري

وسرَت روحي بدونك وحشة الغربه خلاويه

كتبتك ما عرفتك وانتثر ريحك مع الذاري

على نبت الفياض وقالتك ريحٍ هواويه

حكيتك للنجوم وللقمر يا شاعر اسحاري

ونادمتكْ خيال وهمسةٍ عذبه وسريّه

نشرتك في قصيدي والخبر من صحتك عاري

وقالتْك القصايد صورةٍ عندي ومنفيه

عشقتك سر ما يحكي وانا ما كنت بك داري

ويوم اني عرفتك كنت صفحة عمر مطويّه

وش اكتب لك وش احكي لك وش اخفي عنْك واداري

رحلت ومنك في كل المشاعر صورةٍ حيّه

(ب) منذ علاقتي الأولى بنصه وهذا الشاعر السخي بطيبته وصدق نواياه، يضعني أمام أكثر من مهب للحرج. الحرج من فرط أبوته وقدرته العجيبة على أن يتجاوز عن الذين أمعنوا في التنكّر له، فيما لا ينسى الذين ظلوا أوفياء لغيابه مثلما كانوا أوفياء لحضوره

العدد 1485 - الجمعة 29 سبتمبر 2006م الموافق 06 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً