حبهن لممارسة هواياتهم، دفعهن إلى استثمار إبداعاتهن وتحويل أفكارهن إلى مشاريع تجارية ناجحة في بيوتهن، قائمة على التميّز عمّا هو موجود في السوق.

الشابة دانة مع أخواتها يحببن كتابة الأسماء على الإكسسوارات، وإعطاء قيم جمالية للسلع، وهي هواية مدفوعة بحب التميز، فقبل بداية المشروع قامت أختها الكبرى بكتابة اسمها على إكسسواراتها الخاصة، وعندما شاهدها الأقارب وغيرهم أبدوا إعجابهم، وقالوا إنهم يريدون كذلك كتابة أسمائهم.

فكان إعجاب الأهل والأصدقاء ومن يلتقون بهن، أهم مرحلة لتحويل الهواية إلى مشروع تجاري بلمسات من الإبداع، بحيث تضيف قيماً جمالية قائمة على التميز.

الشابة دانة العسيري على رغم صغر سنها، إلا أنها تعمل على التطوير بشكل مستمر، وإدخال منتجات جديدة للنساء والرجال، بمختلف الأعمال. ومن المنتجات الجديدة التي أضافتها هي كتابة الأسماء على المسابيح المصنوعة من الأحجار الكريمة التي يستخدمها الرجال.

وقالت دانة: «كتابة الأسماء على المسابيح تكون بالفضة الخالصة مطلية بماء الذهب أو بحسب ما يطلبه الزبون، كما أن هناك عدة خيارات للزبون، بحيث يشتري سلعة يكون مميزاً بها».

وعن الدافع الرئيسي لهذا المشروع دون غيره، قالت: «أنا أحب اسمي، وأحب أن أكتب اسمي على كل شيء، وعندما تعمل شيئاً بحب، فإنه سيتجلى بالإبداع والتميز، وهذا التميز سينال إعجاب الآخرين الذين بدورهم يطلبون هذا المنتج، وإذا زاد طلب الناس تحوّل إلى مشروع تجاري».

حبها وأخواتها لأسمائهن تمت ترجمته إلى مشروع ناجح، فهل هذا الحب سيجعل أسماءهن ماركة عالمية؟ الطموح لا حدود له، والمستقبل سيكشف ذلك.

أما سيدة الأعمال شُهْرَة آل شريف تقول إن الأفكار لا تتوقف عن التدفق إلى عقلها، وتقوم بترجمة الأفكار في منتجات الملابس، لإضافة قيمة تنافسية، بحيث تكون الملابس مميزة عمّا هو موجود في السوق.

وبحسب آل شريف، فإن الجميع ينتج ملابس، لكن ماذا يميز منتجاتك عن منتجات الآخرين؟ فأفكارها تتركز على وضع ميزة أو قيمة مضافة إلى المنتج بحيث تكون مختلفة عن منتجات الآخرين.

وتقول آل شريف: «الميزة أو القيمة قائمة على أفكار من طبيعة البيئة والذوق الثقافي لمجتمعاتنا».

ويلاحظ على بعض منتجات آل شريف الدمج بين الثقافات؛ إذ إن الملابس قد تكون من ثقافة، وتضيف عليها قيمة مضافة من البيئة الثقافية المحلية. فهي تستمد قوة التميز لمنتجاتها من البيئات الثقافية وخصوصاً في المجتمعات التي تفتخر بثقافاتها.

وقالت آل شريف: «عندما تكون لدي فكرة، أذهب إلى المصنع، اطلب منهم تحويلها إلى منتج، وفق عناصر معينة تلبي الذوق الجمالي، والقيمة المضافة من البيئة المحلية بحيث تكون مميزة».

من جهتها، تحدثت الشابة قطوف نقي عن مشروعها الذي بدأته من أختها، والذي يتخصص في الحلي والمجوهرات والإكسسوارات.

وعن اختيار اسم مشروعهن قالت نقي: «اخترنا اسم (الجوان) للمشروع، لما يعكسه هذا الاسم من دلالات عميقة بتاريخ البحرين، وهو اسم يطلق على اللؤلؤة الكبيرة كاملة الاستدارة التي لا عيوب فيها».

وأضافت «نشاط المشروع متخصص في تصاميم الحلي والمجوهرات، والصناعة بحرينية 100 في المئة، ومنتجاتنا من الحلي هي من الذهب مطلية بألوان محددة؛ إذ توجد لدينا أربعة ألوان».

وتابعت قطوف نقي»نحن نركّز في تصاميمنا على الابتكار، حتى نكون متميزين في السوق»، مشيرة إلى أن المرأة تحب التميز، والمنتجات يجب أن تلبي هذا الحب الذي يدفع المرأة للشراء».

وعن سبب اختيار هذا المشروع، قالت نقي: «أختي هوايتها الرسم والتصميم، وتحب التميز، كما أنها تحب أن تظهر جمال المرأة في رسمها، ومن بين هذا الجمال هو الحلي والمجوهرات، فهي تقوم بتحويل إبداعاتها في الرسم إلى منتجات في الحلي والمجوهرات، وبذلك تكون منتجاتنا مميزة لها طبيعة خاصة».

وأضافت «لا توجد امرأة في البحرين لا تلبس الحلي والمجوهرات، المرأة تحب التميز، الجمال، وبالتالي فإن الأفكار التي تركز على هذا الجانب ستلقى قبولاً وخصوصاً إذا ما كانت قائمة على الابتكار والإبداع».

أما الشابتان شيخة الزياني ودانة هجرس، فحولتا هوايتهن في الاختيار والتركيب إلى مشروع تجاري في مجال يعشقانه هو مجال الأزياء والتصاميم.

ومشروعهن متخصص في إنتاج ملابس وماركات بحرينية، إذ يقمن بتحويل أفكارهن في التصاميم إلى ملابس مميزة عما هي في السوق بإعطائها قيمة تنافسية أو ميزة معينة.

وقالت الزياني: «نحن كفتيات نحب التصاميم والأزياء، ولدينا هواية الاختيار والتركيب؛ إذ نقوم بتركيب قماش على آخر، ولون على لون آخر، لإنتاج ملابس مختلفة تكون مميزة، فإذا لبسها الزبون يشعر أنه مميز، وخصوصاً أننا نركز على الألوان الغريبة والأفكار المبدعة».

وأضافت «قبل أن نبدأ مشروعنا، كان الكثير من الفتيات، يطلبن مشورتنا بخصوص تفصيل وتصميم ملابس، وهو ما دفعنا إلى التفكير لتحويل موهبتنا إلى مشروع».

وأوضحت شريكتها دانة هجرس: «بدأنا مشروعنا في 2011، نأخذ فكرة متكاملة لتصميم لباس معين، ونذهب إلى المصنع، ونطلب منه صناعة الملابس وفق المواصفات التي نطلبها، كما نتعامل مع مصانع متخصصة فيما يتعلق بالأفكار التي لها علاقة بالتطريز والإكسسوارات على قطع الملابس».

وأضافت «وجدنا اهتماماً وترحيباً في السوق لمنتجاتنا، ووجدنا طلباً، والآن ننتج ملابس للرجال والنساء والأطفال، ونعمل على استثمار المناسبات مثل الفورملا 1 والعيد الوطني وغيرها من المناسبات المهمّة التي غالباً ما يسعى الناس إلى ارتداء لباس مميز».

واستطردت «نحن نركّز على الجودة بحيث تكون بجودة الماركات العالمية، والذين تعاملوا معنا أبدوا إعجابهم بالجودة، وأصبحوا زبائن دائمين».

أما الشابة ريّة محمد فتح الله فمشروعها يقوم على مزج الفن بصياغة الذهب، لإنتاج قطع فنية من الذهب، وتركز على الابتكار والإبداع في إنتاجها، وتعتبر أول بحرينية لديها شهادة الماجستير في صياغة الذهب.

وتقول فتح الله إن هوايتها الفن، وتخصصت في دراستها على صياغة المجوهرات، وقامت بدمج هواية الفن في صياغة الذهب لإنتاج قطع ذهب فنية مميزة غير موجودة في السوق، وكل قطعة تختلف عن الأخرى.

وأكدت أن كل ما تنتجه هو من صنع يدها، وأن أهم ما يميزها هو استخدام مادة «المينا» وهي بودرة زجاج تلتحم مع معدن الذهب والفضة، وهذا العمل يحتاج إلى وقت؛ إذ يستغرق إنتاج القطعة الواحة بين 3 و4 أسابيع.

وقالت: «قد أكون الوحيدة في الخليج التي تستخدم مادة المينا في صياغة الذهب، ومنتجاتي مميزة تماماً عمّا هو موجود في السوق»، مؤكدة أن حبها للفن ساعدها على استخدام مادة المينا في الصياغة، لجعل قطع الذهب كلوحة فنية.