العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ

التغير الاجتماعي يحقق التوازن والاستقرار للمجتمع

أشار تقرير نشرته الأسبوع الماضي جريدة الصباح العراقية إلى أن من آثار التغير الاجتماعي في المجتمع هو خلق التوافق وتحقيق التوازن والاستقرار الاجتماعي للمجتمع عموما وذلك بحسب علماء اجتماعيون، ويمتلك التغير الاجتماعي خاصية أساسية تتميز بها الحياة الاجتماعية، على سبيل بقائها ونموها، وبه يتهيأ لها التوافق مع الواقع لتحقيق التوازن والاستقرار من خلال ما يواجه الجماعات من متطلبات أفرادها وحاجاتهم المتجددة لآثار التغير الاجتماعي.

إن ما توصل إليه العلماء الاجتماعيون هو عين ما يراه المتتبع لحركة التفاعل الاجتماعي ويستطيع أن يكشف ما طرأ من تغير كمي وكيفي في نمط التفاعل وفي المعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية، وأن التغير الاجتماعي يتناول كل مقومات الحياة الاجتماعية والنظم والعلاقات الإنسانية، ويجب أن يقوم التغير الاجتماعي على فكر واضح وعلى حشد قوي وعلى تخطيط دقيق، لبناء الدولة العصرية التي تستند إلى العلم والتكنولوجيا وهذا يقتضي المواجهة العلمية المستنيرة لما قد يتمخض عنه التغير الاجتماعي من مشكلات ومتناقضات ومطالب واحتياجات، وعصرنا الحالي يتسم بظهور الكثير من المتغيرات في النواحي الاجتماعية والإنتاجية والتكنولوجية وبالتالي اتباع الأسلوب العلمي في التحكم في مسيرة التغير الاجتماعي بحيث يكون تغيرا متوازنا متكاملا يفضي إلى التطور والنمو والتقدم.

إن البعد السلوكي لظاهرة التغير الاجتماعي هو البعد الذي يحدد بصورة فعالة حدوث التغير الاجتماعي المصحوب بتغير في قيم الناس واتجاهاتهم وعاداتهم السلوكية بما يتوافق مع النسق الاجتماعي الجديد، وتقابل عملية التغير الاجتماعي عملية الضبط الاجتماعي وهي العملية التي تحاول بها الجماعة أو المجتمع عدم التمكين لأي تغير غير مرغوب فيه أن يحدث وهي التي يتم عن طريقها توجيه سلوك الأفراد بحيث لا ينحرف عن معايير الجماعة حتى يتحقق التوازن الاجتماعي، وهناك نمطان أساسيان للضبط الاجتماعي أولهما الثواب أو العقاب (المادي أو المعنوي) وثانيهما الإقناع.

ملامح التغير الاجتماعي

وأشار التقرير إلى انه لا يوجد مجتمع لا يتغير ويبدو المجتمع مستقرا ساكنا سائرا في إنجاز وظائفه في هدوء طوال أجيال متعاقبة، ولكنه حين يصل إلى درجة من التجمع الحضاري يبدأ في التغير بسبب وجود قوى تعمل في أعماقه لتجديد الاتساق أو لتأسيس نظم جديدة ومن أهم ملامح التغير الاجتماعي حسب علماء الاجتماع.

- النمو الحضري والتغير العمراني المصاحب للتغير السكاني.

- تغير الأسرة من حيث حجمها ووظائفها والمراكز الاجتماعية لأركانها وعناصرها وعادات الزواج بها ووسائل تكوينها وعوامل استقرارها وتفككها.

- تغير الشكل الأسري من الأسرة الكبيرة إلى الأسرة الصغيرة المستقلة اقتصاديا عن الأسرة الكبيرة.

- خروج المرأة من دائرة البيت الضيقة إلى مجتمع العمل والإنتاج وما إلى ذلك من دعم اقتصادي للأسرة والمجتمع.

- التغير في التركيب الاجتماعي الاقتصادي وزيادة تعقد الحياة الاجتماعية ونظرة الناس إلى العمل وما يصاحب ذلك من تغير في السلوك.

- زيادة اعتماد الأفراد والجماعات على بعضهم بعضا.

- تغير بعض القيم الاجتماعية التقليدية التي كانت تسود المجتمع وتحكم سلوك أفراده.

عوامل التغير الاجتماعي

تتعدد عوامل التغير الاجتماعي وتتفاعل ومن أهمها:

- البيئة: خصوصا العوامل المادية التي تشمل الحوادث الطبيعية مثل الزلازل ونقص الموارد الاقتصادية والمناخ ويتفاعل الإنسان مع طبيعته وما بها من موارد أولية ويلعب دورا مهما في حوادث التغير.

- الأفراد: يؤدي ظهور أفراد مصلحين إلى تغير اجتماعي ملحوظ مثل ظهور الأنبياء والرسل والقادة الوطنيين.

- العامل البيولوجي: وهذا يشير إلى توالي الأجيال واختلاف بعض خصائصها جيلا بعد جيل.

- الأفكار والمعتقدات: وهي القوة الفكرية التي تعمل على تغيير النماذج الاجتماعية الواقعية وفقا لسياسة متكاملة تتخذ أساليب ووسائل هادفة وتساندها تبريرات اجتماعية.

-التقدم التكنولوجي: إن للاختراعات والابتكارات والاكتشافات العلمية الجديدة المتجددة أثرها الكبير على التغير الاجتماعي مثل اكتشافات وسائط النقل المتطورة ووسائل الاتصالات والإعلام.

- الاتصال الثقافي: ويشمل الاحتكاك والتبادل الثقافي بين جماعات مختلفة ثقافيا وأن الانتشار الثقافي الذي حدث عن طريق تقدم وسائل الاتصال قد أدى إلى كثير من التغيرات الاجتماعية.

- عامل الزمن: إن عامل الزمن له قيمته في تحديد دينامية الجماعة والمجتمع ويجب أن ننظر إلى الجماعة على أنها تنظيم متحرك متغير.

- الثورات: إن الثورات الوطنية تقوم من أجل إحداث تغيرات جزئية أو شاملة في بناء المجتمع ونظامه.

- الحروب: تعد من العوامل المهمة في إحداث التغير الاجتماعي إما بسبب ما يفرضه المنتصر حتى يدعم انتصاره، وأما بسبب ما يفرضه على نفسه المهزوم حتى يزيل آثار الهزيمة ويحقق النصر.

آثار التغير الاجتماعي في السلوك

أهم أسباب تغير السلوك:

- الهجرة: وخصوصا تلك التي تحدث بسبب الفقر، وقد تكون الهجرة إجبارية بين مصادر الثروة أو النشاط الاقتصادي. التغير في بناء الأسرة: يؤدي التغير الاجتماعي خصوصا في الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى حدوث تغير في بناء الأسرة ما يؤدي بدوره إلى حجم الأسرة أو تفكك الأسرة ومخاطر الشيخوخة والشعور بالوحدة. التصنيع: إن التصنيع والتقدم التكنولوجي قد أحدث أثارا هائلة في تقدم البشرية والتغيير الاجتماعي إلى الافضل.

العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً