العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ

كرة المحرق والبطولات الخارجية

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

نادي المحرق ذلك التاريخ الذي كتب بطولاته الكروية بماء من الذهب حتى غدا ملك الأندية المحلية من دون منازع.

من الغريب جدا أن يمر الموسم من دون أن يكون المحرق أحد فرسان البطولة أو على أقل تقدير في الصدارة.

هذا هو الأحمر وهكذا عرفناه منذ أن كنا صغارا نتابع المنافسات الكروية منذ السبعينات إلى يومنا هذا، فريق لا يعرف اليأس ولا يعترف بالخسارة بل هو قوي البأس شديد المراس، أبناؤه يلعبون ويدافعون عن شعاره بكل ما يحملونه من حب لهذا النادي العتيد صاحب القلعة الحصينة المدججة بالبطولات، تسانده قاعدة كبيرة من الجماهير لا تمل من أن تقطع المسافات لتقف خلف فريقها أينما يكون وأينما يحل بأهازيجها الرنانة و»الشيلات» التي تطرب اللاعبين في وسط الميدان ليعطي أكثر فتتحقق النتائج الايجابية.

منذ أن بدأت المسابقة الأم «الدوري» وانطلقت مبارياتها والمحرق اقترن اسمه بدروع وكؤوس هذه المسابقات التي وصلت قرابة 30 موسما تقريبا من دون أن يكون له منافس يذكر وهذا ما يؤكد أن الأحمر صاغ لنفسه الطريق لكي يصل إلى ما يريده من أيام بونفور وخليفة الزياني وبوزبون وخليفة سلمان وأحمد بن سالمين وماجد سلطان وحمد نبهان وعبدالله السيد وحمد العريض وعلي حسن وسلمان شريدة ومحمد سلطان (بحرين) وحسن عجلان وحمود سلطان إلى عهد أحمد صالح الدخيل وعدنان ضيف والعنايشة ويوسف الرفاعي وعلي حسن والحردان وأبوالشوك وخليل الدرازي وإبراهيم عيسى ومحمد صالح الدخيل وفيصل عبدالعزيز وسعيد مذكور، الى هذا العهد من عبدالله الدخيل والمقلة ومحمد سالمين والسبع وراشد الدوسري ومحمود عبدالرحمن وعلي حسن وغيرهم من النجوم البارزين الذين حافظوا على الأمانة والإرث البطولي وجاهدوا بكل ما يملكونه من إمكانات فنية وبدنية وإدارية في حصد الكؤوس والدروع إلى هذه القلعة الكبيرة وصارت جماهيره تتغنى كل موسم ببطولاته، ولا يخلو أي موسم من ترشيح الأحمر كبطل متوقع لإحدى بطولات الموسم وبالتالي صار المحرق عاشقا للكؤوس يضمها إلى خزانته بعراد.

ما أردته من سرد هذه المقدمة أن اذكر المسئولين في هذا النادي الكبير بدءا من الرئيس الشيخ أحمد بن علي آل خليفة نهاية بأصغر مسئول واداري في النادي ان فريق الكرة بالنادي ليس من الغريب أن يحصد بطولات الكرة ومن دون معاناة، وقلما رأيناه يتأخر عن ركب البطولة والأبطال وهذا قليل جدا جدا. بعد هذه البطولات المحلية آن الأوان لهذه الإدارة المحترمة والمخلصة أن تفكر جادة وتخطط للمستقبل بأن يحقق هذا الفريق الذهبي (الملكي) ولو بطولة خارجية، ونحن على ثقة تامة وخصوصا في الموسم الماضي وهذا الموسم فالإمكانات متاحة تماما لكي يحقق هذا الفريق بطولة من البطولات الخارجية وليس من الصعوبة تحقيقها.

فهناك فرق في دول الخليج الشقيقة ليست أفضل حالا من المحرق فنيا وان كانت إمكاناتها المادية أفضل ولكن لدينا العنصر البشري هو الذي يرجح كفة الإنسان البحريني ابن الوطن الأصلي على أشقائنا في الخليج.

قد يقول قائل انك تشجع على أن يكون التجنيس الرياضي من خلال ما يمارسه المحرق على أرض الواقع. ولكنني أرد على هذا الأمر بأننا وعلى رغم رفضنا المطلق لعملية التجنيس، فإننا نطالب وسنظل نطالب أي ناد محلي لديه الإمكانات المتاحة لتحقيق بطولة خارجية، ونحن نؤكد أن المحرق الآن هو النادي الوحيد الذي يستطيع أن يجلب للبحرين بطولة خارجية.

الغريب في الأمر أن تاريخ الكرة يسبق تاريخ الطائرة لدى المحرق ولكن طائرته هيمنت على بطولات الخليج لسنوات طويلة من دون أن تنقل عدواها إلى فريق كرة القدم لخطف ولو بطولة واحدة.

نحن نعتقد أن الإدارة المحرقاوية تضع الأولوية والأهمية في البطولات المحلية والذي شبع الأحمر منها ولكن بقينا خاليي الوفاض من بطولة خارجية، فهل سيتحرك المسئولون في هذا النادي الكبير هذه المرة للتوفيق بين المحلي والخارجي لإعداد الأحمر لكي يعود ببطولة خارجية، أم ستظل البطولات الخارجية مجرد مشاركة لا أكثر مع أن المحرق كانت له بعض المحاولات الجادة في الحصول على بطولة منها الآسيوية، إذ وصل إلى النهائي أكثر من مرة وهذا أمر جيد، ولكن عندما يكون التخطيط السليم لخطف بطولة خارجية يحب أن يكون مدروسا بشكل علمي تضع له الإمكانات المادية والمعنوية للوصول إلى هذا الهدف المهم.

نحن بانتظار الأحمر في إعداد نفسه لكي يعد العدة في بطولاته المقبلة بكل جدية وحماس وحتى لو كان على حساب البطولات المحلية لكي يتفرغ بكل ثقله للبطولات الخارجية. إلى ذلك نطالب اتحاد الكرة بان يساند المحرق والنجمة وأي فريق آخر يشارك خارجيا ويدعمه ماديا ومعنويا ويقف إلى جانبه في وضع جدول المباريات المحلية بحسب ظروفه في مبارياته الخارجية حتى يصل إلى مبتغاه وهدفه الأكبر، فدور اتحاد الكرة ليس هامشيا بل له الدور المؤثر بالتعاون والمساندة ووضع إمكاناته تحت تصرف من يمثل المملكة في الاستحقاقات الخارجية سواء كان المحرق أو النجمة، ولكن عندما نقول المحرق فنحن نعلم أنه قادر على تحقيق بطولة خارجية ولكن يحتاج إلى تخطيط سليم ومدروس - فلا تكون المشاركة العشوائية مثمرة أبدا - حتى تحقق فرقنا المحلية ما عجز المنتخب الوطني عن تحقيقه من بطولات خليجية، ونحن بانتظار مثل هذه الانجازات الكبيرة.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1949 - الأحد 06 يناير 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً