العدد 1986 - الثلثاء 12 فبراير 2008م الموافق 04 صفر 1429هـ

الرياضة كافة بحاجة إلى قرار سياسي

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

للوهلة الأولى عندما ترى الدراسة التي خلصت لها المؤسسة العامة للشباب والرياضة بشأن تطوير كرة القدم البحرينية وفقا للتقرير الذي كتبه خبراء «الفيفا»، سترى أن الرياضة البحرينية تعاني الأمرّين منذ زمان وأن ما هو موجود في البحرين لا يسمّى منشآت رياضية ولا مسابقات منظمة ولا حتى تُطبَّق على أساس واحد من أساسيات الرياضة الصحيحة، هذا إذا ما عرفنا أن الدراسة جاءت فقط لمسابقات كرة القدم ولم تشمل الرياضات الأخرى على أقلها الجماعية منها، والتي كان من الواجب أن تعمل المؤسسة على دراسة احتياجاتها، وبالتالي فإن الدراسة أظهرت أن الرياضة البحرينية تعاني الكثير من الأزمات التي تحتاج إلى من يقوم بانتشالها من همومها ومصائبها.

وسط ذلك يرى الكثير من المتابعين أننا لسنا بحاجة إلى تقارير ودراسات مثل هذه الدراسات المفيدة في الأساس من أجل إصلاح وضعنا وهو الذي يُعَدُّ مكشوفا على الهواء مباشرة، إذ إننا بحاجة إلى من يعمل على تنفيذ كل التصورات التي وصلت إلى الدراسات وتقرير «الفيفا»، التي من شأنها رفع الرياضة البحرينية وهم العارفون أصلا بكل ما تعانيه رياضتنا، فكيف بنا سنتعامل مع هذه الدراسة الأخيرة التي أصدرتها المؤسسة قبل أيام، فهل سيطبق المسئولون كل ما كتبه الخبراء العالميون.

نعلم ويعلم الجميع بأن رياضتنا تحتاج إلى زيادة في الموازنة المرصودة من قبل الحكومة لتمسي مسابقاتنا صحيحة وسليمة، نعرف أننا بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن سواء في الحكومة البحرينية أو حتى المؤسسة العامة للشباب والرياضة أو حتى الاتحادات الوطنية التي تحتاج إلى القرارات الصائبة والحكيمة وعدم التمييز بين الأندية، لا بين كبير وصغير.

المبالغ الكبيرة التي أمست مسابقات كرة القدم بحاجة إليها وخلصت إليها الدراسة تظهر لنا أن المعاناة ليست بسيطة يمكن علاجها بسهولة ويسر، وإنما بحاجة إلى تكاتف المعنيين بتطوير الرياضة الشعبية الأولى في العالم وأولها الحكومة من أجل وضعها في الطريق الصحيح والسير إلى جانب الدول الأخرى، وعلى الأقل الدول الخليجية القريبة منا، من أجل ألا ننساق إلى مصاف الدول المتخلفة التي لا تمتلك في الأساس الإمكانات والقدرة على التطوير، عكس بلدنا التي تمتلك كل الإمكانات القادرة على تطوير الرياضة البحرينية، بل ونقلها إلى مصاف الدول المتطورة وبالتالي منافسة كل الدول التي تلعب كرة قدم نظيفة وعالمية.

في الوقت ذاته لابد لنا أن نذكر المسئولين بالرياضة البحرينية أن لا يكون هناك إغفال للرياضات الأخرى، إذا ما قلنا بأن الرياضات الجماعية الأخرى بحاجة أيضا إلى دراسة مستفيضة لمعرفة سلبياتها ونواقصها، والتي لا أعتقد أنها خافية عن الجميع وهي كثيرة من دون شك، كما لا يمكننا نسيان الألعاب الأخرى.

فإذا قلنا بأن رياضة كرة القدم واتحادها وأنديتها بحاجة إلى دعم يصل بحسب الدراسة الأخيرة إلى 4 ملايين و590 ألف دينار، فإن الاتحادات الأخرى وأنديتها بحاجة أيضا إلى أكثر من ذلك، وإذا قلنا بأن منتخب كرة القدم يحصل على تكريم فوري بمجرد لعبه مباراة عادية في استحقاق عالمي، فإن منتخب كمال الأجسام وبعد فترة وصلت إلى أكثر من 3 أشهر لم يكرم بعد إن تألق في رفع علم الوطن في بطولة كأس العالم الأخيرة في كوريا الجنوبية بغض النظر عن سحب ذهبية البطل طارق الفرساني، وإن فريقا كالأهلي لكرة اليد وبعد اقترابنا من انقضاء سنة كاملة من إحرازه بطولة الأندية الخليجية لم يحصل على أي تكريم، والأدهى من ذلك فإنه لن يحصل على الدعم الكامل نظير رغبته في الدفاع عن البطولة الخارجية، وإن منتخبات الطائرة للناشئين والأول مضى على تحقيقها بطولات ومراكز مشرفة في البطولات الخارجية ولم يتسلم لاعبوها أي فلس.

كل ذلك يحتاج إلى قرار سياسي بحت من شأنه أن يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب، من الوحل الذي هي فيه وهمومها التي شاب لها الرأس.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1986 - الثلثاء 12 فبراير 2008م الموافق 04 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً