العدد 2000 - الثلثاء 26 فبراير 2008م الموافق 18 صفر 1429هـ

الكلّ يتاجر بدارفور

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

النزاع في دارفور يدخل عامه السادس من دون أن تلوح في الأفق بوادر حل، إذ مازال الكل يتاجر بالقضية.

الحكومة السودانية ترى أن الحل يتمثل في الحسم العسكري؛ لأن سبب الأزمة تمرد يتحصن بأطراف خارجية. ولذلك نجد الآن سيطرة كاملة للجيش السوداني على الولايات الثلاث التي يتكون منها الإقليم مع استمرار الأزمة الإنسانية.

ومع إطلاق المتمردين الاتهامات على أطراف دولية بتأجيج الصراع كالصين أخذ الغرب - الذي حُرِم من النفط السوداني - يضغط على بكين؛ كي ترفع يدها عن دعم الخرطوم، مستخدما ورقة حقوق الإنسان الصينية والتلويح بعدم المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي ستنظمها بكين في أغسطس/ آب المقبل، فضلا عن دعم مساعي تايوان للانفصال عن الوطن الأم.

وقد أثمرت هذه الضغوط إلى حد ما في إطلاق المبعوث الصيني لدارفور تصريحات تعتبر توبيخا ضمنيا للخرطوم بأن تتعاون بشكل كامل لنشر القوات المختلطة لحفظ السلام في دارفور.

ولكن في الواقع كلما ازداد التدخل الدولي - طلب رئيس عملية حفظ السلام المشتركة في دارفور ردولف أدادا من الجيش السوداني الانسحاب من غرب الإقليم مثلا - تفكك السودان، إذ سيرفع المتمردون سقف مطالبهم إلى درجة السعي لتقرير المصير للإقليم، أي الاستقلال، وهم واضعون نصب أعينهم ما حصل عليه جنوب السودان وكوسوفو من مكاسبَ وهذا ما تخشاه الخرطوم.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 2000 - الثلثاء 26 فبراير 2008م الموافق 18 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً