العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ

وخابت الآمال... يالكويتية

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«يا نساء الكويت اللاتي وقفن أمام الغزو، انتن مدعوات للوقوف بجانب المرأة» دعوة وجهتها الأكاديمية الإماراتية ابتسام الكتبي لجمهور النساء الموجود في المقر الانتخابي لمترشحة الدائرة الأولى الكويتية فاطمة العبدلي في ليلة تأبين الشيخ سعد العبدالله عشية الانتخابات الكويتية، لكن دعوتها لم تجب، كان ذلك متوقعا، فالجو السائد آنذاك محبط، بل كانت النغمة الجارية تقول نتمنى أن تصل واحدة إلى مجلس الأمة 2008م، لكن الواحدة لم تصل بعد، ليظل التساؤل معلقا لمَ لم تصل؟ ومتى ستصل؟

لم تكن انتخابات 2008م في الكويت مغايرة عن انتخابات 2006م إلا في أمرين أولهما أن الدوائر أصبحت خمسة بعد أن كانت خمسة وعشرين، وثانيهما أن المترشحين نزلوا على هيئة قوائم بخلاف مترشحي 2006م كانوا مستقلين، وفي الحالتين كانت المرأة هي الخاسر الأكبر إذ تواجهت مع منافسي كثر في الدائرة، كما رفضتها القوائم بسبب أنها لا تمتلك قواعد شعبية فلا قبيلة تسندها، ولا نفوذ تجاريا عائليا يدعمها، ولا شراء أصوات ترتكز عليها.

لقد لعبت المرأة الكويتية دورا كبيرا في وصول المترشحين الرجال لمجلس الأمة 2008م، حيث بلغ عدد النساء اللاتي يحق لهن التصويت في الانتخابات ما يقدر 200499 مواطنة، أي بنسبة 55 في المئة من إجمالي الناخبين في الكويت، وهي نسبة لها اعتبارات واسعة وتأثير بين في إحداث تغيرات ملحوظة في نتائج ومعطيات مجلس الأمة الكويتي القادم.

ففي الدائرة الأولى ذات الحضور الشيعي القوي يبلغ مجموع الناحبين 66641 يمثل النساء فيها نحو 54 في المئة، أما الدائرة الثانية ذات الغالبية (الحضر السنة) فتمثل النساء 53 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 41365، ولم تختلف الدائرة الثالثة عن الثانية في غالبية الحضر السنة لكن النساء الناخبات يمثلن فيها 56 في المئة من مجموع الناخبين البالغ عددهم 58674، أما الدائرتان الرابعة والخامس اللتان تسيطر عليهما القبائل فثمل النساء في الرابعة 57.9 في المئة من 93710 والخامسة 53.7 في المئة من 101294 وهي من أكثر الدوائر سكانا.

وعلى رغم امتلاك المرأة لنصف الأصوات فإنها نأت بها عن ترشيح المرأة، لذلك بدا الأمر وكأنه مرهون بالمرأة نفسها إذ تشير المترشحة فاطمة العبدلي «في كل الدواوين التي زرتها الرجال يطلبون منا أن نستهدف المرأة لأنها العائق الوحيد، وحين نتوجه إلى النساء يقلن ليست لدينا مشكلة في ترشيح المرأة، فأين يكمن السبب» توجهنا بهذا التساؤل إلى مرشحة الدائرة الثانية خالدة الخضر التي أشارت إلى أن الوضع معقد جدا في انتخابات الكويت إذ تتداخل السياسة والنفوذ والمال والمعتقدات الاجتماعية، وهي أمور أكبر من أن تجاريها المرأة لوحدها بعد أن تخلت عنها جميع الاتجاهات السياسية بما فيها الداعمة للمرأة، بسبب ضعف في قواعدها الرقمية وليس في كفاءتها، الخضر توقعت النتيجة وهي مصرة على الاستمرار إذ باعت أرضها للدخول للانتخابات وتقول: «لقد اشتريت الكويت».

الخطاب الكويتي النسائي خطاب تصادمي لم يستطع أن يخلق له أرضية تصالحيه، وعلى رغم الجهود المبذولة في لمّ الصف النسائي النشط في أكثر من تجمع ونشاط لكنه لم يزل نخبويا ومحط نظر ريبة من الغير، مازالت الكويتية المتصدية للشأن النسوي في الكويت تنظر إلى الصف النسائي الآخر على أنه مغلوب على أمره وأن الرجل هو من غيب المرأة وهو من يسعى إلى السيطرة والإقصاء، وأن المتدينين والقبليين هما من يقف في وجه دخول المرأة إلى مجلس الأمة إذ شاع أن «المجلس القادم مجلس مطاوعة لا مكان للنساء فيه».

الكويتيات مصرات على الاستمرار حتى ينلن حقوقهن، ولن تثنيهن الهزيمة، ولكن هل هو الحل الوحيد، والى متى المغامرة؟

في المرتين السابقتين كانت المترشحات يركزن على الجانب النسائي باعتبارهن الأكثر نسبة إذ يمثلن تسونامي الانتخابات، وهن من سيجلبن لهن الحق لذلك حملت الناشطة والمحامية الكويتية كوثر الجدعان نساء الكويت مسئولية تكوين المجلس، لكن الأمر يبدو مسألة قناعات وليس فزعة نسوية رهينة بثالوث الحب والأمن والرحمة التي ساقتها إحدى المترشحات في خطابها الانتخابي.

بعض المترشحات أعزين سبب الإخفاق بأنهن لم يستطعن الاستعداد للانتخابات بسبب عنصر المفاجأة، ففي المرة الأولى أعطيت المرأة حق الترشيح والتصويت في 16 مايو/ أيار 2005م ليحل بعدها المجلس بسنة بسبب مسألة الدوائر، وفي الثانية حل المجلس ولم يكمل عامه الثاني، هذه المباغتة لم تمكن المرأة من عقد التحالفات والاستعداد بما فيه الكفاية، لكن ذلك لم يكن سببا كافيا يركن إليه خسارة المرأة الكويتية في الانتخابات التشريعية.

الدستور الكويتي حرم المرأة الكويتية من حقوقها السياسية في الانتخاب والترشيح لمجلس الأمة طيلة أربع عقود ونصف، وخلال هذه الفترة علت الأصوات لإعطاء المرأة حقها السياسي، لكن تلك الأصوات لم تنجح، هذا الحق لم يحققه على أرض الواقع إلا أركان الحكم في الكويت إذ يقول الكويتيون: «إذا أراد الشيوخ شيئا فعلوه» إذ استطاع الحكم أن يجند عددا من النواب إلى جانب ثلاثة عشر وزيرا من بين أربعة عشر وزيرا أحدهم من الأسرة الحاكمة قطع زيارته من الولايات المتحدة الأميركية ليرجع إلى الكويت ليشارك في التصويت من أجل إعطاء الحق السياسي للمرأة الكويتية بعد أن أسقطه المجلس سابقا، والآن، هل يساعدن «أخوان مريم» المرأة الكويتية للوصول إلى الكرسي الأخضر؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً