العدد 2634 - السبت 21 نوفمبر 2009م الموافق 04 ذي الحجة 1430هـ

إذا طاح الجمل!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

مر أسبوع واحد بالتمام والكمال على الإخفاق المونديالي لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ومازلنا نعيش تحت الصدمة والتي سنظل تحت وطأتها لفترة ليست بالقصيرة، وحالنا السائد من السبت الأسود إلى اليوم ينطبق عليه المثل الشعبي «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه!».

فالواضح طيلة الأسبوع كثرة الانتقادات والاتهامات التي ترمى في كل الاتجاهات وطالت جميع الأطراف من مسئولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة أو اتحاد الكرة أو المدرب ماتشالا أو الجهاز الإداري أو اللاعبين أو كل من رافق المنتخب إلى نيوزيلندا أو الإعلام أو اللاعب سيدمحمد عدنان بعد إهداره ركلة الجزاء، ولم يبق سوى أن تطال الانتقادات عامل المهمات للمنتخب!

وذلك الوضع طبيعي من وجهة نظري ويتكرر مع كل إخفاق لمنتخبنا في بطولة أو تصفيات على رغم أننا لم نحقق أي إنجاز طيلة تاريخ المنتخب فأصبحت «متعودة دايما» من دون نسيان وتجاهل للقفزات التطويرية على صعيد مستويات ونتائج المنتخب ووضعه مكانا جيدا على خريطة الكرة القارية بدءا من العام 2000 وأصبح منتخبنا منافسا دائما على البطاقات المونديالية. ويبدو أن عدم تأقلمنا على الأجواء التنافسية في البطولات والتصفيات القارية والدولية لسنوات طويلة دائما ما يوقعنا في المحظور اليوم كلما وجدنا أنفسنا في اللحظات الحاسمة والأخيرة لتحقيق بطولة أو إنجاز، وبالتالي لا نجيد التعامل مع هذه الأجواء سواء إداريا أو فنيا أو إعلاميا وحتى جماهيريا فحينها تقع الصدمة من دون أن نعرف أسبابها وطريق الخروج من غياهب ظلمتها.

يبدو أننا أصبحنا أمام أزمة سوء ثقافة الانتصارات والتعامل في اللحظات الحاسمة وهي إحدى المشكلات الجديدة التي طرأت على واقعنا الرياضي الحافل بالمشكلات والهموم المزمنة لسنوات طويلة من دون أن تجد حلولا جادة وساهمت في عدم حصول منتخباتنا على بطولة كروية حتى اليوم، وما حدث في «رحلة الحلم الضائع» في نيوزيلندا هي إحدى نتاج واقعنا الرياضي الصعب الذي يحتاج إلى علاج جذري من أطراف قوية تستطيع بقوتها وصلاحياتها وضع خريطة طريق لتصحيح الأوضاع السائدة للكرة البحرينية بدلا من السير على بركة الاجتهادات والدعوات!

قبل سنتين عقدت ورشة عمل بالتعاون مع الفيفا لتصحيح وتطوير وضع الكرة البحرينية، وتفاءلنا يومها بالتغيير وخصوصا أنها كانت مدعومة من سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لكن سرعان ماتبخرت الأحلام وظلت توصيات الورشة والمقترحات حبيسة الأدراج!

وبعد الإعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق في الإخفاق المونديالي فإنني أتمنى ألا يكون دور اللجنة مقتصرة على التحقيق فيما جرى في نيوزيلندا فقط بقدر النظر برؤية أبعد إلى دراسة وتقييم أوضاعنا الكروية والرياضية، وخصوصا أن هذه الفكرة نابعة من رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة القادم بطموح وحماس التغيير الرياضي، وبالتالي نتطلع إلى لجنة تضم متخصصين ومتابعين للأمور الرياضية وتتاح إليهم فرصة التخطيط وأن تكون هناك رغبة جادة وقوية من الجهات العليا في المملكة في تنفيذ التوصيات والخطط التطويرية وذلك لأن ما حدث في نيوزيلندا سيكون قابلا للتكرار إذا لم تتغير أوضاعنا العامة وحينها ستعود الكرة ونقول مجددا عند كل إخفاق «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2634 - السبت 21 نوفمبر 2009م الموافق 04 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:11 ص

      الجمل

      الجمل من زمان طايح بس الحين شاهدا فى نيوزلندا وهو طيح .

    • RSG | 4:44 ص

      الجمل

      الجمل ليس أول مرة يطيح هو طايح من سنين بس هذة المرة فى نيوزلندا شاهدة الناس .

    • زائر 2 | 12:42 ص

      من إلي طيّح الجمل

      ما حدث يا عزيزي يعد "مصخرة". كيف أضعف منتخب واجهه منتخب البحرين في التصفيات يتغلب عليه؟! إما أنك غير متابع الساحة الرياضية أو لا تعرف أن أولاً الحالة النفسية للاعبين كانت في أسوء حالة وثانياً الأداء الذي قدموه نكرة تحت ما قدموه في مبارياتهم السابقة في التصفيات.
      إذا طاح الجمل كثرة سكاكينه، معاك ولكن السؤال من إلي طيّح الجمل في الأساس!!

    • زائر 1 | 10:32 م

      الى متى

      اذا تجاوزنا موضوع الرياضة والصدمة فإننا في صدمة من نوع اخر يختلط فيها موضوع الوطنية من عدمه فلم يعد هناك ما يمثل هذه البلد بعد ان تغيرت هويتها بفعل التغير الديمغرافي الهائل فمن الذي يمثل الوطن الآن هل هو المواطن الذي لا يجد السكن او العمل ام ا المواطنون الجدد الذين لا ينطقون العربية وما هو مفهوم المواطنة الآن وكيف يتم تناول موضوع الهزيمة او النصر في خضم هذه الفوضى

اقرأ ايضاً