العدد 2806 - الأربعاء 12 مايو 2010م الموافق 27 جمادى الأولى 1431هـ

رثاء آخر للشورى!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

بكلِ أمانةٍ، إن فراق مجلس شورى 2006 يبدو ذا شجونٍ على المواطنين، ويطل ثقيلاً على قلوبهم، ذلك أنهم عاشوا معهم «عِشرة عمرٍ» مدتها أربع سنوات خلت، ومن المؤكد أنه سيعزّ على البحرينيين أن يفارقوا 40 شخصاً شكّلوا على مدى السنوات تلك، جزءاً مهماً من حياتهم.

لكن، ما قد يسلو النفس ويريحها قليلاً أن المواطنين سيظلون يتذكرون مآثر 40 شورياً اصطفوا بنياناً مرصوصاً لوأد أغلب أحلامهم وآمالهم، واجمعوا على أن يكونوا بلبلاً مغرداً للحكومة في حقّها وباطلها، وهدهداً لطبقاتهم البرجوازية، فمَنْ مِنَ الشعب يسهو عن رفضهم للتعديلات الدستورية، والتحفظ على زيادة الرواتب، وكيف افرغوا قانون الذمة المالية (من أين لك هذا) من معناه، وكيف وقفوا ضد من حاول إيصال صوت الناس للمنظمات الحقوقية، وكيف اجمعوا على إذلال النواب برفضهم أهم تعديلاتهم على لائحتهم الداخلية، وكيف اقروا لأنفسهم تقاعداً مهولاً رغم أنهم يصنفون من علية القوم وكبرائها!

سيتذكر المواطنون كيف نأى 40 شورياً عما جرى على الأراضي التي سُلبت من الشعب، وتحوّلت بلا سند قانوني أو وطني حتى، إلى أملاكٍ خاصةٍ يحظر على المواطن حتى أن يمد بصره إليها، فضلاً عن أن تدوس رجلاه ترابها، كما لن ينسى الجميع أن لا أحد منهم طالب الحكومة ولو مرة واحدة بإيقاف الدفان الذي قضى على الأرض والبحر، وزاد جزر البحرين لتصل إلى 66 جزيرة لم ينتفع البحرينيون من أكثرها شيئاً.

الشوريون لم يتحدثوا يوماً عن الإسكان، ولم يطالبوا بحل المشكلة الإسكانية المتفاقمة، ولم يطلبوا رفع رواتب الناس ولم يطرقوا باب التمييز، ولم يشيروا مطلقاً للتجنيس، ولم يطالبوا أبداً أياً من المسئولين بالكف عن إذلال المواطنين، وكأن هؤلاء الأربعين شورياً يعيشون في أرضٍ غيرِ البحرين، أو يمثلون شعباً غيرنا!

أثبت الشوريون أن مجلسهم صُمّم ليضع العراقيل أمام مجلس الشعب الذي صمم بدوره أصلاً ليكون حلبة مصارعة فئوية وطائفية مقيتة، كما أثبتوا أنهم بإجماعهم التام في كل جلساتهم لا يملكون قرارهم وإلا كيف لم يختلف 40 شخصاً من مشارب وأيدلوجيات متناقضة ولا على ملفٍ واحدٍ طيلة أربع سنوات!.

ربما تكون تلك علّة المجالس المعيّنة أينما كانت، لأن أصحابها يدركون تماماً أنهم جاءوا ليؤدّوا رسالة واحدة وعليهم دينٌ في رقابهم أن يلتزموا به حتى يؤدّوا الأمانة على أكمل وجه!

فعلاً، القائمة التي قد يتذكر المواطنون بها مجلس الشورى طويلة وقد ازدادت عاماً بعد عام، لأنها كانت تمضي على نسقٍ متنامٍ، بعيدٍ عن الناس غير آبهٍ بمطالبهم وهمومهم.

نعم، يعز علينا كمواطنين أن نفارق شوريي 2006، لكننا على يقين أن فراقهم لن يطول، وسلوتنا أننا سنكون في موعدٍ قريبٍ آخر مع أغلبهم نسجّل فيه الجديد من مآثرهم، ولأننا نعتقد أنهم أبدعوا في أداء أدوارهم، فنحن على شبه يقين أننا سنرى وجوه كثير منهم مرة أخرى بعد أشهرٍ قليلة، وقد يكون من اللائق أن نرحب من الآن بمن سينضم إليهم من زملائهم النواب القدامى أو الشوريين الجدد في مجلس 2010.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2806 - الأربعاء 12 مايو 2010م الموافق 27 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:47 ص

      Abu Zinab

      This people they thought eat and drink food and beverage they do not know they drin fire.

    • زائر 4 | 1:36 ص

      توجتم أعمالكم وصحائفكم ب.......

      توجتم أعمالكم وصحائفكم باباحة ما حرم الله وكأنكم لستم مسلمين ولا في دولة اسلامية اعمتكم الرواتب التي لن تبعدكم عن عذاب الله لانكم سنيتم سنة وتحديتم الجبار واسستم لمعصيته وحملتم انفسكم ما لا طاقة لها به من اثمكم واثام غيركم ما شربه شارب او باعه بائع او حمله حامل ويصدق عليكم الاشقى من باع اخرته بدنيا غيره خسرت تجارتكم خسرانا مبينا دنيا واخرة ولن تموتوا الافقراء محتاجين

    • زائر 3 | 12:50 ص

      ياحسن ماجبت جديد

      الشوريون كالدمى المتحركه..تؤدي دور مرسوم مسبقا.
      معضمهم تجار واصحاب مصالح...شلون تبي يزيدون رواتب او يمنعون خمور. لو واحد طلع فيها وقال لا...باجر يجحوتونه بره المجلس.
      المشتكى لله.
      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

    • زائر 2 | 11:06 م

      بوحسن

      مجلس الشورى لم ولن يخدم لا البرلمان ولا الشعب واطالب بألغاءه لعدم جدواه بدلا من صرف الاموال دون محلها ...

اقرأ ايضاً