العدد 3193 - السبت 04 يونيو 2011م الموافق 03 رجب 1432هـ

المحادين... ومقترح «موسوعة التربية والتعليم» 2019

فاضل حبيب comments [at] alwasatnews.com

.

«بتاريخ 2019 ستكون مئوية التعليم، وأقترح منذ الآن تشكيل فريق عمل، يبدأ كتابة (موسوعة التربية والتعليم)، وأعتقد بأن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين سيكون زمناً كافياً لإنجاز هذه المهمة الرفيعة إذا تيسر لها العاملون المؤمنون بها، والمتطلعون إلى إنجازها بكل ما يحتاجه هذا العمل من شغف وحماس، وتيسر لها كوادر بشرية تمكنها من إنجاز هذه المهمة، وتناط بقادرين على التخيل، ووضع الخيال موضع التحقق، وتكون لها موازنة ملائمة، وفضاء مكاني يجعل من هذا الفضاء الزماني حاضنة لعمل حضاري متميز، وحاملاً الإنجاز للأجيال القادمة» (خطوات باتساع الأفق 90 عاماً في اجتياز المستقبل/ عبدالحميد المحادين 2010، صفحة 9).

هكذا وبكل شغف يتطلع ذلك الرجل السبعيني المسكون بالمعرفة الباحث عبدالحميد المحادين لتوثيق المسيرة المئوية للتعليم في مملكة البحرين منذ 1919م حتى 2019م.

يفتتح المحادين كتابه بإهداء مقتضب، لا إلى زوجته أو والديه أو أبنائه كما جرت العادة عند الكثير من الكتَّاب، فإهداؤه ـ بحسب توصيفه ـ إلى الحالمين بالمستقبل، الذاهبين إليه، الواثقين به.

من حق المحادين أن يحلم بالمستقبل الذي ينفتح على التعليم من أوسع أبوابه، لأننا نريد أن نعيش معه قصة الحلم الجميل الذي لا سقف له في فضاء المعرفة، تماماً كما كان يحلم مارتن لوثر كينغ، أصغر الشخصيات العالمية سناً، والتي حازت على جائزة نوبل للسلام، حينما قال: I HAVE A DREAM .

نعم... فالواقع كان يوماً ما حلماً، فمن يتخرج اليوم من الجامعة يتذكر أنه كان حلماً بالنسبة إليه ارتداء وشاح التخرج، ومن هو الآن متزوج ولديه أسرة وذرية، فإنه يتذكر بأن يوماً ما كان حلماً بالنسبة إليه الزواج والاستقرار، وهكذا.

وحدهم المتميزون الذين يحلمون بشكل مغاير، إذ ثمة فرق بين من يحلم ويسعى لتحقيق بعض الحاجات الأساسية في الحياة من مأكل ومشرب وملبس وما إلى ذلك، والذين يحلمون بتحقيق الإنجازات الكبيرة على مستوى توثيق مسيرة التعليم في مملكة البحرين على مدى قرن من الزمن.

لم تبدأ خيوط التوثيق لمسيرة التربية والتعليم مع المحادين منذ اليوم، وإنما من العام 1969، مع الآلة الكاتبة، حيث كان حريصاً على أن يقف مع عمال الطباعة ليضيء فكرة هنا، وتراكماً معرفياً هناك.

أتفق تماماً مع المحادين المعروف بتواضعه مع كل من قرأه وعرفه من قريب أو بعيد، عندما اقترح تشكيل فريق عمل لكتابة موسوعة التربية والتعليم، لأن من أهم مزايا الموسوعات المتخصصة كموسوعة التربية والتعليم أن يشرف على كتابتها نخبة من المتخصصين في حقل التعليم، وتقوم بتحريرها هيئة كبيرة من المحررين من ذوي الخبرة والكفاءة من الباحثين والأكاديميين والمعلمين والمثقفين وغيرهم.

هذا العمل سيحظى باهتمام الكثير من أبناء شعب البحرين رجالاً ونساءً ممن خدموا في هذا القطاع الحيوي، لذا بات لزاماً أن ندفع باتجاه تحقيق هذا العمل الذي سيوثق التعليم منذ بداياته وإلى اليوم.

نريد لموسوعة التربية والتعليم أن تشكل رافداً مهماً ومصدراً أساسياً للإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بحقل التعليم، متى بدأ التعليم النظامي في البحرين؟ وأين؟ وكيف؟ وإلى أين سيتجه؟ باعتبار أنها ستكون مصدراً لتزويد القارئ العادي والدارس والباحث بالمعلومات الأولية التي تخص حقل التعليم في مملكة البحرين، والرجوع إلى المصادر الأخرى التي يشار إليها في نهاية المقال أو الموضوع المراد التعمق والاستفادة منه.

ولكي تكتسب موسوعة التربية والتعليم امتداداً محلياً وعربياً ودولياً فإن من الأهمية بمكان أن تصدر الموسوعة بنسختها الإلكترونية، بدلاً من المجلدات الكبيرة والضخمة التي لا يستفيد منها سوى الباحثين المتخصصين في المراكز البحثية أو المكتبات.

نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوقوف على ملف التعليم بكل تفاصيله، أين كنا وإلى أين نحن سائرون؟ وخصوصاً أننا نعيش في هذه المرحلة المهمة في مسيرة التعليم، من إطلاق الكثير من المبادرات الجادة والطموحة لإحداث عملية الإصلاح في العملية التعليمية وتلبية احتياجات سوق العمل، منها ما يستهدف تطوير كفاءة ومهارات المعلمين من خلال تأسيس «كلية البحرين للمعلمين»، إلى جانب «بوليتيكنك البحرين»، وتطوير برامج التعليم الثانوي المهنية كالتلمذة المهنية، لتوفير تعليم تطبيقي وعملي للطلبة في آن واحد، إلى جانب تأسيس هيئة مستقلة لضمان جودة التعليم والتدريب، بقصد مراقبة أداء جميع المؤسسات التعليمية والتدريبية في البحرين، وإطلاق مشروع الامتحانات الوطنية في المدارس، وبرنامج تحسين أداء المدارس والذي سيعمم على جميع مدارس البحرين في العام 2012، وبرنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية وغيرها.

وبما أن قمة السعادة في قمة المشاركة، فإن نجاح الموسوعة متوقف إلى حد كبير على المشاركة والجمع بين خبرة الماضين من الجيل القديم، والذين أرسوا قواعد التعليم في البحرين، وبين الاستفادة من الطاقات الشبابية البحرينية المبدعة في مجال التقنيات الحديثة والبرمجة والتصميم، لتخرج الموسوعة باللغتين (العربية والإنجليزية) بشكل متميز يعكس ثقافة البحرين وأهلها التواقين للمعرفة.

بقيت لفتة تعليمية من رجل وثق بالمحادين معلماً ومربياً وباحثاً عن مستقبل واعد للبحرين وأهلها.

ثقتنا بالوزير الفاضل ماجد النعيمي في إطلاق هذه المبادرة في عهده، والتي ستساهم بلاشك في إبراز ما تحقق من إنجازات في مجال التعليم

إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"

العدد 3193 - السبت 04 يونيو 2011م الموافق 03 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً