العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ

وسقط طاغية الإسلام!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

وأخيراً كان لابد أن يحدث ما حدث، فعمر الظلم قصير، وسقط الطاغية الصغير.

كان صغيراً في عقله، وفي أخلاقه، وفي سلوكه... صغيراً في كل شيء، لهذا كتب الله عليه الصغار في نهاية حياته. إنه «سيف القذافي»، الطاغية الصغير، ابن الطاغية الكبير الذي مات أبشع ميتة وأحقرها.

كان يدعي مثل أبيه أنه لا وظيفة له، مع أنه يملك كل شيء، ويتصرف في كل شيء، مثل أبيه الذي كان يقول لشعبه ببذاءة: «لو كان عندي وظيفة لاستقلت ورميت الاستقالة في وجوهكم». ولم يتوقف الأب الطاغية عند هذا الكلام البذيء، فقد كان يصف شعبه بـ «الجرذان»، ويطالب طواغيته بملاحقتهم وقتلهم في كل مكان. وكان يرى أنه مُحقٌّ في كل ما يفعله لأنه كما يقول، دفع ثمن وصوله لعرشه! ولعله أراد أن يقول إنه دفع ثمن تملكه للشعب الليبي، فليس من حقهم أن يعترضوا عليه مهما فعل!

أما الطاغية الصغير فلم يكن أقل بذاءة من أبيه، فطالما سمعناه يقول لليبيين وللأطلسي ولكل من انتقد سياسته كلاماً بذيئاً لا يعرفه إلا سوقة الناس. ولست أدري ما الذي سيقوله اليوم؟ هل سيفعل مثل أبيه؟ هل سيخاطب الليبيين بأنهم إخوانه وأبناؤه؟

هكذا هم الطغاة في كل عصر، يظنون أنفسهم آلهة، ليس على عبيدهم إلا طاعتهم مهما فعلوا، ومهما تجبروا، ومهما ظلموا. فإذا جاءت ساعة الحقيقة قالوا كما قال كبيرهم ومعلمهم فرعون «آمنت أنه لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل» (يونس: 90).

كم كان بإمكان هؤلاء الطغاة أن يكونوا أحسن حالاً لو أنهم عرفوا حقيقتهم كما هي. وعرفوا حقوق شعوبهم وأدركوا أن لهم نهاية مهما طالت. لكن إرادة الله أرادت لهم أن يعيشوا خائفين، ويموتوا أبشع ميتة، وأن تصبح سيرتهم الفاسدة على ألسن الناس كلما ذكرهم أحد في موطن سوء.

تساقط الطغاة، الواحد تلو الآخر، وفي الطريق آخرون ينتظرون أدوارهم، لم يتعظوا من غيرهم، وهذا شأن الطغاة، وكل يظن أنه أحسن من سواه. أنظروا ماذا يقول صالح وماذا يقول بشار، لتعرفوا أنهم على الطريق نفسه سائرون، وإلى النهاية نفسها واصلون. اللهم لا شماتة

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:17 ص

      المصلي

      الأستاذ محمدعلي الهرفي لك مني الف تحية وتحية ياحر لهذا المقال الرائع نعم هؤلاء الطغاة وهذا هو ذيذنهم على مر الزمان يظنون انهم آلهة وما على شعوبهم الا الركوع لهم وتقبيل اياديهم وخشومهم و ان طالبت بالكرامة وبعض الحقوق فالويل لك ولأسرتك ولعشيرتك من التنكيل من سجون واي سجون وصفها بختصار الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود بارك الله فيك استاذي الفاضل وعليك المواصلة لهذه المواضيع الهادفة لكشفهم وتعريتهم امام الناس السديم والذين يعبدونهم من دون الله اعوذ بالله من هذا التعبير

    • زائر 4 | 4:35 ص

      عبد علي البصري

      أشكر الاستاذ محمد علي الهرفي على وزاده الله بصرا وبصيرتا وتقوا وايمانا .

    • زائر 3 | 4:32 ص

      عبد علي البصري((رد علي تعليق رقم 1))

      كم طاغوت في الاسلام تريد ان اعد لك ؟؟ اين عقلك بل اين اذنك بل اين عينك ؟ اليس الحجاج بمسلم هاه أوليس الذي قتل الاصحاب في واقعه الحره بمسلم ؟ أوليس الذي هدم الكعبه بمسلم ؟ أوليس الذي قتل الحسين بمسلم ؟؟ أوليس الذي قتل الامام علي بمسلم ؟ أوليس الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه وأباد مدينه حلبجه بمسلم؟أوليس الذين احرقوا الناس احياه في افغانستان بمسلمين؟؟ أوليس الذين قتلوا 100000 بالتفجير(العراق) بمسلمين ؟؟ أليسوا يشهدون ان لا اله الا الله ؟ ويجب عليهم غسل الاموات والكفن والصلاه ؟؟

    • زائر 1 | 1:11 ص

      الاسلام برئي

      استاذي العزيز بعد احترامي اليك اود ان اعلق على العنوان بان الاسلام ليس به طاغية وان الطغاة والجبابرة والظلمة ليس لهم دين اومذهب هم يمثلون انفسهم الشيطانية فقط

اقرأ ايضاً