العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ

الحوار... خارطة الطريق في خطاب العاهل

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

«لقد علمتنا التجارب العديدة السابقة، أن الحوار هو الطريق الذي يحقق آمالنا وتطلعاتنا، فبالحوار وحّدْنا مواقفنا الوطنية تجاه أي خطر أو تدخل خارجي، وبالحوار وضعنا الأسس الصحيحة لنظامنا الدستوري، بل وكتبنا دستورنا معاً ومن ثم بالحوار تعاهدنا على ميثاقنا الوطني وتحديث الدستور. وفي السنة الماضية نجح الحوار الوطني في تحقيق العديد من تطلعاتنا السياسية والاجتماعية بما يبني على كل ما حققناه من ذي قبل».

هذه الكلمات جاءت في خطاب عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي وجهه إلى الشعب البحريني يوم أمس الثلثاء، بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي تمثل نقطة انطلاق وخارطة طريق يجب أن تأخذ بها كل الأطراف، بما في ذلك الحكومة والمعارضة والجمعيات السياسية الأخرى، للخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام ونصف.

فالحوار هو الأرضية الصلبة والأداة الأكثر قدرة على توحيد الكلمة، والخروج برؤية وطنية موحدة، من دون تدخل أي طرف أو وسيط، فالحل كان ولا يزال بحرينيّاً، ويجب أن يصنع بأيادٍ بحرينية خالصة.

وليس هناك من هو أقدر من البحرينيين على فهم الوضع الذي نمر به، فقد سبق أن مرت البحرين على مدى تاريخها الطويل بمحطات عصيبة استطاعت أن تتخطاها بأقل قدر من الخسائر، من خلال الجلوس على طاولة الحوار وطرح الأفكار والمطالب ومناقشتها ومن ثم استخلاص النتائج التي تحقق الخير للجميع.

آن الأوان لأن تتخلى كل الأطراف عن مواقفها، وأن تطوي صفحة الخلافات وتبدأ من خطاب عاهل البلاد في رسم ملامح المرحلة القادمة من تاريخ البحرين؛ فالوطن يترقب من يأخذ بيده ويشد من أزره للتعافي والنهوض والتقدم، بعيداً عن مفردات الغالب والمغلوب، فكلنا في مركب واحد، ومصيرنا مشترك، وهدفنا واضح ونتفق عليه جميعاً، ألا وهو حب هذه الأرض ومن عليها، فإن استطعنا أن ننتصر على الموج قبل أن يغرقنا، فقد ضمنَّا نجاتنا وسلامتنا جميعاً، أما إذا تخاذلنا وغرقنا؛ فلن تترحم علينا الأجيال القادمة التي تنتظر منا أن ننقذ مستقبلها، لا أن نحطمه بأيدينا ومن ثم نتفرج عليهم وهم يبكون.

الحوار لغة عصرية وأداة فاعلة لبلوغ التفاهمات، وما أحوجنا اليوم إلى أن نلتقي بسماحة ديننا العظيم، وطيب معدننا كشعب يحب الخير للجميع، وأصالتنا الوطنية، لنبحث عن مخارج وحلول نثبت من خلالها لأنفسنا وللعالم أجمع، أننا قادرون على إدارة مشكلاتنا بأنفسنا، وأن كل الخلافات مهما كبرت وذاع خبرها، فإنها لا تحل إلا في إطار البيت البحريني الداخلي الذي يتسم أهله بالعقل الراجح، والحكمة، وبُعد النظر، وتسود المودة والمحبة والألفة بينهم. ومهما فرقتهم الأزمان وشتتهم الظروف، إلا أنهم يبقون صفّاً واحداً وسداً منيعاً أمام العواصف وتقلبات الدهر.

نأمل أن تأخذ دعوة عاهل البلاد صداها في نفوس الجميع، وأن تترجم على أرض الواقع سريعاً للتخلص من تبعات مرحلة أليمة عاشتها البحرين، وهو الأمر الذي أكد عليه جلالته بقوله: «حالنا في الغد سيكون أفضل وأسلم إن شاء الله، وذلك بالرأي المشترك والتفاهم المطلوب. فهذا النهج ليس بجديد علينا بل وأثبت أنه النهج الواحد الصحيح الذي نجح به وطننا العزيز في المضي إلى الأمام في مسيرة الإصلاح والتطوير والتنمية الحقيقية. فاتبعوه وضعوه نصب أعينكم، وبعون من الله عز وجل سننجح في اجتياز هذه المرحلة إلى الغد الأفضل إن شاء الله».

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:36 ص

      المصالح الشخصية فوق كل إعتبار

      إذا تم إعطاء الناس حقوقها بدون تمييز طائفي فإن الجميع سوف ينعم بالأمان ، أما إذا انتشر الظلم لفئة بعينها في المجتمع فإن من حقها أن تطالب بحقوقها بأي طريقة تراها مناسبة بشرط أن تكون طرق سليمة وهذا إلا حاصل في الواقع .
      لا تسلبون الناس حقوقها ، وإذا طالبوا فيها قلتم عنهم طائفيين وخونة بس لأن هذا السلب لحقوقها يعني حصولكم أنتم عليها بدلاً عنهم .
      يعني مصالحنا الشخصية فوق كل إعتبار ...

    • زائر 5 | 5:16 ص

      بال بتر

      الرجاء اخذ الخاب بمجمله : الارهاب مدان ولن يفلت احد من العقاب . والقانوم يسود على الجميع ، هذا اولا وثانيا واخيرا ، اما الحواروالتفاهم ترى ما في عليه اية مشكلة بعد ان يستتب الامن ويطبق القانون فكلنا اسرة واحدة مقدر ان نعيش سوية

    • زائر 1 | 12:15 ص

      وينه الحوار ..؟؟

      وينه هاي الحوار نسمع فيه بس مانشوفه مثل بيض الصعو ولبن العصفور يعني بالبحراني خرطي بطي ,, الحوار يجب أن يؤدي الي تهيأه الأرضيه وتتطيب الخواطر والأعتراف بالخطأ المفتعل علي خلق الله ,, وبعدين قولو حوار عشان نروح جزر حوار

اقرأ ايضاً