العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ

2012 الحصاد المر ( القتلى «الشهداء» - 1)

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لكي يظلّ الأمل متقداً، لابد من استذكار الماضي، ولكي نتقدم للأمام لابد أن تكون الطريق التي عبّدناها بتضحياتنا ماثلة لنا في كل لحظة، لنتيقن بأن ما مضى لم يكن إلا خطوات نحو المستقبل، وأحلام بطريق التحقق وإن طال الانتظار.

هكذا مر العام الماضي بكل مآسيه وآلامه، التي سأتطرق إليها في مقالاتٍ قادمةٍ قضيةً بعد أخرى، فلقد شهدت البحرين خلال 2012 الكثير من الأحداث التي ما كان لها أن تكون لولا العناد البغيض لدى البعض ورغبة البعض الآخر في جني المزيد من الأسلاب والغنائم وانغلاق الأفق عن أي مخرج يمكن أن يعيد البسمة والفرحة للآلاف ممن أصبحوا لقمةً سائغةً لأكلة لحوم البشر لمجرد مطالبتهم بالإصلاح.

خلال العام الماضي فقدت البحرين 11 ضحية موثقة رسمياً، ومئات الجرحى والمعتقلين، ونالت حظها الوافر من الانتقادات اللاذعة من قبل أغلب الدول والمنظمات العالمية المعنية بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وفوّتت العديد من الفرص التي كان من الممكن أن تضع حداً للوضع الحالي وتبشّر ببدايةٍ جديدةٍ تُعيد لها ما فقدته من ألفةٍ وتسامحٍ ومجتمعٍ ظلّ على مر السنوات مثالاً للانفتاح والمحبة.

سقط خلال العام الماضي 11 ضحية لم يعلن عن قاتلها لحد الآن وطُويت ملفاتها في الأدراج المغلقة، على أمل أن ينساها الناس بعد فترة من الزمن، ولذلك هي بحاجةٍ إلى التذكير بها وبملابسات فقدها لمجرد أن لا يظن البعض أن ما مضى يمكن أن يطوى في ذاكرة النسيان.

11 ضحية سقطت العام الماضي ولم يُقدّم أحدٌ للمحاكمة، ولم تتوصل الجهات الأمنية لكشف ما حصل لأغلبها. وفي إطار التسلسل الزمني فإن أولى هذه الضحايا هو يوسف موالي الذي دُفن في مقبرة المحرق في 20 يناير/كانون الثاني 2012 بعدما وجدت جثته ملقاةً أمام ساحل جزر أمواج بعد أسبوع من وفاته، وعندها طالبت عائلته بالحصول على الصفة التشريحية للجثة بعد رؤيتهم لآثار الضرب والكدمات على الجثة بمشرحة السلمانية، في حين أكدت وزارة الداخلية أنه توفي غرقاً.

بعد خمسة أيام وفي 25 يناير يتوفى محمد إبراهيم يعقوب (19 عاماً) بعد القبض عليه بفترة بسيطة في سترة، لتصرح بعدها الداخلية «إنه توفي وفاة طبيعية، وأنه أفاد بأنه يعاني من مضاعفات مرض السكلر». في حين يؤكد عم المتوفى أن «محمد تعرّض للضرب بعد أن صدمته سيارة لأفراد الأمن وتم اعتقاله بعد ذلك».

في التاسع من مارس/آذار يشيع جثمان فاضل ميرزا (22 عاماً) بمقبرة الدراز بعد تعرضه لطلق ناري من قبل قوات الأمن -حسب شهادة والده- أثناء مناوشات أمنية أدخل على إثرها مستشفى البحرين الدولي في 1 مارس.

وفي 17 مارس يتوفى صبري محفوظ (27 عاماً) من قرية شهركان ويؤكّد ذووه أن سبب الوفاة استنشاقه كميات كبيرة من الغازات المسيلة للدموع. وفي اليوم نفسه يشيع أهالي المقشع جعفر جاسم، الذي قال ذووه أن سبب وفاته اختناقه بالغازات المسيلة للدموع أيضاً.

في 30 مارس يسقط الشاب أحمد إسماعيل في منطقة سلماباد نتيجة رصاصة أصابته في مقتل، حيث أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الوفاة كانت بسبب طلق ناري مفرد، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن القبض على مرتكب الجريمة.

وبعد أقل من شهر وبالتحديد في 22 أبريل/ نيسان، يدفن في مقبرة أبوعنبرة بالبلاد القديم صلاح حبيب بعد أن وجد مقتولاً في إحدى المزارع بمنطقة الشاخورة نتيجة طلقتين ناريتين من سلاح الشوزن -حسب تقرير الطبيب الشرعي- وحتى هذه اللحظة لم يتم الكشف عن من أطلق النار.

وفي 16 من أغسطس يلقى حسام الحداد (16 عاماً) مصرعه إثر تعرضه لطلقات من سلاح الشوزن بوسط مدينة المحرق لتأمر بعد ذلك النيابة العامة بحفظ أوراق الدعوى في القضية ضد رجل الأمن المتهم بإطلاق النار.

في 28 سبتمبر/ أيلول يتم دفن الفتى الصغير علي نعمة الذي توفي إثر إصابته بطلق ناري (شوزن) في منطقة صدد، و«الداخلية» تبرّر بأن «مجموعة من الإرهابيين قامت أثناء مرور القوات بمهاجمتها بالقنابل الحارقة، وعلى إثر ذلك تعرّض أحد المشاركين في الهجوم للإصابة». في حين إن والد القتيل قال إن ابنه «كان في حالة فر وأطلق عليه الشوزن وأصابه في الظهر من بعد 3 أمتار».

وفي 1 أكتوبر/ تشرين الأول شُيّع المعتقل محمد مشيمع (24 عاماً) في مقبرة جدحفص بعد وفاته في السلمانية بمضاعفات مرض السكلر، والنيابة أكدت أن الوفاة كانت طبيعية، فيما قال محاميه إنه طلب الإفراج عن موكله المحكوم 7 سنوات في قضية المرفأ المالي من قبل محكمة السلامة الوطنية نظراً لوضعه الصحي المتراجع، إلا أن طلبه رُفض رغم أن التقارير الطبية تفيد بخطورة وضعه.

وفي 8 نوفمبر/ تشرين الثاني يسقط الفتى علي عباس رضي (16 عاماً) من قرية سماهيج صريعاً بعد أن يتعرّض لحادث مرور نتيجة ملاحقته من قبل قوات الأمن وهو متوجّهٌ للصلاة بعدما أغلقت قوات الأمن جميع المنافذ لقرية الدراز حيث تقام الصلاة.

هذا ما قدمه المطالبون بالإصلاح من قتلى خلال العام الماضي فقط، فأين ما قدمه الآخرون من أجل الوطن، لكي يكون لهم الحق في الاستحقاقات المقبلة والتي لاريب فيها؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:31 م

      مقالك ادانة للجمعيات

      الجمعيات يقولون 100 ضحية و انت تقول 11 وين راحوا 89 ضحية هم ناس وهمين من المريخ

    • زائر 11 زائر 10 | 2:47 م

      الضحايا المقصودين هم

      المقصودين في المقال من قتلوا في العام الماضي فقط وموثقة وفاتهم بشكل رسمي
      لو بس الواحد يقرأ قبل ما يعلق يكون أفضل :)

    • زائر 9 | 12:55 م

      اقترب للناس حسابهم..

    • زائر 8 | 5:28 ص

      سلمت يداك

      سلمت يداك يا جميل هلى هذا المقال

    • زائر 7 | 5:21 ص

      محاولة اقناع العالم الخارجي وترك قناعة الرأي العام المحلي هي طامة الطامات

      الرأي العام المحلي هو الذي يحفظ امن البلد واستقراره ان كان مرتاحا للوضع ولكن إن كان عكس ذلك وكان هناك سخط واحباط وقهر وتعد على الرأي العام المحلي
      فإن الرأي العام العالمي لا يودي ولا يجيب ربما يمارس بعض الضغوط ولكن من يخلق الأمن هو الشعب المتواجد على الأرض وهو مقتنع قناعة تامة بما حصل من قتل تحت التعذيب. التعذيب الذي لا زال يمارس بشكل روتيني ولكن مع الحذر من سقوط قتلى بسببه وأقول لا بد من ان يقع خطأ آخر ويسقط شهيد آخر من شدة التعذيب هذه قاعدة لا مفرّ منها

    • زائر 6 | 4:29 ص

      يه شالحكى هاذى

      تبى الاخرون يقدمون ضحايا بعد خوش شى عيل اش سوينه المفروض غيرنا يقدم التضحيات والشهداء ونهاجمه بعد ونطيح فيه ولين يه الحصاد ايا كان هذا الحصاد انتخاب مجلس او تشكيل هيئة للحوار او زيادة فى المعاشات او وظايف ييديدة او بيوت ييديدة او اى شى الربع يتعبون فى استحقاقه على طول الاحرين اييون يرزون الويه شفت احلى واريح من جذى التعب والغربال والتذبح والطق على غيرنا والنتيجة نتجاسمها معا اللى ذبح عمره لا وساعات النتيجة كلها لنا ومانتجاسمها مع احد عيل اشلون عيل شفت تصريح الشيخ ...الاخير عجيب وكله هللون

    • زائر 3 | 1:31 ص

      لا بل لنا اكثر من 118 شهيدا لن تذهب دماءهم هدرا

      قدم شعب البحرين الابي 118 شهيدا عدا الجرحى والمساجين والمهجرين والمفصولين فقد طال الظلم كل فئات المجتمع والحمد لله. ونكرر حمد الله الذي وفقنا للعطاء في سبيل ديننا وعزتنا وكرامتنا والذوذ عن حقوقنا في وطننا فما قام به هؤلاء الشرفاء وضحوا من اجله هو بعين وبأمره الذي امر الإنسان بعدم الركون والسكوت على الظلم. فمن وهب الحياة لنا امرنا ان نرخصها في سبيل عزتنا وكرامتنا فنحن نسير وفق الامر الالهي وشرع الله الحنيف ولسنا بدعا من الامم
      التي قدمت وتقدم الدماء على طريق الحرية

    • زائر 2 | 1:25 ص

      جساس

      عبارة تحتاج صدقاً وليس تجارة (هذا ما قدمه المطالبون بالإصلاح من قتلى خلال العام الماضي )
      من قرر ان يحمل القلم ليحمل معه الصدق اولا، وإلا فالاقلام سواء

    • زائر 1 | 12:08 ص

      لا نريدهم يقدمون شيء بس !!!

      المماحكات والتجاذبات السياسية بين الجانب الموالي للنظام على مقاعد البرلمان الذي جائهم جاهزا ومفصلا من قبل النظام على مقاساتهم لم يقدموا كلمة واحدة ونحن نقول لهم أيضا أنتم شركائنا في الوطن ولكم مالنا وعليكم ما علينا ولا نريد أي تضحية من قبلكم مجرد السكوت والسكوت فقط ونحن على إستعداد تام لتقديم التضحيات تلو التضحيات من أجل بلوغ المطالب المحقة والعادلة . والعجب أنهم يعلمون علم اليقين بأن النظام يستغلهم لمئاربه لقتل الثورة ومن ثم يلقيهم في فم الأسد إلا أنهم باقون معارضة للمعارضة دون مشروع ولا مطالب

اقرأ ايضاً