العدد 3998 - السبت 17 أغسطس 2013م الموافق 10 شوال 1434هـ

سعياً إلى إنجاز نفخر به جميعاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعلَّ تاريخ 14 أغسطس/ آب 2013 سيضاف إلى التواريخ المهمة التي أثرت في مسار الأحداث، ولعله من باب المصادفة أن هذا اليوم شهد تغييراً كبيراً في مسار الأحداث في أكبر بلد عربي (مصر)، بينما كانت البحرين تعيش مشهداً مختلفاً عن الماضي. ولأن ما يحدث في الوطن العربي أثر وسيؤثر في ما يحدث في البحرين، فإنه لا يمكن فصل كل هذه الأحداث عن بعضها البعض، رغم التعقيدات المتداخلة.

بحرينيّاً، فإننا نمر بمرحلة مختلفة منذ صدور توصيات المجلس الوطني في 28 يوليو/ تموز 2013، وليس من الواضح فيما إذا كان التاريخ سيسجل فترة خاصة، ربما يطلق عليها لاحقاً «فترة توصيات المجلس الوطني»، تماماً كما كان لدينا «فترة قانون أمن الدولة»، و «فترة ميثاق العمل الوطني»، و «فترة السلامة الوطنية»، الخ. البعض يطرح بأن توصيات المجلس الوطني «تحصيل حاصل»، بمعنى أنها جاءت لتؤكد الخيار المتبع للتعامل مع مجريات الأمور بصورة أكثر شدة، ولكن هذا التوجه هو ذاته الذي تعيشه البحرين منذ فترة غير قصيرة، ولو بدرجات مختلفة. وفي المحصلة، فإن هناك حساب الكلفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العالية جداً التي تتطلبها مثل هذه الأساليب.

الأحداث على المستوى العربي دخلت مرحلة معقدة بسبب ما حصل في مصر في 14 أغسطس عندما سقط مئات القتلى بعد قرار الجيش بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة. الأخبار في ذلك اليوم بدأت بصرخات من المحتجين الذين بدأوا يتساقطون، ومباشرة بدأت سلسلة الأخبار بحسب مصدر الخبر. المحتجون تحدثوا عن العشرات ثم المئات من القتلى، بينما الحكومة المصرية المؤقتة تحدثت عن اعتداء على قوات الأمن، ومن ثم عن عدد محدود من القتلى. ولكن الصورة في نهاية اليوم كانت ملطخة بالدماء.

أحداث مصر في مطلع 2011 كانت هي العامل المحرك لباقي انتفاضات واحتجاجات العالم العربي. حينها كان الأمل كبيراً جداً بتحقيق الديمقراطية عبر التحرك الشبابي - الشعبي الذي اكتسح الميادين، ونتج عن ذلك الحراك تبدُّلٌ سريعٌ في النظام ووصول مرشح الإخوان المسلمين إلى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع بفارق بسيط في النسبة المئوية. مع الأسف، فإن ممارسات غير حكيمة ارتبطت برئاسة مرسي، وفي النهاية نزح الشعب إلى الساحات وتمرد عليه في 30 يونيو/ حزيران 2013، وتدخل الجيش لحسم الأمور لصالح المتظاهرين. حينها نُظر إلى قائد الجيش عبدالفتاح السيسي على أساس أنه «عسكري مستنير» أنقذ المصريين من الخوض في الدماء، وأنه سيستلم دفة الأمور «مؤقتاً» للانتقال بسرعة إلى حياة ديمقراطية على أسس دستورية أكثر قبولاً لشرائح المجتمع المختلفة. ما حدث في 14 أغسطس في مصر غيّر الصورة، إذ إن الدماء سالت، والصفة «المؤقتة» لإمساك الجيش بزمام الأمور قد تتحول إلى حالة ليست مؤقتة.

أحداث مصر أيضاً قسمت الموقف على المستوى الإقليمي، إذ نرى أن دولة كبرى، مثل السعودية، تقف مع الجيش والحكومة المؤقتة؛ بينما دولة كبرى أخرى، مثل تركيا، تقف مع الرئيس المعزول. الخطورة في أن مصر ليست أية دولة عربية أخرى، لأن في انقسامها خطراً كبيراً على المنطقة. وعليه، فإن الأمل معقود على الجميع في الوصول إلى حل توافقي، يحفظ الشرعية الديمقراطية من دون أن يطلق يد جماعة واحدة أو أية فئة أخرى على الجميع، وأن تجد المنطقة سبيلاً آخر غير الاستبداد، وغير تفتيت المجتمعات، وغير سفك الدماء.

إن الاستبداد أو تفتيت المجتمعات أو سفك الدماء ليس فخراً لأحد، وما نأمله لمنطقتنا العربية هو إنجاز حضاري يحقق المستقبل الآمن والعادل والضامن لحقوق الجميع... وهذا هو الإنجاز الذي يستحق أن نفخر به جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3998 - السبت 17 أغسطس 2013م الموافق 10 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:36 ص

      مقال رائع

      الحمد لله علي سلامتك يادكتور ونورت الجريدة بعودتكم الميمونة وبمقالاتكم الرائعة

    • زائر 16 | 5:21 ص

      متى يا دكتور ؟

      متى نعرف زييييييييييييييييييييييييييييين الى لينا والي علينننننننننننننننننا

    • زائر 15 | 3:28 ص

      كل شئ ممكن الا الحكمة !

      نعم يا دكتور نحتاج الى الحكمة والحكماء , ولكن فى هذا الوطن كل شئ ممكن القتل ممكن والتعذيب ممكن والتشريد ممكن وتغيير التركيبة الديمغرافية ممكن وسحب الجنسيات ممكن واعلان حالة الطوارئ ممكن .لكن الغير ممكن الحكمة .فهى غائبه فى هذا الوطن وكذلك الحكماء .

    • زائر 14 | 3:07 ص

      من الناس من يسعي ويعمل ويقول - من الأفعال لكن ..

      كأنه سعي الناس بين الصفا والمرمى ليس كما سعيهم في الحياة العامة والخاصه. فلا تقابل نتائج أفعالهم أعمالهم ويقولون ما لا يفعلون... مال أول يقولون قول وفعل. هنا مختلفين حتى أفعالهم مخالفه أقولهم. ويش ها الحاله إنفصام شخصيات أو لا يعقلون أو فيروست زهايمر صاد الناس وحتى نفوسها إنعوجت. وما دام لا يعقلون أو نص عدل ليش على الكراسي وليش ما يتقاعدون ويقطعون الشك باليقين ولا يتقاعصون؟

    • زائر 12 | 2:33 ص

      رب ارجعوني..

      طبعا تركيا تساند وتوافق أميركا التي نصبت مرسي شرطيا على خطوط الغاز الطبيعي (ذهب العصر)،، أما بعض الحكام فقد صفقوا للجيش المصري وعلى حساب دماء أخوتهم وذلك من أجل خلق ذريعة لجيوشهم عند مواجهة شعوبهم المطالبة بالكرامة والديمقراطية ،، ونسوا حينها أن الجيش المصري هو أساس التحول الديمقراطي في مصر ،، وأن جيوشهم هي أساس الإبقاء على الديكتاتورية.

    • زائر 11 | 1:38 ص

      الغبي من لم يتعض بغيره

      الغبي من لم يتعض بغيره ، الكل شاهد مايحدث في سوريا والعراق ومصر وتونس وليبيا مع الفرق الشاسع لما تواجهه هذه الشعوب من اضطهاد واستبداد بعكس ماهو موجود لدينا من مشروع اصلاحي شهد له العالم اجمع والذي جاء قبل ماسمي بالربيع العربي ولكن للأسف أبى هؤلاء الاّ ان يسايروا الموجه وذلك بالتقليد الأعمي وما فشل التمرد الاّ دليل على وعي الناس التي غرر بهم في السابق بشعارات يراد بها باطل .

    • زائر 17 زائر 11 | 5:40 ص

      لا تغمض عينيك عن الحقيقه

      من قال ان التمرد فشل بل على العكس
      واقولها صريحتا لك ولغيرك الحكومه من فشلت في فرض نفسها وادعائها بالاصلاح ومحاولت استقطاب حتى التجار وكبار شخصيات الدوله
      لانها تعلم لو تمكن الشعب والمتظاهرون اليوم من فرض نفسهم وتمكنو من التجمع والاعتصام في اي مكان في البلد لكان كل اطياف هذا الوطن معهم لهذا السبب اصبحت البلد ثكنه عسكريه . ولاكن الفجر قريب

    • زائر 10 | 1:28 ص

      ماذا يصنع الشعب البحريني وكل الابواب توصد بوجهه

      طالبنا بحقوقنا بعريضة ورفضت طالبنا بها في المجلس الكسيح لم نستطع ايصالها للحبكة التي صنع بها المجلس بحيث لا يمكن خروجه بأي ايجابية.
      تفاقم الوضع والفساد يتفاقم اكثر والقهر والاحتقان يكاد ينفجر في صدور الناس
      فخرج شعب البحرين كما خرج غيره من الشعوب العربية بنفس المطالب ولكنه جوبه بقمع لا مثيل له. وهاهي 30 شهرا مضت ومطالب الشعب لا اذن تسمع لها بل اصبح الشعب الآن يوصّف بأوصاف الارهاب بدل من الاستجابة لمطالبه
      اصبح شعب الايمان والاسلام ارهابي لانه قال اريد حقي وكرامتي

    • زائر 9 | 1:25 ص

      إذا غابت الحكمة والحكماء تصبح مصير الشعوب نهر من الدماء

      في الدول العربية لا يعرفون إلا إسالة الدماء وإشباع غرورهم والإستقواء على الضعيف وخلق الحجج الوهمية من أجل إعادة إسالة الدم والتشبع من هذه المناظر

    • زائر 8 | 1:18 ص

      للأسف ما يحدث هو خيار خارجي

      للأسف ،،، الذي يتحكم الآن بالثورات العربية هو ذاته من كان مستعمرنا بالأمس ،، وعلينا التعامل مع الأمر على هذا الأساس ،،، صحيح ان الشعوب تسعى للحرية والديمقراطية ولكن عليها ان تسمح لأي طرف خراجي التدخل في خياراتها لأنها بذلك تخرج من عبائة الدكتاتور الصغير الى عبائة سيده

    • زائر 7 | 1:15 ص

      الحمد لله على عودتكم .. لقد اشتقنا لعمودكم

      نعم كلامك صحيح أخي العزيز ... الدول العربية بحاحة للحكمة والعقل لبناء الاوطان والخيار الاسهل هو الاتكال على شعوبهم بوسيلة الدمقراطية واحترام المواطن وحقوقه وسماع صوته وتحقيق آماله وطلعاته والإبتعاد عن الدكتاتورية التي تهدم أركان الدول وتنشر الفوضى ولا تبني الأوطان وفيما يحصل في الاقطار العربية بتونس ومصر وليبيا وسوريا لخير مثال لنا أهل الارض الطيبة بأهلها. نتمنى أن نعيش هذا اليوم الذي يفرح فيه كل الوطن وتنجلي الهموم 'الغموم والاحزان. وشكرا لقمكم الشريف

    • زائر 6 | 1:09 ص

      شيطنة شعب البحرين ومحاولة تويصفه بالارهاب امر غير مقبول

      البعض من اجل تبرير القمع والتنكيل والانتهاك لكل حقوق الانسان يحاول شيطنة هذا الشعب والصاق تهم الارهاب به.
      آلة قمعية كبيرة من اجل ان تخمد صوت الشعب والتبرير هو الارهاب ومتى اصبح هذا الشعب ارهابي؟
      جحافل من الجيوش الجرارة التي تستنزف اموال البلد كلها من اجل اخماد صوت الشعب المطالب بالديمقراطية واصبح الشعب الآن ارهابي

    • زائر 5 | 12:51 ص

      المختار الثقفي

      يا ليت حكام العرب سمعوا بقول الشاعر كاظم الازري:
      عِـشْ في زمانك ما استطعتَ نبيلا
      واتـرك حـديثَكَ لـلرّواة جـميلا
      ولـعزك اسـترخص حـياتك إنه
      أغـلـى وإلا غـادرتـك ذلـيـلا
      تـعطي الـحياةُ قـيادَها لـك كلَّما
      صَّـيـرتها لـلـمكرمُات ذلـولا
      الـعزُّ مـقياسُ الـحياة وظـل مَن
      قـد عـدَّ مـقياسَ الـحياة الطُّولا
      قل كيف عاشَ ولا تقل كم عاش من
      جَـعَلَ الـحياةَ إلـى عـلاه سبيلا
      ما غـرَ إن طَـوَتِ المنية ماجداً
      كـثرت محاسنه وعاش قليلا

    • زائر 4 | 11:57 م

      البحرين كذلك

      نعم كلامك يعني البحرين ايضا .

    • زائر 3 | 11:46 م

      مطلب اسرائيل

      المشاهد اليومية من دمار وإراقة الدما كلها لمصلحت الكيان اليهودي في تقسيم المنطقة وانشغال كل الشعوب في بعضها البعض وعدم النظر الي القضية الفلسطينية وهو ما تحقق صرف النظر عن اليهود وماتفعلة من قتل يومي وإذلال للفسطنين وسنساخ الدكتاتوريين وعدم إعطاء الحقوق الي المواطنين ووعي الشعوب .........

    • زائر 2 | 11:41 م

      تحية

      شكرا دكتور

    • زائر 1 | 9:46 م

      هناك شيئ مابين السطور

      هناك شيئ مابين السطور لعلكم فهمتموه أحبتي !!

اقرأ ايضاً