العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ

«شباب الفاتح» هل يكون بذرة لتشكيل وعي سياسي لدى الطرف الآخر

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا يمكن لأحد أن يحتكر مفهوم الوطنية، كما لا يمكن لأحد أن يزايد على الآخرين، ليلغي المختلفين معه في الآراء والتوجهات، ولكن مع كل ذلك يبقى المقياس الوحيد هو ما يقدمه أي شخص أو تيار سياسي لوطنه، وما هو الدور الذي يلعبه في تعزيز الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

لكل مواطن الحق في إبداء وجهة نظره، ولكل فصيل سياسي أن يطرح رؤيته وأن يتخذ الأسلوب الذي يراه مناسباً لتحقيق برنامجه السياسي، بشرط أن يكون في الإطار السلمي وبعيداً عن العنف، وفي مقابل ذلك يجب على الدولة أن تحمي حرية الرأي، وأن تحترم حقوق الِإنسان وتبتعد عن التمييز بين المواطنين، وألا تعتمد على الأسلوب القمعي في مواجهة المعارضين، فلكلا الطرفين حقوق يجب أن تصان وتحترم، وإلا أصبحت ردات الفعل من طبيعة الأمور.

لقد لفتت نظري الندوة التي أقامها ائتلاف شباب الفاتح بمجلس أحمد جناحي بعراد الأسبوع الماضي، ورغم اختلافي المبدئي مع ما طرحه الأخوان القياديان في الائتلاف يعقوب سليس وعلي فيصل، من أن «البحرين تعيش في معادلة ثلاثية، وهي العائلة الحاكمة، وتيار يمثل المكون الشيعي، وتيار يمثل المكون السني، وأن الائتلاف يسعى لخلق توازن بين هذه القوى الثلاث»، إذ إن مثل هذا الطرح، يكرس الانقسام الطائفي في البحرين، ويجعل من الشعب البحريني الواحد طائفتين متعارضتين في مصالحهما، وأرى أن التوازن يمكن أن يحدث من خلال ما تطرحه القوى الوطنية الديمقراطية، البعيدة عن التخندق والتعصب الطائفي، إلا أن هناك الكثير مما قيل خلال الندوة يمكن تسليط الضوء عليه لأهميته.

بداية فإن هذه الندوة - وكالعادة - لم تتم الإشارة إليها في صحفنا البحرينية (المستقلة، والمهنية جداً)، ما عدا صحيفة «الوسط» التي نشرت تغطية كاملة عنها، والسبب في ذلك سيتضح عما قليل.

ائتلاف شباب الفاتح تشكّل في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2012 بعد تقديم عدد من القياديين في تجمع ائتلاف الفاتح لاستقالاتهم من التجمع بعد أن تأكد لديهم أن هذا التجمع لم يكن إلا ردة فعل آنية، وأنه لا يمتلك قراراً سياسياً مستقلاً.

هناك ثلاث نقاط مهمة جاءت في حديث الأخوين يعقوب سليس وعلي فيصل، وعبرت عن تحليل الائتلاف للوضع الراهن في البحرين، الأولى هي «أن السلطة لا تمتلك مشروعاً سياسياً لحل الأزمة في البحرين وهي تريد أن تبقي كل شيء على ما هو عليه، ولا تريد تغيير شيء»، أما النقطة الثانية فهي ضرورة أن «يتوقف العنف، وتكون هناك أجواء لبناء الثقة، والحكومة لابد أن تتخذ خطوات لبناء الثقة، إذ توجد قضايا حقوقية مازالت معلقة، وتقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ذكر أن هناك أناساً تعرضوا للتعذيب وماتوا في السجن، فبالتالي لابد من محاسبة الجناة»، أما النقطة الثالثة فهي أنه «بعد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، أصبح هناك تدمير للعقول، وعسكروا الناس، وكثيرون من الطائفة السنية تعسكروا، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، والعسكري يخاف على رزقه. والسياسة أصبحت بالنسبة لهم كرجس من عمل الشيطان فاجتنبوه».

هذه النقاط الثلاث تشكل لبنة صغيرة للتقارب مع القوى السياسية المعارضة، وتطرح مفهوماً مغايراً ومتقدماً عما يدور حالياً في الشارع السني، نتمنى أن يكون بذرة في طريق تشكيل وعي سياسي حقيقي يضع البحرين فوق أي شيء آخر.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 12:12 م

      حل الأزمة يكمن في

      حل الأزمة يكمن في إغلاق كل الجمعيات الطائفية .. و منع رجال الدين من التدخل في السياسية غير هذا لا يوجد حل .. فأنا لن اتبع الوفاق أبداً و انت لن تتبع الاخوان او السلف أبداً .. الحل هو منع هؤلاء من ممارسة السياسة

    • زائر 23 زائر 21 | 4:51 م

      مابني علي باطل فهو باطل

      اوفقك الراي،، لكن ماذا عن المتسلقين والمتنمقين اصحاب الوجوه المتعدده،، هناللك اطروحه كتبها دكتور علي فخرو في الاسبوع الفائت ،، ياليتهم يتبنونه،،، المجتمع يحتاج الي وعي سياسي والابتعاد عن التقديس الاعمي ولابدا من النقد الذاتي

    • زائر 20 | 9:00 ص

      مواطن يغرد خارج السرب

      اسمح لي أن أختلف معك في الرؤية والرأي في ما يتعلق بمفهوم الوطنية وهو رأي ليس فيه مزايدة بل واقع وحقيقة اذ ليس كل من هو معارض للنظام القائم وطني وفي نفس الوقت ليس بعميل بل المسألة التي تتحدد في انتماء الفرد للوطنية تنبع من نقطة الأنطلاقة الفكرية فالفرد الأسلامي ذو الأنطلاقة الأسلامية لا يمنكنه أن يكون وطني وهذا ليس بالتجني عليه ولكن الفكر الأسلامي رؤيته للأرض هي لله والأسلام من دون حدود وبالتالي لا معنى للوطن في هذه الرؤية الذي يحتاج أي الوطن الى حدود جغرافية تجمع ناسه من دون النظر الى دينهم

    • زائر 19 | 7:45 ص

      صحوه جيدة لكن لاصحابها

      بعض ما طرحه المتحدثون في الندوة جيد لكن نحن كشارع معارض لا يعنينا في شئ فلن نربط مصيرنا مع فئه لازالت تعيش في عصر ما قبل اختراع العجلة. المتاحدثان وصلا الى اختراع العجلة فعليهم توعية شارعهم لكي يصبحوا مدركين معنى الصح من الخطأ و هذا جيد لحد الان و نتمنى لهم التوفيق

    • زائر 18 | 7:19 ص

      المستقبل هو للعدل والعزة والكرامة.
      هذا لا محال منه.
      اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا غ– إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ غ– ... في قوله: { إن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .

    • زائر 17 | 6:15 ص

      بالعدال على روحك

      بتموت وانت تنكز وتلمز وتدي في شارع الفاتح ! بسك ارحم روحك

    • زائر 16 | 5:53 ص

      لا اعتقد يصحون

      لان الغالبية فيهم تشبعوا بالعبودية و طمعتهم الحكومة بالمال و المناصب بستعلاء رغم سيحصلون عليها و هي حقهم اذا تغيرت الحكومة الى ديمقراطية و بدون حب الايادي و الخشوم و فيهم الواعي و الذي يخاف الله و له كرامة

    • زائر 15 | 5:52 ص

      انتو ليش معورين راسكم

      الانسان يسعى للتحرر بسبب القهر .. وإن كان يستمتع بما هو فيه من وضع فلن يحرك ساكنا .. لا تربطوا مصيركم بحركة الموتى .. هبوا بعزم الثائر فعندنا زخم وتاريخ يزخر بالثوار القادة .. ثقافتنا تختلف عن الاخرين نحن ثقافتنا عاشوراء وكربلاء .. لن يستوعب الآخرون كيف نفكر

    • زائر 14 | 5:22 ص

      لكي يتطور الوعي ويرقى لا بد لأمور منها:

      1-الايمان بالمساواة والعدالة
      2- نبذ الطائفية ولو كانت تصب في صالحك
      3-عدم تسليم الفكر لأهل المصالح يتلاعبون بها
      4- الايمان بان الله خلق الناس والاوطان لجميع البشر من دون تمييز
      5- عدم قبول الفساد والمحسوبية ومحاربتها وان كانت تصب في صالح طائفتك
      6- ترك الخلافات المذهبية والعقائدية بعيدة عن المناكفات السياسية وعدم التشكيك الدائم في الشركاء في الوطن

    • زائر 13 | 4:30 ص

      رؤية وطنية يجب ان تنمو

      لماذا انتقاد كل خطوة وفكرة وتحرك في الطريق الصحيح. ولماذا التشكيك في نية ووطنية هؤلاء الشباب. دعونا نحتمع كل فكرة خير وننميها. نحن اخوة ونطمح لليوم الذي فيه بحرينيون فقط وليس شيعة او سنة.

    • زائر 12 | 2:53 ص

      لا يعول عليهم

      لتشكيل وعي سياسي أو اجتماعي لأي شخص عليه أولاً ان يحرر فكره وعقله من التبعية لفكر معين.ليستطيع فيما بعد قراءته لأي فكر أو أيديلوجيا معينة من الأختيار فيما بينها حسبما يتطايق وقناعاته.ولكن في الطرف الآخر كما سميته يفتقدون لتحرير الفكر.ولا نتهمهم بدون دليل.كلا فهم في ورقتهم السياسية وفي طرحهم تبنوا ما يطرحه النظام بكل حدافيره ومنها طأفنة المعارضة والمطالب.ما دكر سقوط شهداء في السجن شيئ تكلمت عنه لجنة بسيوني فبتالي لا يمكن تجاهله.لذلك لم يأتو بجديد ولا يعول عليهم فهم تابع للنظام

    • زائر 11 | 2:51 ص

      زائر رقم 3

      الحديث ليس معك ولا مع اشكالك فانت لا زلت تعيش في طوامير الطائفية والحقد والكراهية الحديث مع من ينبذ الطائفية ويريد التعايش. وانت لست منهم.. الناس تجاوزت ما تقوله.. مع اني اعلم انك لن تستوعب ما نقول ولكن وجب التنويه لك... فهمت؟ اشك في ذلك

    • زائر 9 | 2:40 ص

      الوعي السياسي مطلوب ولكن يجب ان يبنى على أسس انسانية واخلاقية

      الوعي السياسي مطلوب ولكن لكي يكون هذا الوعي جيدا لا بد ان يكون مبني على الحقوق الانسانية والقيم الخلقية لا ان يكون مبني على العصبية والحمية الجاهلية. من اهم الأمور لهذه الفئة ان تعترف للفئة الاخرى اخوانهم وشركاءهم في الوطن ان لهم الحقوق والواجبات المتساوية حسب الكفاءات لا حسب الانتماء الطائفي

    • زائر 8 | 2:19 ص

      مجمعات تجاريه وتجمع الفاتح!

      النجاح كما السعاده كما أشياء أخرى بين ما وضح وكشف عنها آين شتاين فقال أنها نسبيه. يعني قد لا تكون محدده ومعينه بدقه وكل واحد عنده وجهة نظر فيها. فأعياد المسلمين ومنها الجمعه والأضحى والفطر. يعني يجتمع الناس ليصلوا على محمد وآل محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام لكي يذكروا أفضالهم على البشريه. اليوم لا طعم ولا رائحه للعيد رغم البخور الموجود والعطورات الفرنسيه والأزياء (...). يعني عيد ما ثبت شرعاً أو إخرطي تجمعهم؟

    • زائر 7 | 2:04 ص

      الشباب يعكسون الواقع

      للأسف الشديد، المعادلة (أو بالأحرى ... التفرقة ) الثلاثية موجودة وهي مكرسة من الطرف الحكومي المتنفدين ... ما يسعى اليه ائتلاف شباب الفاتح يلتقي مع ما تسعى اليه المعارضة....
      نقترح بعقد لقاء يجمع شباب الفاتح مع المعارضة للتقريب أكثر في التوجهات.

    • زائر 6 | 1:41 ص

      أمتأكدون انهم مستقلون؟!!!

      بمعنى لو جائهم قرار من فوق لن يرتجفوا ويغيروا لهجة خطابهم وينكروا كل ما قالوه ونادوا به وهل فعلا لديهم النية الصادقة لحل الازمة
      لا اظن ذلك كيف اصدقك وهذا اثر فأسك؟!

    • زائر 5 | 1:39 ص

      يقال واحد شاب وآخر شيب لكن واحد من زود الحسد إحترق

      ليس بسر لكن لم يكن طرفة بن العبد عبسياً ولا قرشياً لكنه كان من أبناء وائل من الأوائل وعاش شاعراً ثم قتل غيرةًّ أو حسداً. اليوم البحرين غير وتغير أو تغيرات سريعه التي حدثت في البحرين في الفترة القصيره لهي خير دليل. هنا في البحرين وفي البحرين فقط إختلط الحابل بالنابل والخير بالشر حتى أن بعض مكونات المجتمع الجديده لا تعرف لا تاريخ ولا جغرافية البحرين

    • زائر 4 | 12:55 ص

      كلام جميل

      شلون تبني الثقه مع نانس يقدسون رجال الدين كأنهم وكلاء الله علي أرضه ناس يعملون بالوكاله لدول أخري

    • زائر 10 زائر 4 | 2:45 ص

      وانت شلون تبي الثقة ممن يقدسون من يحكمهم ولو ضربهم وركب على ظهورهم

      هم انتم ايضا تابعتم رجال دينكم وبعثتم بفلذات اكبادكم لحرب ليس لكم فيها ناقة ولا جمل. ثانيا انتم ايضا لديكم انقياد اعمى كما تروون بما معناه تسمع و تطيع الأمر ، و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك. فهل هذا معقول في كل الاديان والدساتير ومن اين جاء هذا الحديث وهو يناقض كثيرا من الآيات والاحاديث.
      اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الآخرين بالحجارة.

    • زائر 3 | 11:32 م

      رؤية كل شريف

      نحن البحرينيون سنة وشيعة وغير ذلك يهمنا رضا الله تعالى بالتسامح والإصلاح والدعوة إلى الانصاف والعدالة بين المواطنين جميعا دون تمييز وعدم سيطرة فئوية على جميع السلطات على حساب عموم الشعب. خلاف هذا يؤدي بالضرور إلى الفوضى والاحتجاجات الكبيرة نتيجة الشعور بالظلم. يجب أن نوقف أي نوع من الظلم حاضرا ومستقبلا..لهذا لا بد من التعاون الشريف.

    • زائر 1 | 9:45 م

      خطوه موفقه

      تعتبر هذه خطوة جريئة وموفقه ان شاء الله مع شباب ائتلاف الفاتح...هذه الخطوة تدل ان الوعي اصبح ينتشر بين شباب الفاتح او بصراحة بين من اصبح قادتهم يتفاخرون انهم ريموت كنترول بيد الحكومة...وعليه فإن هذه الندوة والتصريحات فيها هي بداية نشر الوعي السياسي والدعوة للإستيقاظ من سبات الخنوع واعطاء الرقاب لرموز لايمثلون الواقع وانما يمثلون مصالح شخصية

اقرأ ايضاً