العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ

أصدقاء الكتاب أوفياء

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

في جلسة خاطفة بأحد المقاهي وقبل أن أتناول قهوتي التي دعاني عليها أحد الأصدقاء، أشار هذا الصديق بأصبعه إلى الفنجان وهو يقول: أجمل ما في معرض الكتب المستخدمة الذي نظمه المجلس البلدي الشمالي وصحيفة «الوسط» هو أن هذا المعرض جعل الناس تشتري بقيمة فنجان القهوة هذا سبعة كتب أو أكثر! بينها كتب نفدت طبعاتها من السوق منذ زمن!!

المعرض امتد على مدى أربعة أيام في الفترة من (21 إلى 24 مايو/أيار) الجاري في مجمع الكونتري مول على شارع البديع، وكثيرة هي الملاحظات التي يمكن للمراقب أن يدونها، وهو يراقب نهم القراء على الكتب المعروضة، ولم يكن ضرباً من الخيال عندما أقول إن بعض القراء حضروا موقع المعرض قبل افتتاحه بساعتين، في انتظار قطع شريط الافتتاح والتجوال بين صفحات أغلبها كانت عتيقة صفراء، لكنها لاتزال تستهوي الكثير ممن لهم علاقة حميمة بالكتاب.

منذ الدقيقة الأولى لافتتاح المعرض لم يكن الطريق سالكاً، بسبب الزحام، فجولة واحدة في زقاق المعرض كانت كفيلة اكتشاف أن للكتاب أصدقاء مخلصون، وجلساء لا يملون، بل لا يستمتعون بشيء أكثر من النظر في سطور الكتب، والتنقيب في بطونها.

الرحلة مع معرض الكتاب منذ بدايتها كانت مليئة بالمفاجآت، وأولى تلك المفاجآت أن اللجنة المنظمة تسلمت أكثر من خمسة وعشرين ألف عنوان، كلها كانت تبرعات ومن دون مقابل، فالناس كانوا يدركون كل الإدراك قيمة التبرع بكتاب تم الانتهاء من قراءته، وكانوا يتذوقون معنى أن يساهم الواحد منهم في نشر الكتاب، وكانوا يفهمون جيداً قيمة أن يحصل القارئ على كتاب بأقل من 10 في المئة من قيمته الأصلية.

المتبرعون ومن تسابقوا للحصول على تشكيلة من هذه الكتب، كلهم شاركوا في تدوير الكتاب بأسلوب حضاري، فالكثيرون ممن تبرعوا بمجموعة من كتبهم حضروا لاقتناء كتب أخرى، وعناوين أخرى، كما أن بعضاً ممن حضروا تمنوا أن يتبرعوا بما ظفِروا به في معرض آخر، وكل ذلك كان تسابقاً في اقتناء ونشر الكتاب في آن واحد، ولا يحدث ذلك إلا في المجتمعات المتحضرة التي تولي للكتاب قيمته الحقيقية.

ذات المعرض نظمته الجهتان نفساهما في العام 2009، وعادتا لتنظماه في العام 2014 بزخم أكبر، والتفاعل الذي شهده المعرض، يعطي القائمين عليه دفعة لتنظيمه بشكل سنوي، وفي زمن التكنولوجيا المتطورة بسرعة الضوء يبقى الكتاب خير جليس، حتى وإن كانت أوراقه صفراء بالية.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:16 ص

      لحظة من فضلك

      جهود المنظمين مشكورة لكن ماذا يعني ان يتخلص الناس من كتبهم ومحتويات مكتباتهم،انت نظرت للموضوع من زاوية واحدة..فقد الكتاب قيمته فسابقا كانو يعتبرون كتبهم ذهب لا يفرطون فيه فيقرؤنه ويتركونه لأبنائهم واحفادهم لكن اليوم ربة البيت تنظف البيت عن الكتب كأحد عناوين القمامة النظيفة.. دقة الطرح تقتضي التطرق للموضوع من عدة زوايا ..وان يكون الطرح جاد .. توفير الكتاب بسعر رمزي امر جيد شرط الا يعتاد الناس على صرف خمسين دينار على الحذاء أجلك الله ومئتين فلس على الكتاب ونحن أمة اقرأ

    • ياسر الزاكي | 2:17 ص

      ثقافة اليوم

      للأسف أصبحت ثقافة اليوم المزيفة مشاهد معلومة هنا وهناك في مواقع التواصل وهذا لن يزيد أو ينقص من مستوى الثقافة.
      شكرأً للقائمين على المعرض فالعلاقة مع الكتاب بدأت تضعف في مجتماعاتنا العربية، والموضوع لا ينتهي عند شراء الكتاب وإنما عند الإنتهاء من قراءته

    • زائر 3 | 1:35 ص

      فعلا للكتاب اصدقاء

      معرض مفيد نشكر القائمين عليه ونتمنى ان يكون نصف سنوي بمعرضين سنويا

    • زائر 1 | 12:34 ص

      فكرة جميله

      تمنيت ان احضر المعرض ولكن لظروف خاصه منعتني من ذلك ، ولو ان الجهات المنظمة أطالت مدة المعرض حتى يتسنى للجميع الاستفادة منه ، للأسف وصلت متأخرة بساعة واحدة فقط

اقرأ ايضاً