العدد 4618 - الأربعاء 29 أبريل 2015م الموافق 10 رجب 1436هـ

تصدير واستيراد بضاعة خاسرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التقرير الذي نشرته أمس وكالة الأنباء الفرنسية أن «البوسنة»، نعم البوسنة، أصبحت الآن تُصدِّر شبابها لممارسة الإرهاب الدموي - باسم الدين - في سورية والعراق، يحتاج إلى توقف وتفكير. فبحسب التقارير الأمنية، أن هناك نحو 150 إرهابياً ارتحلوا من البوسنة من أجل «الجهاد»، وأن نحو 50 شخصاً منهم عادوا إلى البوسنة. البوسنيون عُرف عنهم الاعتدال، ولكن منطقتنا صدَّرت إليهم «مجاهدين» و «دعاة» خلال النزاع بين المسلمين والصرب والكروات في الفترة 1992 - 1995، وهؤلاء زرعوا بذرة فكر يُحرِّم التسامح والتعايش مع الآخر. وبعد أن رحل أولئك الدعاة نشأ جيل من الشباب ردَّدوا ما سمعوه وتعلموه، وأصبح لديهم لاحقاً فائض من «المجاهدين» وبدأوا بتصديرهم إلى سورية والعراق. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي جرت محاكمة الإمام حسين بوسنيتش ليكون أول بوسني يحاكم بتهمة تجنيد أشخاص للمشاركة في الجهاد.

وفكرة «الجهاد» الذي تمارسه الجماعات المتشددة تعتمد على فكرة أخرى، وهي «التكفير»، بمعنى إخراج شخص ما أو فئة ما من الأمّة الإسلامية، ومقاتلتهم مع «الكفار» في سبيل الله، من دون أيِّ تسامح. كما ويتم استحلال كل شيء للطرف المستهدف، وكل ذلك باسم الإسلام، ومن أجل الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى.

هذا النهج أصبح مصدر قلق وتهديد للأمن والاستقرار في أماكن عديدة من العالم، ومنطقتنا التي نبع منها هذا الفكر، عاد إليها بنسخ خارج السيطرة، من حيث انعدام التسامح والاعتماد على منهج الكراهية والتعصُّب والعنف الدموي. إن هذا النهج يمثل أقصى ما يمكن أن تصل إليه الأمور عندما تختفي القيم التي تحُضُّ على التعايش مع الاختلاف، وربط المشاكل بمتصورات أيديولوجية جامدة، والسعي إلى إلغاء الماضي (عبر تدمير التراث وكل ما يتصل بالذاكرة الإنسانية)، وتدمير المستقبل عبر ممارسة «العدمية» بأبشع أنماطها.

هذا التوجُّه يُعبِّر عن أزمة حضارية، ويربط الأسلمة بالفرض القسري والقتل العبثي، ويسترخص حياة البشر، ويحتقر العلم والتطوُّر الذي حققته البشرية، ويجرِّد الدين الإسلامي من الرحمة التي يؤكدها القرآن الكريم في آية «بسم الله الرحمن الرحيم».

إن تحويل البوسنيين إلى إرهابيين يقتلون ويعبثون في منطقتنا العربية هو أسوأ ما يمكن الوصول إليه في تصدير واستيراد هذه البضاعة الخاسرة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4618 - الأربعاء 29 أبريل 2015م الموافق 10 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 7:27 ص

      اسباب

      اسباب الحرووب والقتل والدمار انه العرب ابتعدووا عن شرع الله واتخدووا الشيطان حليفهم واتخدوا الكفار حليفهم الى ترون العالم كله دبايح على ويش ما ادرى ياناس كل واحد اعيش ابدينه وهو حر ولاتقاتلون رووحكم دائما خالين الشيطان يقص عليكم والله رزقكم رسوول الله واله بيته الطاهرين \\ص\\ ليش ماتتمسكون ابهم لكى تفلحوا وينتهى هاده الدمار الي ماوراه الى خساير بشريه ابرياء كفاكم جهل واتبعوا الله فى دنياكم

    • زائر 27 | 6:39 ص

      مهدي

      منها تخرج الفتنة واليها تعود... وصدق الرسول الامين

    • زائر 22 | 2:50 ص

      لازلنا ننتظر منك ياديكور

      لا زال متابعي عمودك ينتظرون الشق من مقالاتك التي تعرضت فيها لاخطاء المعارضة وينتظرون منك تسليط الضوء على اخطاء النظام

    • زائر 21 | 2:36 ص

      ايران

      ايران هى السبب كل الذى يحدث الآن من مشاكل الطائفية هى من ارادت تصدير بضاعتها الفاسدة لدول الخليج العربى اين كانت المنظمات ارهابية قبل سنة 1979 بظهور الخميني ظهرات هذه المنظمات ارهابية الطائفية من طرفين

    • زائر 24 زائر 21 | 3:53 ص

      صح

      ولاتنسي اخي العزيز اصدارات ايران القاعده وداعش وطالبان وبوكوحرام وابوسياف تعبت كملوا الباقي ، يعني اصحابك الدول المحترمه والمسالمه عصافير وكناري وفراوله وكتاكيت بس ايران المجرمه والارهابيه وعلاشان لا تزعل يالحبيب انسميها انقري بيرد

    • زائر 20 | 2:25 ص

      نعم دكتونا يجب اجتثاث شيوخ منهج التكفير من جذورهم0900

      وتنقية الموروث التاريخي الذي يغذي هذا الفكر المنحرف وإنشاء لجنة من كبار علماء ومفكري الأمة الإسلامية من جميع المذاهب للقيام بهذا العمل

    • زائر 19 | 2:12 ص

      حد الردة

      مع الأسف نجد أنه بداخل كل مسلم تقريبا داعشي صغير
      فالغالبية العظمى يؤمنون ويستميتون دفاعا عن حد الردة رغم جميع الآيات القرآنية اللتي تدعو الى حرية العقيدة
      وكل من يدعوا الى قمع حرية العقيدة فهو يبرر بشكل كامل جميع جرائم داعش والإرهابيين في كل أقطار الأرض

    • زائر 17 | 1:48 ص

      صدّرنا للعالم اسلاما منكوسا ومعكوسا ومقلوبا ثم نلوم العالم

      الدول الإسلامية كلها مسؤولة عن تصدير مثل هذا الإسلام لأن هناك دول ترعى الارهاب وتموّله وباقي الدول ساكتة وتتجاهل ذلك من اجل اطماع ماليّة بل والبعض يسمح لهذا الفكر بغزو بلده ويسكت عنه ولو ان كل بلدان المسلمين حارب هذا الفكر ومنشأه لما استطاع غزو العالم

    • زائر 16 | 1:39 ص

      بضاعتنا الوحيدة التي تصدّر للعالم: الاسلام المعلول

      نعم انقلبت الأمة على حالها كما اخبر الله بذلك( انقلبتم على أعقابكم) واذا كان الله اخبر بذلك وأكّده بفعل ماض معناه ان الانقلاب حاصل لا محالة وها هي الأمة الإسلامية تصدر للعالم ارهابا بدل دين الرحمة والتسامح وبدل ان يكون سيد البشرية ورحمة الله للعالمين هو رحمة فعلا اصبحوا يصدّرون القتل والدمار باسم خاتم الانبياء.
      كما جنينا نحن الأمّة المتعوسة على نبيها ودينها ونقول اننا لم ننقلب على الرسالة السماوية السمحة ولا نجد لسماحتها واقع على الأرض

    • زائر 15 | 1:30 ص

      الواقع

      ليس بعيد عن الواقع المر أن الفكر التكفيري والبعيد عن الانسانيه والدين سيعود الى التطبيق دون اى توقف .

    • زائر 11 | 12:43 ص

      منبع الارهاب في امان بسبب امريكا

      المعالجة قاصرة شخص عقائدي ذاهب للموت برجله لن تستطيع اقوى قوة في العالم ايقافه ماتقوم به امريكا هي حماية منبع الإرهاب وغض النظر عن جامعاتهم ومدارسهم وطرق تمويلهم والأسباب هي استنزاف المليارات المتوفرة لديها ممن تتوفر ....وايضا حمايتهم ونقول حتى تلك اللحظة امريكا هي الإرهاب

    • زائر 10 | 12:22 ص

      الشق الثاني

      لا زال متابعي عمودك ينتظرون الشق من مقالاتك التي تعرضت فيها لاخطاء المعارضة وينتظرون منك تسليط الضوء على اخطاء النظام ، فالمهنية الصحفية تتطلب منك ذلك

    • زائر 14 زائر 10 | 1:17 ص

      في فمي ماء

      يقول الشاعر: في فمي ماء و هل ينطق من في فيه ماء.
      عزيزي هناك نقد مسموح به بل مطالب به و هناك نقد يجرجر أصحابه و يجّرموا كنبيل رجب و شيخ علي سلمان .
      كذلك هناك جمع للمال يسكت عنه حتى و إن كان لمنظمات إرهابية و هنال جمع للمال يجّرم حتى و إن كان لمساعدة الفقراء.
      كذلك هناك نيات يجّرم أصحابها و هناك قتل يبّرأ أصحابه.
      هناك هبات للجنسية لراجو و كومار و مهاوش مطالب به و هناك سحب جنسيات لعبد علي و عبد الرضا مطالب به
      إذن عزيزي على هذا قس الأمور و لماذا يكتب في نقد هذا و لا يكتب في نقد ذاك
      و دمتم سالمين

    • زائر 18 زائر 10 | 1:55 ص

      عزيزي انت فاهم خطأ

      حين طالب الدكتور، المعارضة بالمراجعة، لم يجرمها، بل انطلق من فهم مضمونه ان "صديقك من صَدَقَك لا من صدّقك"، وقدم من خلال ذلك النصيحة للطرف المهزوم "المعارضة" والتي اصبحت في حاجة ماسة لمراجعة أخطائها قبل فوات الأوان، أما حديثك عن أخطاء السلطة فأنت تعلم ان الدكتور وانا وانت لا نختلف حول ذلك، لكننا نعتقد ان تصحيح البوصلة يبدأ من هنا، من حيث تجمد حراك المعارضة

    • زائر 9 | 12:20 ص

      لدينا منهم فى البحرين

      عزيزى الدكتور .. التقرير واقعى وصريح ولاغبار عليه .. والتحليل ايضا منطقى وهذا نتيجه الافكار والعقائد القديمة والتى تردد وتعاد من قبل من يريد الاضرار بالنشئ . ولكن الا تعتعقد ان ذلك الكلام ايضا ينطبق على ( احدى الطوائف ) التى لازالت تردد وتكرر وتستخدم الالفاظ ( الزيدين هم قتلة......) . وهذا نتيجته ايضا وجود اطفال ترعرعوا وكبروا على هذا الاتعتقاد فأصبحوا لقمه سائقة وسهلة لتوجيهم نحو الطرف الاخر .
      شكرا لك مرة اخرى على مقالاتك التى لا يوجد بها شوائب وتصب فى الصالح المحلى ولكن لمن يفهم .

    • زائر 7 | 12:00 ص

      ضد الاٍرهاب

      نحن ضد الاٍرهاب وقتل النفس بغير حق.... ولكن لم اري اي نقد او مقال لما فعله الحشد الشعبي من ممارسات فيها حقد وطائفية

    • زائر 6 | 11:46 م

      هذه خطة أمريكية بامتياز

      انهم يريدون ان يتقاتل المسلمين ببعض ، وكل فئه تصبغ الاجرام الذي تقوم به بالجهاد في سبيل الله ، وكثر الناطقين باسم الله في عالمنا البائس وقام من يسمي نفسه وكيل الله او نصرالله او النصرة او الانصار او نحو ذلك ويأمر بالقتل كاننا في ذلك الدير الذي تكلم عنه امبرتوايكو في مؤلفه اسم الوردة و حاكم الدير ذلك القس الأعمى ألذي يصدر الامر باسم الله بقتل كل من يقرا كتاب

    • زائر 5 | 11:36 م

      يالله يا كريم

      البركة في منبع الفكر الداعشي

    • زائر 4 | 11:20 م

      من يصدر الارهاب؟

      من يصدر الارهاب ويدعمه ويرعاه ؟
      الكل يعرف من وكل الدول تعرف من والشعوب العربية والاسلامية وغير الاسلامية يعرف من يختصن هذه البذرة الفاسدة المفسدة لشباب المسلمين باسم الدين.

    • زائر 3 | 10:55 م

      فكر يُحرِّم التسامح والتعايش مع الآخر= الارهاب

      فئة من مكون الشعب استغل الاحداث ليمارس فكر يُحرِّم التسامح والتعايش مع الآخر، وطبقها على أرض الواقع لم ترتاح بالا دون أن ترى حال الطائفة الأصيلة مهمشة وبعيدة عن كل مفاصل الدولة أحداث عصفت بالديرة...
      أليس هذا ارهاب
      أن تقتلني وانا حي تعادل القتل مئات بل الآف المرة

    • زائر 2 | 10:32 م

      في وجهة نظري

      مآلات هذا التصدير الخاسر من منطقتنا ناتج عن عدة أمور منها غياب الديمقراطية التي لا توجِد لدى شبابنا شعوراً بالمشاركة في القرار والرضا الذاتي وكذلك ما تغذيه الأنظمة من مناهج دراسية تكفيرية وتمارسه من تمييز طائفي بغيض وعدم سعيها لإشاعة احترام كل المذاهب.

    • زائر 1 | 10:25 م

      من

      من اين بدءو. هي فقط بلد عربي واحد يصدر الارهاب للعالم بالاغراء المادي

اقرأ ايضاً