العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ

القمة الإسلامية في اسطنبول

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في نهاية كلمته التي افتتح بها القمة الإسلامية في اسطنبول، وجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري التحية «إلى الشعوب الإسلامية داعياً الله عز وجل أن يعلي من شأن أمتنا وأن يهدينا إلى طريق الحق والصواب».

في هذه اللحظة، انتقلت الكاميرا مباشرةً إلى حيث كان يجلس الرئيس التركي المضيف، رجب طيب أردوغان، حيث بدا على وجهه التجهّم بشكل لا تخطئه العين، وأخذ يتشاغل بجهاز الكتروني صغير بين يديه.

الوزير المصري انتقل إلى البند الخاص بهيئة المكتب، حيث أعلن تركيا رئيساً، وفلسطين وبوركينا فاسو وجيبوتي نواباً للرئيس، ومصر مقرراً للجنة. ووجّه الشكر والتحية لجميع الدول التي تعاونت مع مصر خلال فترة رئاستها للقمة الإسلامية، معلناً انتقال الرئاسة إلى تركيا، ثم نهض وأدار وجهه بسرعة وغادر المنصة.

في هذه اللحظة انتقلت الكاميرا لتصوير المندوب المصري، حيث بدا متبسماً، وقد مال إلى يساره حيث يجلس المندوب الماليزي، وتبادل معه حديثاً هامساً باسماً. وتابعت الكاميرا أردوغان وهو يغادر مقعده، ويتوجّه إلى المنصة ليأخذ مكان الرئيس، وقد سيطرت على وجهه أمارات التجهم والعبوس.

لقد عكست هذه الافتتاحية واقع الأمة المتردي، التي كانت تجتمع كل بضع سنوات، خصوصاً عندما تدلهم حولها الخطوب. وكثيراً ما كانت تجتمع حول فلسطين لإظهار تضامن الأمة الإسلامية مع هذا البلد المحتل منذ العام 1948، وقد كانت انطلاقتها الأولى ردّ فعلٍ على حرق اليهود المسجد الأقصى في 1969، حيث اجتمعت في المغرب وتبنّت فكرة الدفاع عن «شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس المحتلة».

أما اليوم فلم تعد فلسطين تمثل هماً أو أولويةً على قائمة الهموم الإسلامية. لقد تحوّلت «إسرائيل» التي تحتل الأرض المقدسة منذ 68 عاماً وتهجّر أهلها وتذبّح شبابها، إلى جارٍ مأمون الجانب.

كانت فلسطين توحّدنا، واليوم لم تعد على جدول همنا واهتماماتنا، وبينما كان آباؤنا يتظاهرون في الخمسينيات والستينيات ضد المذابح التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين، وكنا نقرأ عنها ونستهولها. كل تلك الفظاعات أصبحت شيئاً لا يذكر بعد دخول العالم العربي في مرحلة «الفوضى الخلاقة»، التي بشّر بها الأميركان قبل عشرة أعوام، وكانت أول مخاضاتها حرب تموز. ووجدوا لهم جنداً مجنّدين، يستقطبونهم من ثمانين دولة عبر العالم، للقتال نيابةً عنهم وتنفيذاً لأجنداتهم في تمزيق العالمين العربي والإسلامي، دون أن يدفعوا بجندي أميركي واحد لمباشرة القتال.

القمة الحالية، وضعت قضية فلسطين في مقدمة جدول الأعمال، لكن جميع الشعوب العربية تدرك أنها محاولة جديدة لاستحلاب ضرع جفّ حليبه لكثرة ما استُحلب. الجميع يدرك أن وضع هذه القضية على طاولة القمة لم يكن جاداً، فالدولة المضيفة كانت قبل أيام تسعى جاهدةً لإعادة العلاقات مع «إسرائيل»، وكانت توشك على الإعلان عن التطبيع. ولا تُلام أيّ دولةٍ على الدفاع عن مصالحها، لكن قضية فلسطين عُصرت حتى جفّت فلم تعد قابلةً للمزيد من العصر.

قمة اسطنبول، حضرها ثلاثون من رؤساء الدول والحكومات من مجموع سبعة وخمسين دولة إسلامية، وهو ما يقارب نصف النصاب، في ظل موجةٍ جامحةٍ من الإرهاب الذي سفك دماء عشرات الآلاف من العرب والمسلمين، ويهدّد بتقويض أمن العالم الإسلامي وتقديم نموذجٍ لقيطٍ مشوّهٍ للإسلام.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 7:06 ص

      الكاتب القدير له مقالات من يونيو 2013 و هو يقول لنا أردوغان انتهى و أيامه عدد!
      اللي نلاحظه اردوغان من قوي لأقوى!

    • زائر 24 | 6:24 ص

      يا أبو بيان..

      أخي زائر 2،أتمنى مثلما قال الأخوة أن تضع البيان الذي أثلج صدرك في (برواز) وتعلقه في منزلك وتستمتع برؤيته وإلى جانبه صورة (نتانياهو) ..
      مبروك عليك..وقريباً ...إلى (تل أبيب) في رحلات مخفضة أو مجانية ربما..

    • زائر 23 | 5:37 ص

      بعضهم قاعدين من الصبح يتفلسفون على الوسط وكتابها: اكتبوا ولا تكتبون. وين جالسين؟؟؟؟

    • زائر 22 | 5:11 ص

      زائر 14

      أنا لست مع نسف أردوغان الإدانة خلال 24 ساعه حسب ما تفضلت ،،، أنا ضد زائر 2 فقط أريد أن أوصل له رساله بأن هذه القمم والبيانات كلها حبر على ورق وإرضاءا لمن يدفع المال أكثر ويفصل له البيان حسب ما يريده ، لكن إجتماع أردوغان وروحاني بعد القمه كأني يقول له بياننا هش وحبر على ورق فقط.

    • زائر 21 | 4:34 ص

      زائر 2 هل انت مسلم اذا فلت مسلم فانت كاذب والدليل انك تدافع عن اليهود وتحارب المسلمين الله اثبت عقلك على الحقيقة

    • زائر 20 | 4:31 ص

      زائر 12 اين دليلك انه ايران معزوله عن العالم وهل حزب الله ارهابى واليهود مسالمين انه انصحك ان تقرا الحقيقة التى انت لاتريد ان تعرفها واقول قاتل الله الجهل الي الناس هدو الاسلام وتعلقو باليهود الكفرة

    • زائر 17 | 2:17 ص

      قاعدين من الصبح ..

    • زائر 12 | 1:49 ص

      أتمنى ان تكتب لنا مقال عن الاجماع العربي و الاسلامي في ادانة ايران و ما يسمى بحزب الله بالارهاب و كيف صارت ايران معزوله في المنطقة

    • زائر 16 زائر 12 | 2:15 ص

      أتمنى ان تكتب أيضا عن سياسة الرز

    • زائر 18 زائر 12 | 3:51 ص

      ويش بيتغير لو كتب ؟!
      الكتاب العرب كتبوا عن فلسطين قضية الأمة الاسلامية والعربية .. تغير شيء؟!
      الاتحاد الأوربي يزور طهران وأوردغان يلتقي روحاني .. وروسيا تتعاون مع إيران ، فأين العُزلة؟!

    • زائر 7 | 12:44 ص

      فلسطين ضاعت

      والان العلاقات مع الحبيبة اسرائيل على المكشوف

    • زائر 5 | 12:39 ص

      (2)

      صح كلامك ، بس لازم اتعرف ان شاكلة هذي القمم فقط حبر على ورق حالها حال القمم العربيه ، القمم الإسلاميه يستنكرون أعمال إسرائيل وبالسر ياخذون الصهاينه بالاحضان ،، وعلى فكره ...أردوغان خلصت القمه في اسطنبول وراح حق روحاني في أنقرة واستقبله أفضل إستقبال و بدرجة VVVVVVV IP.

    • زائر 15 زائر 5 | 2:05 ص

      بغى يكحلها ...

    • زائر 2 | 11:54 م

      وياريت يا استاذ قاسم مسوي اضافة على مقالك القيم وكاتب ان القمة اصدرت بيان يثلج الصدر وهو ادانة ايران وحزب الله بالاعمال الارهابية وشكرا

    • زائر 4 زائر 2 | 12:31 ص

      يمكنك تعليق البيان الذي يثلج الصدر في اطار على أحد جدران منزلك ليعطيك جرعة تفائل مستمرة !!!!

    • زائر 8 زائر 4 | 1:01 ص

      كلام زائر رقم 2 صحيح وجميل ومنطقي، يا انكم تصيرون صادقين وواقعيين او لا تتغاضون عن الحقائق وتتفلسفون. ..

    • زائر 9 زائر 2 | 1:01 ص

      هههه!

      هذي قمة إسلامية مو قمة إداناة

    • زائر 14 زائر 2 | 1:59 ص

      يقوليك الأستاذ في المقال حاطين قضية فلسطين الأولى في جدول الأعمال وهي كانت القضية الأولى على مدى عقود في المنظمة لم يتغير شيء بل على العكس تماماً ازداد الوضع سوءً وطبعت الدول مع اسرائيل ، وأنت تقول عن الإدانة ألي نسفها أوردغان خلال 24 ساعة عندما التقى روحاني في أنقرة.

اقرأ ايضاً