العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

2.5 ألف عائلة تملأ سلالها من الأغصان حديقة منتجة.. اقطف ثمارها بيدك

فكرة الحدائق المعلقة في المالكية تتبلور في تقليد الزوار لدور البستاني، حيث تتيح لهم الحديقة قطف احتياجاتهم من الخُضَر بأنفسهم، في منظر يشبه إلى حد كبير حياة الريف وكيف يساعد الأبناء آباءهم في حصد الثمار.

التقت «الوسط الطبي» المهندس عبدالكريم حسن إسماعيل صاحب الفكرة والمالك لمزرعة الحدائق المعلقة، ليحدثنا أكثر عن الحدائق المعلقة ودار هذا الحوار:

أنا صاحب الفكرة والمالك، وعلى ما أظن هي المزرعة الوحيدة في البحرين التي تفتح أبوابها للزوار لقطف الثمار، ففكرة الحدائق المعلقة تحتاج إمكانات مادية وعلمية في الوقت نفسه.

بطبيعة الحال الحدائق المعلقة كمؤسسة صلب عملها هو تطوير الأساليب الزراعية الحديثة بالتعاون مع شركة من كوريا الجنوبية. فالمزرعة عبارة عن مركز يعرض أهم تطورات التكنولوجيا في مجال الزراعة المائية لتغطية سوق منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي الحدائق المعلقة تضع البحرين مركزاً زراعياً مهماً. وقمنا بتنفيذ العديد من المشروعات الزراعية المائية في منطقة الخليج العربي.

تم إنشاء الحدائق المعلقة منذ قرابة ثلاثة أعوام، أما سبب اختيار المالكية فكون المشروع زراعياً لابد أن ينفذ في منطقة زراعية، ونتيجة للبحث عن الأراضي الزراعية المتوافرة مع توفر الخدمات الرئيسية لتشغيل المشروع لم نجد أفضل من هذا الموقع المتميز، وهو قريب من ساحل المالكية وملاصق لمسجد زيد بن عميرة، ما يضفي أهمية على الموقع.

قبل أن أتكلم عن آلية عمل الحدائق المعلقة، دعيني أتكلم عن فكرة الحدائق المعلقة في الجانب الاجتماعي والصحي، حيث انطلقت الفكرة بداية من الالتزامات الاجتماعية للمؤسسة تجاه المجتمع كونها في مجال تطوير التقنيات الزراعية، حيث من المعروف أن التطور التكنولوجي وانشغال الأطفال كما الكبار في الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل الاتصال جعلهم بعيدين عن الطبيعة الأم، ونتيجة هذا الانشغال أصبح الأكل غير الصحي كالأكلات السريعة وغيرها من الوجبات، هو المحبب إلى الأطفال والأولاد، ما حدا بنا إلى طرح فكرة تعمل على زيادة الوعي والارتباط بالطبيعة لإنتاج جيل مرتبط بالطبيعة والخضرة، وهو ما سوف ينتج عنه جيل صحي.

يعتبر الاختيار الأمثل للمحاصيل هو سر نجاح فكرة الحدائق المعلقة، وكوننا مطورين لتقنيات الزراعية، عملنا على توفير نظم زراعية لها إمكانية إنتاج سلة خضراوات متنوعة المحاصيل (الطماطم، الخيار، الباذنجان، الفلفل البارد بمختلف ألوانه، الخيار، مجموعة مميزة من الخس، الفلفل الحار، القرنبيط) مع إضافة محصول محفز للأطفال لتشجيعهم وهو الفراولة.

وبالتالي، فإن الأسرة تقوم بالتجوال في المحميات الزراعية وتقطف سلة خضراوات متكاملة بمعية أطفالها. ومن خلال هذا النشاط يتم خلق رابط بين العائلة بمختلف مكوناتها مع الطبيعة والخضرة، ما ينتج عنه تعلق طبيعي بهذه المحاصيل، وهذا ينعكس مستقبلاً على صحة العائلة. والدليل على ذلك الكثير من الأمهات يرتدن الحدائق المعلقة مع أطفالهم أسبوعياً، لأن أطفالهن يتشجعون على أكل الخضراوات التي يقومون بقطفها مقارنة بالخضراوات التي تشترى من السوق.

من خلال الاقبال الكبير على الحدائق المعلقة نلاحظ فعلاً أن هنالك تعطشاً لمثل هذه النشاطات التي يمكن من خلالها زيادة الوعي بأهمية الأكل الصحي بما ينعكس على صحة المواطن وينعكس على موازنة الدولة مستقبلاً.

ولقد بلغ عدد زوار الحدائق المعلقة من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 إلى مايو/ أيار 2015 أكثر من 2500 عائلة بحرينية وغير بحرينية، وكان متوسط عدد أفراد العائلة 4 أشخاص، ناهيك عن أكثر من ألف طالب بمختلف المراحل الدراسية.

القطاع الزراعي في البحرين يعاني الكثير من المشكلات؛ أولها شح الأراضي الزراعية، وإذا ما توافرت يكون الإيجار عالياً جداً، إضافة إلى شح المياه، عدم صلاحية التربة للزراعة، وهذا الأخير يمكن التغلب عليه بالتقنيات الزراعية الحديثة.

كما أنه يعاني من التسويق والتنافسية، ولذلك تحتاج المشروعات الزراعية إلى رأس مال كبير حتى تستطيع أن تتغلب على كل هذه المشكلات، ومن هنا نلاحظ العزوف عن الاستثمار في القطاع الزراعي.

والحل هو أن تكون للمزارعين هيكلية قوية توحدهم وتمكنهم من المنافسة في السوق، وتكون هذه الهيكلية مسئولة عن توفير كل مستلزمات المعرفة كما هو حاصل في كثير من دول العالم، وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون بحثاً متكاملاً من خلال الاطلاع على تجارب الدولة المتقدمة في هذا المجال.

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً