العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

د. شاريان: نعمل بالمبادئ ذاتها منذ 113 عام

مستشفى إرسالية جديد خلال خمس سنوات

لمراسلتهم بريدياً ما عليك إلا وضع رقم 1 أمام صندوق البريد، فهي مؤسسة طبية عريقة بدأت عملها منذ العام 1892 في منزل، ثم انتقلت في العام 1902 إلى مشفاها الحالي الذي بلغ هذا العام عامه الـ 113.

مستشفى الإرسالية الأمريكية أول مؤسسة صحية قدمت الخدمات الصحية في مملكة البحرين، المؤسسة عملت بنظام فريد، فهي ليست تابعة للحكومة، ولا يمكن اعتبارها من مؤسسات القطاع الخاص، فقد أسست على معايير مختلفة وغير قائمة على الربح.

مسيرة طويلة تعاقب خلالها على إدارة المستشفى 30 رئيساً تنفيذياً مستندين إلى المبادئ ذاتها منذ 113 عاماً.

للتعرف أكثر على «الإرسالية الأمريكية» أجرينا اللقاء الآتي مع الرئيس التنفيذي الثلاثين الدكتور جورج شاريان.

منظومة صحية

بدأ الدكتور جورج شاريان بالتعريف بالفلسفة التي يعمل على أساسها مستشفى الإرسالية الأمريكية، فقال: «نسعى في المستشفى لتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية لجميع الرواد»، مضيفاً أن «الفلسفة التي أٌوجد من أجلها المستشفى تقوم على تقديم الخدمات العلاجية بجودة عالية للجميع بغض النظر عن امتلاكه المال من عدمه، فنحن مؤسسة غير ربحية».

وفيما يتعلق بالأموال التي يتقاضاها المستشفى لقاء خدماته، أوضح أنه «بالنسبة للأموال التي نتقاضها نظير الخدمات المقدمة، فنحن نأخذ رسوماً من نحو 85 % من المرضى الذين لديهم شهادات تأمين أو القادرين على الدفع، ويتم معالجة نحو 15 % من المرضى غير القادرين على الدفع فيعالجون مجاناً»، مشيراً إلى أنه «توجه رسوم الخدمات الطبية التي نتسلمها من القادرين لدفع مصاريف الخدمات ونخصص جزءاً منها لتطوير المستشفى، كما يغطي أيضاً مصاريف العلاج المجاني الذي يقدمه المستشفى لغير القادرين على دفع مصاريف العلاج».

وعن الآليات التي تصنف بها الإدارة غير القادرين على دفع رسوم العلاج من غيرهم، أجاب: «هناك استمارة يقدمها الراغب في خدمات العلاج المجاني، وعلى إثرها يتحدد قرار المستشفى».

وعن الطريقة التي يتبعها المستشفى للوصول لأعلى معايير الجودة في تقديم الرعاية الصحية، أجاب: «بداية يجب الإشارة للنظام الصحي الحديث الذي يكفل من خلاله تقديم خدمات رعاية صحية ذات جودة». وقال: «المنظومة الصحية الحديثة يجب أن تتضمن ثلاثة مستويات رئيسية مترابطة بشكل جيد ومتناسق بحسب المعايير العالمية، تؤدي في نهاية المطاف لخدمات صحية بجودة عالية»، موضحاً أن «المستوى الأول ويطلق عليه «الميكرو»، وهو القائم بين الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية والمريض. وهذه الحلقة الأولى في سلسلة الحلقات بين المحتاج للرعاية الصحية والمؤسسة الصحية. والدائرة الثانية يطلق عليها «ميسو»، وهي عبارة عن العلاقة بين وحدات «الميكرو» المتعددة داخل المنظومة الصحية كالعلاقة بين المختبر والعيادة مثلاً. أما المستوى الثالث فنطلق عليه «ماكرو»، وهو المتعلق بالإدارة الطبية التي يناط بها تنظيم المنظومة الصحية بجميع مستوياتها».

ولفت إلى أن الوصول بهذه المستويات الثلاث إلى درجة الامتياز ليس سهلاً كما هو متصور، إذ إنها تحتاج لمبالغ مالية كبيرة، وتخطيط سليم يضمن سير المستويات الثلاثة في نسق واحد. وأكد أن «هذا ما نعمل عليه جاهدين في مستشفى الإرسالية والعيادات التابعة لها».

وأشار إلى فوائد المنظومة الصحية الحديثة، قائلاً: «تطبيق المنظومة سالفة الذكر بشكل جيد سيوفر الكثير من المعاناة على المرضى، وكذلك الكثير من الأموال بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية والمريض على حد سواء، كما أنها ستعزز من مستوى الرعاية المتنقلة (Mobile Health) التي ستنتعش مستقبلاً».

مستشفى إرسالية جديد

وانتقل الحديث حول خطط المستشفى في السنوات المقبلة، فبيّن الدكتور شاريان أن الإدارة تعمل حالياً على مشروع بناء مستشفى جديد تصل طاقته الاستيعابية من 100 إلى 180 سريراً، وستعمل على تزويده بأحدث التقنيات. وأضاف أن المستشفى سيضم قسم جراحة وغرف عمليات معدة لإجراء العديد من أنواع العمليات المختلفة، لافتاً إلى أنه «من المؤمل أن ننجز المشروع خلال السنوات الخمس المقبلة».

وأكمل: «أما بالنسبة للعيادات فنخطط في الفترة الحالية لإنشاء عيادات في منطقة الدراز أو منطقة قريبة منها، إضافة لعيادة في الجفير».

ولفت إلى أن الطاقة الاستيعابية للمشفى الحالي تبلغ بين 22 و23 ألف مراجع شهرياً.

وفيما يتعلق بالمستقبل أيضاً، قال: «إن البيانات الإحصائية المتعلقة بالسكان في البحرين تكشف عن ارتفاع أعداد المصابين بداء السكري والسمنة خصوصاً بين الأطفال، كما تكشف أيضاً ارتفاع متوسط عمر الفرد في البحرين إلى 65 عاماً»، معقباً بأن «هذه البيانات ترسم لنا كمقدمي رعاية صحية نوعية الخدمات الصحية التي سنقدمها الآن وفي المستقبل. فعلى الصعيد الحالي يجب العمل بجد في التثقيف الصحي من مخاطر الأكل غير الصحي، وقلة ممارسة النشاط البدني التي تؤدي للسمنة والإصابة بداء السكر».

وأوضح أنه «يجب أن توجه هذه الرسائل من الآن للأطفال وتلقينهم هذه الثقافة في المراحل الأولى في المدارس».

أما فيما يتعلق بارتفاع معدلات الحياة في البحرين، فأكد: «أعتقد أننا في السنوات المقبلة بحاجة للعناية بأمراض الشيخوخة، فنسبة من هم فوق سن الستين سترتفع، وهذه الفئة العمرية يلزمها رعاية خاصة يجب أن تكون مؤسسات الرعاية الصحية مستعدة من الآن»، لافتاً إلى أن الإحصاءات وغيرها تشكل تحدياً أمام المؤسسة الصحية الحكومية في البحرين.

وأوضح: «أعتقد أن منظومة «Micro Health» في البحرين فيها ثغرات تفقدها الوصول للصورة المثالية، فعلى سبيل المثال الرعاية الصحية هنا تقدم بحسب التقسيم المناطقي، فكل شخص في البحرين مسجل في مركز من المراكز الصحية المنتشرة في البحرين»، مشيراً إلى ملاحظته «وجود حلقات مفقودة أو غير مكتملة بين المستشفيات والمراكز المتخصصة. فمريض القلب مثلاً قد يرسل للسلمانية في حالات تستدعي تدخلاً سريعاً، ويظل هناك ليومين حتى يرسل لمركز القلب المتخصص في المستشفى العسكري. في هذه الفترة قد تحصل مضاعفات عديدة للمريض. فعامل الوقت مهم جداً في هذه الحالات».

وأشار إلى أن هذ الملاحظات تكشف غياب أو عدم اتصال حلقات التواصل بين مراكز الرعاية الصحية بشكل جيد، وهو ما يقف حجر عثرة أمام المؤسسة الصحية في البحرين للوصول بأعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية.

تبادل خبرات

على صعيد منفصل، قال الدكتور شاريان إنه يستعد للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الأميركية للرعاية الصحية 2015 والذي ينعقد في نيويورك في منتصف الشهر الجاري تحت شعار «خلق حلول لتحديات الرعاية الصحية اليومية»، موضحاً أنه سيشارك بورقة حول توفير بيئة تفاعلية بين العاملين في الرعاية الصحية، وسيناقش فيها الصعوبات التي تواجهها الطواقم الطبية في نقل المعلومات وثقافة الرعاية الصحية.

وبيّن أن المؤتمر سيناقش أيضاً الأمراض الشائعة مثل التهاب الكبد الوبائي، والصحة العقلية، وإصابات العمود الفقري، إضافة للسياحة العلاجية والمساعدات التعاونية لنقل المعلومات عبر الكليات الطبية.

وأضاف: «أن المؤتمر سيحضره عدد من الرؤساء التنفيذيين لمؤسسات صحية عريقة في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ورئيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في غوغل وائل فخراني».

ولفت إلى أنها فرصة مناسبة لتبادل الخبرات مع كثير من قادة القطاع الطبي في أميركا والوطن العربي.

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً