العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ

السرطان لن يغتال رمز الأنوثة بعد الآن

«عملنا تتويج للانتصار».. د. العصفور:

ترميم الصدر المبتور

تتويج لانتصارنا على سرطان الثدي». هذه العبارة أطلقها استشاري جراحات التجميل في مستشفى ابن النفيس الدكتور أحمد العصفور في وصفه لعمليات الترميم التي تُجرى للمصابات بمرض سرطان الثدي.

الفتك الذي يحدثه سرطان الثدي للمرأة يأتي مضاعفاً، فمن جانب يؤثر بالسلب على صحتها، وفي جانب آخر يطعنها في رمز أنوثتها. إلا أن الطب الحديث استطاع أن يتغلب عليه بخطين متوازيين؛ الأول بتطور علاج السرطان، والثاني بظهور عمليات ترميم الصدر والحفاظ على رمز الأنوثة.

وأكد د. العصفور في لقاء مع «الوسط الطبي» أن عمليات ترميم الصدر آخذة في التطور والانتشار مع ارتفاع نسبة الأمان فيها، مشدداً على أن دورهم كأطباء تجميل يقوم على إعادة الجزء المبتور لأقرب صورة ممكنة من الناحيتين الوظيفية والجمالية.

الترميم يحفظ الأنوثة

وقال: «يصادف الـثامن من يونيو/ حزيران الجاري اليوم العالمي للناجين من السرطان، الذين تعالجوا من المرض وعاشوا لمدة خمس سنوات ومازالوا على قيد الحياة. الاحتفال بهذا اليوم خير تشجيع للمصابين بالسرطان ليعيشوا الأمل». وأضاف: «هذا اليوم يبعث برسالة للمرأة المصابة بسرطان الثدي أيضاً، وهو من أكثر السرطانات فتكاً بالنساء حول العالم، إذ إن واحدة من 8 نساء تصاب به، وللأسف في البحرين لدينا النسبة العالمية نفسها، وتسجل 25 حالة إصابة بسرطان الثدي سنوياً».

وأوضح: «في قبالة هذه الأرقام هناك مؤشرات ممتازة وهي تطور علاج السرطان، فصار بالإمكان الشفاء منه، وتطور طب التجميل الذي أصبح قادراً على تعويض الجزء المبتور من الصدر، وبالتالي يحافظ على رمز الأنوثة لدى المريضة».

وقال مفصلاً: «دوري كجرّاح تجميل في ترميم الصدر يبدأ أحياناً منذ الساعات الأولى لتشخيص الحالة، فبعد أن يرى جراح الأورام ضرورة استئصال الثدي أو جزء منه، تعرض حالة المريضة عليّ لأضع خطة لترميم الصدر وأعرضها على المريضة قبل إجراء أي عملية بتر لتقف على إمكانات العلاج بشكل كامل، وتتخذ قرارات العلاج عن معرفة».

وأشار إلى أن الإجراء المذكور معمول به عالمياً ومطبق في البحرين أيضاً.

الترميم الفوري أقل ألماً

وأكمل شارحاً التوقيت الزمني لعمليات الترميم، فقال: «تحديد المدة قرار مشترك بين المريضة والطبيب، فإذا كانت حالة المريضة تسمح بإجراء عمليات الترميم أثناء عملية البتر والتي نطلق عليها عمليات «الترميم الفوري» - وهذا ما نفضله وننصح به - وإلا فإننا نؤجل ذلك للوقت المناسب للمريضة أو للذي تختاره». وأضاف: «قد تتبع عمليات الترميم عمليات بسيطة بعد مدة ثلاثة أشهر نقوم فيها بتعديل الصدر ليكون متناسقاً فقد نلجأ لتصغير الثدي، وكذلك نقوم في هذه العمليات بتعديل شكل الصدر ليكون في أقرب صورة للصدر الطبيعي».

وأجاب عن سؤالنا عن الآلام التي قد تسببها عمليتان في وقت واحد، قائلاً: «لا يمكننا حساب الآلام وفق معادلة رياضية، بمعنى أن واحد زائد واحد يساوي اثنين. بل هناك حساب آخر يكون كالآتي: أولاً وقت العمليتين في وقت واحد سيكون أقل فيما لو أجريت كل على عملية لوحدها. الإقامة في المستشفى ستكون أقل، وبالتالي نسبة الآلام ستكون أقل».

وعن الخيارات المتاحة له كطبيب في ترميم الصدر، بيّن أنه «مع التطور الكبير هناك الكثير من الخيارات العلاجية في ترميم الجزء المبتور تبدأ من حشوات السليكون، أو الأخذ من الأنسجة القريبة أو البعيدة، أو باستخدام الجراحات الميكروسكوبية». وأكد أن «كل الخيارات تتمتع بنسب أمان عالية، فحشوات السليكون تطورت بشكل كبير، فبعض الشركات المصنعة تضع ضماناً على هذه الحشوات مدى الحياة. أما فيما يتعلق بالأنسجة فإننا نأخذ أنسجة من الجسم نفسه، وهي ليست ذات دور وظيفي حيوي يؤثر بالسلب إذا أزلناه».

ولفت إلى أن هذه العمليات متوافرة في البحرين في مستشفيات القطاع العام والخاص أيضاً. وقال: «أعتقد أن كلفة إجراء هذه العمليات في المستشفيات الخاصة في البحرين معقولة».

نشعر بالسعادة

وقال إن «علاج ترميم الصدر هو تتويج لانتصارنا على السرطان وإعادة المريضة لحالتها الطبيعية». وأضاف: «نشعر كأطباء تجميل بالسعادة بعد كل عملية ترميم نقوم بها، فنساهم بتعويض المرأة عما فقدته والذي يشكل رمز أنوثتها، فإحساس البتر وفقدان جزء من الجسم إحساس مرير وماثل أمام المرأة كلما بدلت ملابسها أو نظرت في المرآة».

وأكمل: «سعادتنا تتضاعف أيضاً لأننا نساهم في القفز بالمرأة من دوامة حالة نفسية قد تصاب بها وتؤثر على حياتها وحياة أسرتها. فمن خلال عمليات ترميم الصدر المتوافرة نحسن الصحة النفسية لأسرة المريضة أيضاً».

وعلى صعيد متصل، قال : «دعماً للجهود الأهلية أنا الآن بصدد تشكيل مجموعة مساندة للمصابات بسرطان الثدي تتكون من أطباء وممرضين، ومريضات - وهنّ عماد هذه المجموعة - وقد ساندت الكثير من المريضات اللاتي قمن بعمليات ترميم الصدر في السابق، نظيراتهن المقبلات على عمليات مشابهة». وأضاف: «نطمح من خلال هذه المجموعة الوصول لأكبر قدر من الناس لتعريفهم بعمليات ترميم الصدر بشكل أوسع».

العدد 4674 - الأربعاء 24 يونيو 2015م الموافق 07 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً