العدد 4714 - الإثنين 03 أغسطس 2015م الموافق 18 شوال 1436هـ

ازدراء طائفة... إهانة أم استفزاز

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أن يقال لك «احمدو ربكم» مازلتم تتنفسون، ومازلتم في بيوتكم تأكلون وتخرجون، ذلك يعني ان وجودك في وطنك هو منة وليس حقا، وان المواطنة لا تعني سوى مواقف مفصلة، هناك خلل ما، والأسوأ من ذلك هناك بيئة حاضنة لهذا الخطاب، هو خطاب ينوء بالكراهية والبغضاء، خطاب طائفي آخذٌ بالانتشار بشكل سريع وخطير، وتتشربه الأجيال التي ربما تتورط في صراعات ومواجهات، وهي ظاهرة لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها، فهي نار صعبة الإخماد، لذا فإن حريقها حتماً ستطالنا جميعا.

مفهوم «الطائفية» اللغوي مشتق من طاف، يطوف، وهو يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه. والطائفية بمعناها الاصطلاحي يقصد بها انتماء الفرد إلى طائفة معينة، دينية أو اجتماعية، ولكن ليست عرقية. وترجع الطائفية في عالمنا الإسلامي إلى نشوء المذاهب الدينية، إذ شهد العالم الإسلامي أكثر من مئة مدرسة فقهية أنتجت هذه المذاهب، منها مذاهب فردية لم تبق، ولم يكن لها جمهور واسع، بل انقرضت بموت أتباعها مثل مذهب الحسن البصري والأوزاعي والطبري، بينما هناك مذاهب جماعية استمرت إلى يومنا الحالي، وهي المذهب الشافعي، الحنفي، الإمامي الشيعي، الزيدي، الإسماعيلي، المالكي، الحنبلي والأباضي.

والطائفية التي هي محصلة وجود الطوائف، هو تنوّع موجود على الأرض، وبدل أن يكون ذلك محل إثراءٍ للأمة لكونه اختلافاً، فإنها أصبحت تعبيراً عن حالة أزمة يعيشها المجتمع، هناك من يرى أن الانفجار العالمي للهويات أدى إلى ازدياد الاحتقان الديني ومنها تزايد النزاع الطائفي مما يجعل إعادة الهوية على أساس المواطنة من الجهود الأكثر صعوبة، هذا الأمر دفع بالكاتب اللبناني المعروف أمين معلوف بتسمية الظاهرة بـ «الهوية القاتلة»، فهناك عوامل مؤثرة في خلق التباعد، وإذكاء روح الفتنة سواء من الداخل أو الخارج، منها الانغلاق الفكري والإرهاب، سوء الفهم والتفاهم، النزعات العرقية والنزاعات الحدودية، وتنوع الأنظمة السياسية وعدم الثبات السياسي.

الطائفية ملجأ وملاذ للاحتماء حين يفرز الوطن بحسبها، وحين توزع الاستحقاقات على أساسها، لذا يصبح من الصعب تحقيق التوازن بين حقوق المواطنين الأفراد وبين حقوق الطوائف، بين متطلبات المواطنة وبين التعددية الطائفية، لذا ينبغي على الجميع التعامل معها بشكل طبيعي دون اللجوء إليها في حالتي توزيع الخدمات أو التقديم للمحاكمات، وان يكون الجميع على قدم المساواة أمام القانون، والمساواة التي هي تعني المساواة على اساس المواطنة والكفاءة، وتعني عدم الضغط على فئة محددة او حرمانها من دون غيرها.

أن وجود طائفتين في البحرين أمر لا يمكن تجاوزه، او تجاهله، لكن ان تستعدي جماعة يحسبون أنفسهم من رجال الدين والمثقفين والكتاب والمغردين على طائفة بعينها وينالون منها ويتهمونها في تجاوز واضح وبين في ظل الصمت المشجع على تكرار هذه التعديات واستمرارها وتزايدها مما يجعل الطرف الاخر يشعر معها بان لا حماية له وانه مستهدف في طائفته على الرغم من اشتراكه معهم في وطن واحد، فلماذا يسمح لمجموعة دون أخرى في الامر الذي يفترض ان يمنع الجميع من تناوله، خطاب تحريضي ووصف بالتخوين والعمالة والإرهاب، فهل هو من باب الإهانة ام الاستفزاز؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4714 - الإثنين 03 أغسطس 2015م الموافق 18 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 6:41 ص

      نحن صابرون

      كل الي جرى علينا فنحن صابرون هدمت مساجدنا وقتلت شبابنا وضربت نسائنا واتهمونا بالخيانه و4000 الاف سجين ونحن صابرون كل يوم جرايدهم سب فينا ويطالبون اعدامنا ونحن صابرون كل هاده عشان طالبنا بحقنا وحقهم هم ايضا الذين يريدون كل شى جاهز مثل مافعلنا فى التسعينات وكانو ايضا يحاربونا وهم الي استفادو اما نحن مصيرنا السجن المشتكى لله والله ياخد الحق

    • زائر 17 | 3:18 ص

      دهاليز السياسة تحتوي على كل شئ سيئ يخطر على البال من نفاق وكذب وتخوين

      واتهامات مالها اول ولا آخر فما بالنا اذا أقحمنا المذاهب فيها يتحول السئ لاهانات المذاهب لذالك الشعوب المتحضرة أبعدت الديانات والمذاهب عن السياسة

    • زائر 15 | 2:35 ص

      الخطاب التحريضي

      الخطاب التحريضي الذي يحمل ف طياته التخوين والازدراء والسب والشتم هو ديدن الكتاب الذين يميلون في كتاباتهم هذا النوع من الخطاب للحصول ع الحوافز المادية والمعنوية عن طريق النيل من الطائفة المغضوب عليها.

    • زائر 14 | 2:32 ص

      المنطقة كلها ملوثة بالطائفية وتقودها قنوات مذهبية انشاءة لهذا الغرض

      تجيير الدين والمذهب لأغراض سياسية ينتج عنه الفتنة والتحارب والكراهية

    • زائر 12 | 2:05 ص

      فرق بين نفوس ملكتها الكلمة الطيبة واخرى ملكتها القبيح من الكلام

      النفوس على ما جبلت عليه، ومن جبل نفسه على الطيب من القول فإنه يستقبح كل كلمة نابية او سباب او شتم.
      بينما النفوس التي جبلت على القبيح من اللفظ والقول فإنها لن يخرج منها الا كل قبيح اينما توجهت واينما خاطبت احد.
      النفوس المجبولة على قبيح القول فانها تفجر في الخصومة وتستخدم اسوأ الالفاظ

    • زائر 11 | 2:01 ص

      بذاءة اللسان سلاح المفلسين

      هناك بشر لا علم لديهم ولا مستوى ديني او اخلاقي ولا حتى مستوى حرفي سوى هذا اللسان السليط الذي لا يمكنه ان يجيد الطيب من القول

    • زائر 8 | 1:56 ص

      ازدراء الطائفة الشيعية واجب وطني

      لكي تثبت وطينتك عليك بهذه الطائفة اشتم فيها واقذفها بما تمتلك من الفاظ قذرة فانك مغضوض عنك الطرف.

    • زائر 6 | 1:42 ص

      انها سياسة فرق تسد الناجحة لدى ضعاف الايمان

      وجهة نظري من يتهم بريطانيا العظمى بتقوية ونشر سياسة فرق تسد بين مستعمراتها فهو كاذب نحن من علمناها هذه السياسة وهي خاصة بنا لذلك لن يتحدون في مطلب أبدا فهناك الكثير من السذج يصدقون الكذب ولا يرغبون بالحرية والاعنتاق من فخ العبودية فهي ماركة مسجلة محليا صدرنها للخارج

    • زائر 4 | 12:31 ص

      العلمانية هي الحل

      العلمانية و منع رجال الكهنوت الشيعة و السنة من التدخل في السياسة هو الحل الوحيد في البحرين فلا السني سيقبل بالعمائم السود أبداً و لا الشيعي سيقبل باللحى الطويلة أبداً هذه حقيقة لا يمكننا نكرانها

    • زائر 5 زائر 4 | 1:23 ص

      صح لسانك

      صح لسان اخي
      ولكن اريد ان اقول للاستاذة ان الحديث هذا جاء بعد التفجيرات والقتل الذي حدث وهو يمكن ان يكون ردة فعل غاضبة وليس اكثر.....

    • زائر 7 زائر 4 | 1:55 ص

      شوف قصة النبي يوسف عليه السلام.

      شوف كهنة آمون بتلاحظ نفس الطريقه في زمننا هذا بس برداء ثاني .

    • زائر 9 زائر 4 | 1:59 ص

      زائر 4 صح

      كلامك تريليون بالميه صحح
      عدددل كلامك
      أصحاب اللحي والعمااايم شيلوا ايدددكم

    • زائر 22 زائر 4 | 5:17 ص

      العقرب

      اذا الشعب فيه سنة و شيعة وتبي علمانية انجيب الك ناس اجانب تحكمنا؟؟؟!!
      المساواة هي الحل كما قالت الكاتبة في الخدمات والمحاكمات في الحقوق والواجبات
      الشغلة محتاجة ارادة و بس

    • زائر 3 | 12:12 ص

      لو كان العكس مع أنه مستحيل ان يكون

      لوكان العكس وقام احد من الطائفة الشيعية بالتعدي على الطائفة السنية الكريمة بمقال أو تعليق مع ان هذا مستحيل ان يحدث لانها ليست اخلاقنا الاساءة لاي مذهب او دين لكن لو حدث ذلك ماذا ستكون ردة الفعل وهل سيحاسب الشخص المعتدي
      مجرد سؤال خطر ببالي مع ان ذلك لا يمكن ان يحدث لاننا نتخلق بخلق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا نسيئ لاحد من اي طائغة أو دين

    • زائر 2 | 12:04 ص

      هناك موضوع مهم

      يوجد في البحرين عوائل كثيرة جدا تحمل القابا تدل بلا شك على انتسابهم لدولة معروفة إذ أن هذه الاسماء لمناطق في تلك الدولة ومشهورة ومعروفة للجميع ولا داعي لذكرها ومع ذلك نحن نحترمهم جميعا بصفتهم شركاء لنا في الوطن مع انهم من دولة اخرى ونتعامل معهم بكل ود وتفدير ولكن المصيبة انهم يستكثرون علينا وجودنا في بلدنا الاصلي ويقول بعضهم لنا اذهبوا لبلدكم الاصلي طيب احنا عايشين في بلدنا الاصلي ومن الي لازم يروح سؤال يستحق التفكير والإجابة

    • زائر 19 زائر 2 | 4:02 ص

      سلامة عمرك،،صحح معلوماتك

      الرجاء تصحيح المعلومات لديك،، نعم جميع القبائل العربية منتشرة في اغلب بلدان الخليج وبعضها منتشر الى ما هو ابعد من ذلك ،، وهنا تجد اسم العائلة مصاحبا باللقب والقبيلة ،، لذا تجد مثلا : قبيلة شمر ، منتشرة من البحرين الى السعودية والعراق وسوريا والأردن ،، ولكن ذلك لا يعني ان من ينتمي لهذه القبيلة العريقة من سكان الكويت مثلا ليسوا كويتيين !!

    • زائر 1 | 10:19 م

      الكاسر

      انتظري الرد بجيش الرد صبري
      اشوف كتاب الوسط كل ما يحطون عليهم يزيدون في التعنت

اقرأ ايضاً