العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

بادروا بالرصد للحد من المضاعفات

حبائل السكر توقع بالعين ... د.الموسوي للمرضى:

خلال مطاردتنا للسكري في عروق الجسد وخلاياه، أيقنا بأنهُ جانٍ، ولكننا لازلنا في طور الكشف عن المَجني عليهم. إذ يفتك السكري في كل يوم بالعديد مِن أجهزة الإنسان، بعضها ظاهر و بعضها مستتر.

ولرصد تأثيراته السلبية على العين والجهاز البصري التقينا باستشاري طب وجراحة العيون الدكتور جلال الموسوي وأكد أن حوالي 20 - 30 % من رواد مركز الموسوي للعيون هم ضحايا لمضاعفات السكري البصرية.

فتك السكر يزعجنا

يؤكد د.الموسوي بأن مضاعفات داء السكري على العين هي الأكثر شيوعاً مقارنة بتأثيراته على الكلى، وتصلب الشرايين والقدم السكرية. وعلل ذلك بأن الضرر يقع على الأوعية والشعيرات الدموية التي تمتلك منها شبيكة العين الملايين.

وقال إن تلف الشعيرات أو ترشيحها للسوائل والدهون أو حتى انسدادها قد يؤدي إلى ظهور أوعية جديدة تنمو على سطح الشبكية سرعان ما تنفجر وتنزف وتؤدي إلى التلف الدائم والعمى لا سمح اللّه. إلى جانب إن المياه البيضاء والسوداء هي أكثر ملازمة لمرضى السكر من الآخرين.

منوهاً على إن السكري من النوع الأول - الذي يصيب الأطفال- هو الأكثر بطشاً على صحة العين لحدوثه في سن مبكرة، ولكنه قيد السيطرة إذا تلقى المريض الرعاية الصحية المناسبة. مرجعاً ذلك للفحوص المبكرة التي تُجرى في المراكز الصحية في البحرين، مشيداً بهذا الإجراء ودوره في إكتشاف وعلاج الكثير من الحالات قبل تفاقمها.

وحين سؤاله عن ما إذا مرت عليه حالات عمى أو فقد حاد في البصر جراء مضاعفات السكري، أجاب: « ما زال مرض السكري يفتك بالنظر، فتقف حائرا دون أن تستطيع فعل شيء لمريض فقد النظر من مضاعفات السكر وبالخصوص إذا كان السبب يعود لعدم وصول الدم إلى شبكية العين وإنسداد الشرايين التي تؤدي لتلف العصب البصري».

مشيراً إلى أن أصعب الحالات التي تواجه طبيب العيون تكمن في وجود المياه السوداء وإعتلال الشبكية وفي هذه الحالة لا تصل الدماء إليها ضمن الدورة الدموية وكذلك ينقطع عنها الأوكسجين، مما يجعل النظر ضعيفاً.

لا علاجات جذرية

واستدرك قائلاً: «أن تقدم التقنية الطبية لا يقيد أيدينا كأطباء أمام المُعضلات، فهنالك تطور مستمر في مجال الكشف والعلاج، حيث أمّكن تصوير قاع العين وأخذ صور مقطعية للشبكية في ثوانٍ معدودة».

ولا زال «العمود الفقري» لعلاج مضاعفات الشبكية كما يصفه د.الموسوي هو العلاج من خلال الليزر، فهنالك الليزر السريع والمنتظم (باسكال) والذي يتكون من عدة نبضات من الليزر تصل إلى 20 نبضة في كل طلقة ليزر مما يقلل مدة العلاج والألم.

مضيفاً على أن الحقن الطبية هي التطور اللافت في العقد الأخير، وذلك لمساهمتها في تقليل ترسب الماء والدهون على مركز الإبصار دون الإضرار بالخلايا. حيث تُحقن مباشرة في العين وتؤتي نتائج سريعة، إضافة إلى انها تقلل من نسبة حصول النزيف مثل إبرة «الأفسين» و»لوسنتوس».

إلى ذلك أشاد د.الموسوي بالتطور السريع لجراحة الشبكية من حيث دقة العدسات والميكروسكوبات المستخدمة مع الأجهزة اللازمة لإزالة الجسم الزجاجي المتناهي في الصغر، حيث يصل حجمها لحجم الإبرة مما يقلل فترة النقاهة ولاتحتاج إلى خياطة. لافتاً إلى إن جميع العمليات السابقة تكون تحت تخدير موضوعي.

وشدد في حديثه بأن الحزم العلاجية الموجودة ليست جذرية لمضاعفات السكري على العين، وقال: «أغلب البرامج العلاجية الموجودة هي علاجات ترقيعية، تحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من الجهاز البصري». وعليه يشدد د.الموسوي على فاعلية الوقاية والحذر من مضاعفات السكري إلى جانب عدم التأخر أو إهمال العلاج، وذلك لكون العلاج في مراحله المُبكرة أسهل و يُعطي نتائج أفضل.

وحول أفضل توقيت للفحص والعلاج قال: «الوقت المناسب للعلاج يعتمد على حسب المراحل التي وصلت لها المضاعفات، ففي كل مرحلة هنالك علاج خاص، ولكن في الغالب يستمر العلاج من عدة شهور إلى عدة سنوات، فمضاعفات السكري مُزمنة.» مشيراً إلى أن مضاعفات السكري بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بوتيرة أسرع، فبعد أن كانت المضاعفات تظهر على جسد المريض على مدى خمس سنوات أصبحت تظهر في عدة أسابيع فقط.

إفحص دورياً.. و عش صِحيّاً

وحتى لا تتفاقم المضاعفات على المصابين بداء السكري من النوع الثاني (كبار السن، والبدناء) ينصحهم د.الموسوي بإجراء فحوص العين وقاع العين دون تأخير، ثم المواظبة على إجراءها بشكل سنوي في حالة سلامة العين؛ لأن نسبة اعتلال الشبكية تبلغ حوالي 20 % عند حديثي الإصابة بالسكري.

مضيفاً «أما فيما يتعلق بمرضى السكري من النوع الأول والذين عادة هم من الأطفال فيجرى لهم فحص الشبكية بعد 5 سنوات من الإصابة أو في سن البلوغ».

أما بالنسبة للحوامل واللاتي تصاب نسبة منهن بسكري الحمل، فيؤكد د. الموسوي على ضرورة خضوعهن لفحوص في الأسبوع الـ 28 من الحمل للتأكد من خلو العين من أي مضاعفات، إلى جانب مراعاة الفحص الدوري المبكر للشبكية والسكر ومراعاة تنظيم السكر في الدم في فترة الحمل.

وأوضح: « في الحمل يتحول جسم المراة إلى مصنع يعمل بأقصى كفاءة مما يؤدي إلى إرتفاع نسبة السكر حتى مع غير مريضات السكري».

ويعود د. الموسوي ليؤكد ضرورة الحفاظ على السكر في مستوياته الطبيعية عبر المتابعة مع طبيب السكر، بالإضافة للمتابعة مع طبيب مختص بالشبكية للفحص الشامل مرة في السنة على الأقل، يوازيها الإلتزام بالعادات السليمة كالدوام على رياضة المشي وشرب السوائل والنوم المنتظم.

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً