العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

د. الظن: لا تكونوا ضحايا شهوة الطعام

داعياً للتعرف على داء السكري و طرق السيطرة عليه

استشاري الأمراض الباطنية و الغدد الصماء في مستشفى ابن النفيس د.علي الظن رفضاً قاطعاً أن تدمر شهوة الطعام البرامج العلاجية التي يرسمها لمرضاه. ويحرص على تأصيل ثقافة الغذاء الصحي معهم ليساند الغذاء السليم العلاج للوصول لأفضل حالة صحية.

د. الظن استشاري علاج داء السكر والسمنة وهما المرضان اللذان قلّما ينفصلان، فقد يسبق أحدهما الآخر لجسم المريض والسابق لا ينسى تقديم الدعوة للاخر التي قد يلبيها في أي لحظة.

ويشدّد على أهمية أن يتعمق مريض السكر في فهم هذا الداء، وقال: «يجب على مريض السكري أن يفهم الداء أكثر من الطبيب نفسه».

“الوسط الطبي” التقت د. علي الظن للتعرف على فلسفته تجاه دور التغذية في إسناد البرامج العلاجية لمرضى السكري. فاستهل حديثه قائلاً: “داء السكر يصنف إلى عدة أصناف أكثرهم شيوعا هما : السكري من النوع الأول وهو الذي يصيب الإنسان في سن مبكرة وتشكل نسبة الإصابة به عالمياً حوالي 10 % ، أما الثاني فهو داء السكري من النوع الثاني الذي تشكل نسبة الإصابة به حوالي 90 % ويرتبط معظمه بزيادة الوزن”.

وواصل: “بما أن زيادة الوزن تتحمل مسؤولية كبيرة في الإصابة بالسكر، فبديهياً كحل وقائي يتوجب الحفاظ على وزن مثالي لتجنب الإصابة بالمرض أو التقليل من عوامل الإصابة به إلى الحد الأدنى. كما أن تنزيل الوزن في حد ذاته يساند البرامج العلاجية لدى المصابين بالداء”.

إحذر لسانك

وقال أن الحصول على الوزن المثالي أو الحفاظ عليه يستلزم تغذية سليمة، وممارسة نشاط بدني. وأضاف: “للتعرف على التغذية السليمة يجب الإبتعاد عن مصادر الدهون العالية، والسكريات المرتفعة. وفي سبيل ذلك يجب أن يتعرف الفرد على مادة السكر ومصادرها المختلفة جيداً وهي ما تعرف أيضا بواحدة من السموم البيضاء”

وأوضح: “يأتي السكر بصور متعددة ومن مصادر متعددة أيضاً، فالكربوهيدرات مصدر رئيسي للسكر تجده في السكر الخام المعروف للجميع، ودقيق القمح وهو مصدر معقد للسكر يأخذ الجسم وقتاً لفك شفرته وتحليله”.

ويأسف استشاري السكر لإنصياع الكثير لألسنتهم التي تتحكم في اختيارهم للأطعمة، وقال: “حينما يتذوق الإنسان الطعام عالي السكر أو الدهون أو الأثنين معاً فيجد الطعم حلواً فيختاره كغذاء. وحقيقة الأمر أن حلاوة هذا الطعام لا تتجاوز سطح الفم فالبراعم التي في اللسان هي التي تعطي ذائقة الطعام، وبمجرد أن تتجاوزها يعمل الجسم على تحليل الطعام لمكوناته الأساسية ليستفيد منه في عملياته ليبدأ رحلة المعاناة مع ما اعتقد الانسان إنه طعام لذيذ”.

اعرف السكر

وبيّن أننا نستطيع أن نستفيد من أنواع كثيرة من السكر موجودة في الأطعمة بدون أن تحدث ضرراً في أجسامنا مثل السكر الموجود في دقيق القمح الأسمر الذي يقل كلما كثرت نسبة نخالة القمح في الدقيق والتي تعمل أيضاً على تقليل امتصاص السكر في الأمعاء.

ونبه على ضرورة التعامل مع المنتجات التي تعتبر منخفضة السكر أو خالية السكر بحذر. وأوضح: “أستطيع أن أعبر عن عبارة “خالي من السكر” على بعض المنتجات بالخدعة الكبيرة. فالمصنع قد لا يضيف السكر في المنتج لكنه يحوي دقيق القمح والدهون، وبذلك يضم المنتج السكر في صورة الأخرى”.

وشدد على أهمية أن يتلقى الجميع المعارف الطبية الموجهة للناس من مصادر موثوقة وبطرق فنية تتمتع بالقدرة على إيصال الأفكار بسلاسة. وقال: “أمامنا كأطباء وعاملين في الحقل الطبي تحدي كبير في نشر الثقافة الطبية خصوصاً مع عصر ثورة المعلومات المتسارع النمو والمتعدد الأدوات”. واستدرك: “رغم المميزات المتاحة أمامنا إلا أننا نقف قبال بعض السلبيات عبر نشر سيل من المعلومات الطبية والصحية مجهولة المصدر والتي تحوي كثيراً من الأخطاء وتشكل ثقافة طبية خاطئة لدى الناس”.

ودعا العاملين في الحقل الصحي والإعلامي لبناء تحالف لنشر ثقافة صحية صحيحة بأساليب فنية وسلسلة.

وحذر د. علي الظن في نهاية اللقاء من اللجوء لعلاج السكر بالخلايا الجذعية في الوقت الحالي، وقال: “لا زال هذا النوع من العلاج في مراحله التجريبية ولم يقر كعلاج. لذا أنصح بعدم التسرع وقبوله كبرنامج علاجي”.

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً