العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

الأزمة الصدرية (الربو)

الدكتور فيصل الناصر - رئيس قسم طب الأسرة و المجتمع بجامعة الخليج العربي 

28 أكتوبر 2015

من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الجهاز التنفسي والمتسببة بنوبات متكررة من صعوبة التنفس. ويقدر المصابين بــ 300 مليون شخص مؤديا لوفاة شخص بين كل 250 وفاة حول العالم.

معظم حالات الربو ناتجة عن ازدياد الحساسية لدى المصاب من المحسسات المختلفة, فعند دخولها إلى رئتي المصاب أثناء التنفس يتم التفاعل بين الجسم وتلك المواد بشكل سريع يقوم على إثرها الجهاز التنفسي بإفراز كمية كبيرة من المخاط معً حدوث ضيق في مجرى الهواء المؤدي إلى تقليل كمية الهواء و الاحساس بضيق التنفس وزيادة السرعة المؤدية إلى صفير الصدر وقد تنتهي النوبة خلال دقائق أو تستمر إلى أيام. إلا أن معظم المصابين بالربو قد لا يشكون من أية أعراض بين النوبات.

أنواع الربو:

النوع التحسسي: ويشكل 90 % من الحالات وهو يصيب الأطفال بصفة مميزة ومعظم المصابين يكون لديهم حساسية أخرى في الجسم كالأكزيما أو حساسية الأنف.

وتختلف المحسسات في أنواعها، فمنها مخلفات حيوانات المنزل الأليفة وشعرها أو البكتيريا المستوطنة على جلودها وريش الطيور وطلع النباتات والمنظفات الكيمياوية والعطور والبخور والعود وكذلك بعض الأطعمة كالمأكولات البحرية والمكسرات كالفستق والموز والطماطم وكذلك الخيوط المنبعثة من السجاد الأرضي (وخصوصا الموكيت) أو بعض أنواع الميكروبات الدقيقة التي تستوطنها. في هذا النوع من الربو قد تكون النوبة خفيفة أو شديدة وعادةً ما يشكو الأطفال من السعال الناشف المزمن خصوصا أثناء النوم وبعد المجهود العضلي. إلا أن هذا النوع من الربو يخف تدريجياً مع ازدياد عمر الطفل وقد يختفي عند البلوغ.

الربو الغير تحسسي أو الداخلي: وهو أقل شيوعاً ويحدث بعد سن الأربعين وهو لا يستفز بالمحسسات بل قد يحدث بسبب التهابات فيروسية في الجهاز التنفسي أو بعد ممارسة الرياضة أو استخدام بعض الأدوية (كالأسبرين) والدخان والسجائر أو تلوث البيئة الناتج من المصانع كمصانع الأسبستوس.

في كلا الحالتين فإن شدة نوبة الربو تزداد عند توافر عوامل عدة، منها السمنة ونقص المناعة وعدم الالتزام بالطعام الصحي ودرجة نظافة البيئة المحيطة بالمصاب.

العلاج:

إن من أهم أساسيات العلاج هو استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب والتي تخفف من التحسس وتحسن التنفس لدى المريض مما يمكنه من القيام بأعماله ونشاطاته بصفة طبيعية. ولكن لتجنيب المريض من النوبات المتكررة أو التخفيف من حدتها، فعليه الوقاية عن طريق الابتعاد عن المحسسات المذكورة أعلاه. كما ينصح بالتخلص من الحيوانات من المنزل وعدم مقاربتها و إزالة السجاد واستبداله بالسيراميك أو الرخام، والمحافظة على النظافة من الاتربة وزيادة تهوية المنزل بفتح الشبابيك والسماح للشمس بالدخول وتجنب المسببات وتجنب الجو المغبر والوقاية أثناء مواسم طلع النباتات.

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً