العدد 4807 - الأربعاء 04 نوفمبر 2015م الموافق 21 محرم 1437هـ

من وحي مهرجان الزرقاء الدولي للشعر

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«نرحب بالبحرين، المركز التقدمي الذي ضرب أجمل وأروع الأمثلة في التقدم والتنوُّر ومازالت، فصارت ندى مضيئا يدحر تصحر الخليج». هذا ما قاله مدير بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني، حين رحب بالبحرين خلال افتتاح مهرجان الزرقاء الدولي الأول للشعر، وهو ذاته ما كان يقوله بعض العرب المشاركين، ممن يعرفون دور البحرين التنويري والثقافي في المنطقة منذ وقت مبكر، وهو بعض ما أسمعه عن موطني في كل مهرجان شعري أدعى له فألبي الدعوة وأكون الصوت القادم من بلادي الحبيبة.

كلام كهذا وشهادات كهذه تجعلنا نشعر بغصة ونحن نشهد ما آل إليه المشهد الثقافي البحريني؛ فلم تعد البحرين نشطة في فعالياتها التي عرفت بها، وفي مطبوعاتها التي أسست للبحرين سمعة طيبة في مجال الصحافة الثقافية كمجلة كلمات، ومجلة أوان، ومجلة ثقافات وكتابات وغيرها من المطبوعات التي توقفت والتي كانت تصدر عن عدة جهات رسمية وأهلية.

حين يسألني أحد الشعراء أو الكتاب أو المبدعين في أي مجال من إخواننا العرب عن هذه المطبوعات تسبق إجاباتي تنهيدة حسرة، فلا نحن نعرف أسباب توقفها الحقيقية وأسباب محاولة استبدالها بغيرها، إن كان الجواب هناك غيرها، ولا نحن نعرف أسباب عدم إعادتها إلى المشهد الثقافي المحلي والعربي الذي يفتقدها بشدة.

هذه الأسئلة وهذا البحث لا يعني أبداً تجاهل المطبوعات الموجودة حاليّاً كمجلة البحرين الثقافية التي استطاعت طوال فترة وجودها أن تحفر لها اسماً يصل إلى أوساط العالم العربي وهوامشه، لكن مجلة واحدة لا تكفي لسد الثغرة التي كوّنها اختفاء غيرها.

هذه الأسئلة ذاتها وهذا البحث أثير أيضاً في ندوة أقامتها صحيفة «الوسط» في الأسبوع الماضي حين تساءل الحضور: أين النقد البحريني من المشهد، وأين الناقد الذي لم يعد موجوداً كالسابق؟ فكان جزء من الجواب هو عدم وجود المنبر المشجع لهؤلاء النقاد من مطبوعات وغيرها.

المشهد الثقافي البحريني اليوم موجع وموجوع، فلا مهرجانات تذكر إلا في المجالين المسرحي والسينمائي، بينما أقفلت أبواب مهرجانات الشعر وملتقيات النقد والفكر والسرد العربية، لا مهرجانات ولا فعاليات عربية أو حتى محلية إلا تلك التي تقام بجهود فردية وتقتصر على جانب معين بينما تغفل بقية الجوانب.

فهل تعود البحرين إلى سابق عهدها، وتفعّل مكانتها الثقافية، وهي التي لا ينقصها مثقفون أو كتاب أو شعراء أو أدباء أو فنانون، ولا تنقصها المطابع أو الصحافيون لتعود ببهائها السابق ثقافيّاً وإبداعيّاً وتقدماً؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4807 - الأربعاء 04 نوفمبر 2015م الموافق 21 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً