العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ

“ملهمة العاطفة والحب والسلام” رهام الرشيدي: تعالوا نتصالح مع.. “الأنوثة”!

قبل سنوات مضت، اكتشفت (طاقة الذكورة) لديها فبدأت رحلة تصالح مع الأنوثة، واليوم هي أكثر اتزاناً وتقدم العديد من المواد التوعوية للسيدات اللاتي يبحثن عن طرق صلح مع ذاتهم وأنوثتهم وحياتهم.

ميزة هذا اللقاء، أنه مع ضيفة تميزت في مخاطبة المجتمع الخليجي بشكل خاص و العربي عموماً... وما المتوقّع من استشارية ومدربة في مجال رفع الوعي الأنوثي حين نسألها عن حاجة مجتمعاتنا إلى الدفء العاطفي واستقرار الأسرة لتجيب بالقول :”ندفع ثمنًا باهظًا لانعدام التوزان بين الأنوثة والذكورة و...”، حتى لا نفسد عمق الإجابة نتابع هذا الحوار مع الاستشارية والمدربة الكويتية المتميزة رهام الرشيدي:

بوعي وبدون وعي... تغفل!

نعيش في مجتمعات تحتاج إلى جرعات الدفء العاطفي واستقرار الأسرة، هل ترين أن المجتمع الخليجي والعربي لا يزال يهمل هذا الجانب؟

رهام: في البداية شكرًا لكم على اهتمامكم بما أقدم ومبادرتكم لأن أكون معكم في الإصدار الأول من مجلة “بيللا” التي نتمنى لها التوفيق والنجاح، وإجابةً على السؤال أقول :”نعم... أعتقد أن مجتمعاتنا تغفل بوعي أو بدون وعي الكثير من الأنوثة في حياتنا اليومية، وتقيم علاقة أكثر قوة ومتانة مع الذكورة، فمثلاً في مجتمعاتنا تُحترم المهن الذكورية مثل الهندسة والطب ولكن المهن الأكثر أنثوية لا تُحترم ولا تُقدر مثل الفن والإخراج من باب المثل بالشيء... أعتقد أننا بحاجة لأن نعيد توازن بين الأنوثة والذكورة، فالتطرف في أحدهم بعيدًا عن الآخر يجعلنا ندفع الثمن، وضريبة التطرف في الذكورة أن تكون دولنا محل نزاعات ودمار وقتل، وهذا كله يرجع بسبب ارتفاع طاقة الذكورة لدى الإنسان سواء رجل أو امرأة.

تصالحت مع (الأنوثة)

إذن، من واقع تجربتك المميزة في عملك... كيف تتمكنين ويتمكن المتخصصون في مجالك من تقديم رسالة إنسانية اجتماعية ناجحة ومؤثرة؟

رهام: نتمكن من ذلك عندما نعي القيمة الحاكمة وراء الأعمال التي نقوم بها، واسمحوا لي هنا أن أضرب مثالًا عن تخصصي وهو رفع الوعي الأنثوي، حيث يعتقد البعض عندما يقرأ تسمية مدربة في الأنوثة أن الأنوثة حالة رفاهية كمالية وأنه من غير المجدي والنافع أن نضيع أوقاتنا في الحديث عن هذه الأمور التي تعتبر كمالية وليست جوهرية، فكيف أستطيع الوقوف أمام هذا المتلقي بكل ثقة واتزان واستقرار وأقنعه بعمق رسالة الأنوثة ما لم أكن مقتنعة تمام الثقة بأهمية هذه الرسالة؟ هذا الإيمان يأتي من تجربة شخصية قبل أي شيء... عندما عرفت قبل سنوات ماضية أن طاقة الذكورة لدي أعلى ثم بدأت رحلة تصالح مع الأنوثة واليوم هي أكثر اتزاناً لدي وأقوم بتقديم العديد من المواد التوعوية للسيدات اللاتي يبحثن عن طرق صلح مع ذاتهن وأنوثتهن وحياتهن.

منهج إلكتروني مع 1000 سيدة

لكن بصراحة... ما هي أكثر المشاكل الاجتماعية والأسرية التي تجدين صعوبة في تشخيصها والتعامل معها وعلاجها؟

رهام: كوني مدربة في التنمية الذاتية ومدربة في إدارة الحياة فلدي مساحات معينة أتحرك فيها، وإذا ما واجهت مشكلة في مساحة أخرى غير متخصصة بها فأنا أعتذر مباشرة من الشخص الذي أمامي وأوجهه لأن يأخذ المساعدة من شخص متخصص... أذكر مثلًا بعض الحالات التي لا أستقبلها مثل الاكتئاب أو الإدمان فهذه حالات تحتاج لمتخصصين في مجالاتهم، لذلك لا أقوم بتقديم المساعدة لهم كي لا أضرهم! أما لو أتاني شخص لديه مشكلة سلوكية ويريد تغييرها وهو مستعد لمساعدة نفسه فأنا أملك القدرة والثقة لأن أساعده في رحلته في تنمية ذاته.

ولأنني أتخصص بشكل أكبر في مجال الأنوثة وحب الذات، فقد بدأت رحلتي منذ سنوات بأمسية قصيرة وعميقة انتقلت بعدها لمنهج إلكتروني متكامل، وهذا المنهج تشارك فيه اليوم أكثر من 1000 سيدة من مختلف دول الوطن العربي والنتائج جدًا رائعة ومرضية.

مسك الختام... غير صحيح

يقال إن الشعب الخليجي من أكثر الشعوب التي تعاند في تطبيق مفهوم التفكير الإيجابي... هل هذا صحيح؟

رهام: لا أتفق مع هذه المقولة بل أعتقد أن الخليجيين شعوب طيبة جدًا، وقد زرت أكثر من ثماني مدن في دول الخليج ولم أجد إلا الطيبة والانفتاح للخير والتلقي والاستعداد للتطور ومواكبة التغيير، وهناك الكثير من النماذج الخليجية الرائعة في جميع المجالات وليس فقط في مجال التنمية الذاتية.

بورتريه رهام الرشيدي:

خريجة جامعة الكويت – كلية الهندسة والبترول 2007.

متزوجة وأم لثلاث بنات.

مدربة في إدارة الحياة معتمدة من المعهد البريطاني ECI ومن شركة فرانشايز الراشد.

مرشدة علاقات زوجية معتمدة من الدكتور مصطفى أبو السعد.

مرشدة وتربوية لمرحلة الطفولة معتمدة من الدكتور مصطفى أبو السعد.

مدربة في التنمية الذاتية منذ العام 2012 حيث دربت ما يزيد عن 2500 متدربة *تسعى لرفع وعي المتدرب نحو الجانبين العضوي والنفسي من الصحة الجسدية.

تهدف لتمكين المتدرب من خمسة مفاتيح للتشافي على البقاء في دائرة الصحة النفسية والعضوية، وقد شارك في الدورات المخصصة لهذا المجال خلال 2013 - 2014 ما يزيد على 500 متدرب ومتدربة من مختلف دول الخليج.

تقدم المحاضرات التوعوية العامة في مجال الأنوثة وحب الذات والعلاقة الزوجية، ويشارك في هذه المحاضرات أعداد من المهتمين تصل إلى المئات من السيدات والفتيات في منطقة الخليج العربي.

العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً