العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

رضا: آلمتني ركبتي فعالجت حوضي!

د. ناصر للمعالجين الطبيعيين: شخّصوا الحوض جيداً

نسمع كثيراً عن التشخيص الخاطئ للأمراض وتداعياته على صحة المريض، فمثلاً تتردد على الطبيب لألم في ركبتك فيشخصه الطبيب بأن لديك مشكلة في غضاريف الركبة وعلى أساس ذلك تخضع لبرامج علاجية تعالج العرض من دون المرض. وبعد انتهاء العلاج المطلوب يعود مسلسل الألم كسابق عهده، بل قد يزداد بشكل ملحوظ، فيراودك الشك في الأمر. فتزور طبيباً آخر سعياً للوصول للعلاج المناسب فيمنحك تشخيص آخر مختلف تماماً عن التشخيص الأول، ويكشف مصدر الخلل الذي يقع في الحوض وليس الركبة، ويقدم لك برنامجاً علاجياً آخر تزول معه الآلام وتشفى تدريجياً.

هذه الحوادث تحدث بين حين وآخر، ولكنها تنغمر في طيات بحار من الحكايات، ينساها الناس ربما... ينساها الطبيب المعالج ربما... ولكنها تبقى في ذاكرة المريض.

رضا علي (39 عاماً) يبدأ حكايته قائلاً: «كنت أعاني من الآم في الركبة وصعوبة في الجلوس بوضعية القرفصاء منذ العام 2014، وترددت على أحد الأطباء الذي شخّص مشكلتي بأنها مشكلة في غضاريف الركبة، وأخبرني بأن الحل الوحيد هو خضوعي لعملية تنظيف غضاريف الركبة».

خضع رضا للعملية وخضع بعدها لـ 35 جلسة علاج طبيعي، ولكن الألم لم يختفِ، بل ازداد، كما أصبحت لديه مشكلة جديدة وهي تيبس مفصل الركبة وهو أشبه بـ «قفل يقيد الركبة»، التي لا يستطيع معها المريض تحريك المفصل، ما حدا به للرجوع مجدداً للطبيب فوصف له إبرة ولكنه لم يستفد على رغم ذلك.

ويواصل حديثه: «أرشدني أحد الزملاء للدكتور حسين ناصر، الذي شخّص مصدر الألم من المفصل، الذي بين العمود الفقري والحوض، وليس من الركبة، كما توقعت، وعلى إثر ذلك خضعت لـ 5 جلسات علاج طبيعي، ولله الحمد من أول جلسة خف الألم بنسبة 95 %».

وتعليقاً على الأمر، حاورنا استشاري العلاج الطبيعي الدكتور حسين ناصر للاطلاع أكثر على الحالة، فقال: «حالة رضا لم تكن أول حالة نواجهها من النوع ذاته، فيأتينا في عيادة «علاج» حالة كل أسبوع تقريباً وغالبيتها حالات غير مشخصة بشكل صحيح».

وعلل ذلك بوجود قصور لدى مختصي العلاج الطبيعي في تقييم عضلات الحوض، مؤكداً أن هنالك مشكلات في الظهر والحوض والركبة يكون مصدرها الحوض، وبالتالي على المختصين ألا ينظروا لمصدر الألم فقط في حالة التشخيص، فهنالك احتمال كبير أن يكون مصدر الألم جزء آخر من الجسم غير الجزء العليل الظاهر، فأعضاء الجسم مترابطة فيما بينها.

ويحرص د. ناصر دائماً على إجراء فحوص إكلينيكية دقيقة وإعادتها أكثر من مرة حتى يستطيع تشخيص الحالات بشكل أدق، وبالتالي يعالج المريض بطريقة صحيحة.

وفي حالة رضا، شخّص د. ناصر آلام الركبة بأن مصدرها المفصل الذي بين العمود الفقري والحوض، فكانت وضعية الحوض لدى المريض (منخفضة قليلاً)، وعليه تقرر خضوعه لجلسات علاج طبيعي وإجراء تحريك مفصلي في منطقة الحوض.

وأوضح د. ناصر: «خضع رضا لخمس جلسات، بمعدل 3 مرات في الأسبوع، ولله الحمد من أول جلسة مع التحريك المفصلي انخفض الألم بمعدل 95 %، أما في الجلسة الأخيرة فقد اختفى الألم نهائياً، بحسب أقوال المريض، الذي تحسنت حالته كثيراً، وأصبح قادراً على الجلوس بوضعية القرفصاء من دون ألم».

وقال إنه زوّد رضا ببعض التمارين العلاجية المنزلية التي تهدف إلى تقوية عضلات منطقة الحوض، إلى جانب إعطائه حزاماً للحفاظ على الوضعية الطبيعية لمفصل الحوض لارتدائه لمدة 3 أسابيع.

وحول الأسباب التي تؤدي لاختلالات في الحوض، بيّن د. ناصر: «غالباً ما تنتج مشكلات الحوض نتيجة الجلوس لفترات طويلة، عدم ممارسة الرياضة، ضعف العضلات، بعض الحوادث، إضافة إلى التغيرات التي تحدث في جسد المرأة أثناء الحمل والولادة».

وختم اللقاء بنصحه للقراء بأهمية المحافظة على عضلات الحوض ومراعاة أهمية تأهيل عضلاته، ونصح اختصاصيي العلاج الطبيعي بأهمية تقييم منطقة الحوض بطريقة صحيحة للحصول على أفضل النتائج.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً