العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

نقص فيتامين «د» الكساح (2-1)

د. منصور رجب- استشاري أمراض الأطفال أستاذ مشارك كلية الطب جامعة الخليج العربي عيادة ابن سينا التخصصي 

29 نوفمبر 2015

أولاً: ما هو فيتامين «د»؟

يعتبر فيتامين «د» من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويتم تخزينه في الأنسجة الدهنية للجسم، وبالتعاون مع هرمون الغدة الجار درقية يعمل فيتامين «د»، وبشكل فعال، على تنظيم توازن مستوى الكالسيوم والفوسفات في الجسم. ويساعد الفيتامين «د» على تزويد العظام بالمعادن وتقوية الهيكل العظمي.

المصدر الرئيسي لتزويد الجسم بفيتامين «د» هو الشمس، حيث تزود الجسم بأكثر من 90 % من حاجته لفيتامين «د»، عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس تقوم الأشعة فوق البنفسجية ( Ultraviolet B UVB) بمده بالفيتامين.

يحتاج جسم الإنسان للتعرض للشمس لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً إذا كان من ذوي الجلد القاتم، ويحتاج ذوو الجلد الفاتح لمدة لا تقل عن 15 دقيقة يومياً. ويعتبر الوقت من الساعة العاشرة صباحاً إلى الرابعة مساءاً من أفضل الأوقات للحصول على فيتامين «د» من الشمس، ويكون بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، وبالتالي التعرض للأشعة من خلف زجاج السيارة أو نوافذ المنزل غير كافٍ. ولقد أظهرت الدراسات العلمية أن أقل مساحة ممكنة من الجسم هي الوجه والكفين. وبالتالي عدم التعرض الكافي للشمس يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لنقص فيتامين «د».

هناك أطعمة غنية بفيتامين «د» مثل زيت السمك (السلمون، التونة والسردين)، كبد الحوت وصفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة بفيتامين «د»، ولكن تبقى الشمس هي المصدر الرئيسي لفيتامين «د». ويحتاج الإنسان عادة ما بين 400 و600 وحدة يومياً.

ثانياً: لماذا نحتاج إلى فيتامين «د»؟

يساعد فيتامين «د» على امتصاص الكالسيوم والفوسفات الموجود في الغذاء، ويحتاج الجسم للكالسيوم والفوسفات من أجل قوة وصحة العظام، كما يلعب فيتامين «د» دوراً أساسياً في تقوية جهاز المناعة، وبالتالي الحماية من الأمراض المعدية. كما يلعب فيتامين «د» دوراً أساسياً في المحافظة على قوة العضلات، ولقد أثبتت الدراسات دور فيتامين «د» في الوقاية من مرض السرطان مثل سرطان القولون، الثدي والبروستات، والوقاية من أمراض القلب. كما يحافظ على التوازن البيولوجي والحالة النفسية. ولقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين «د» والإصابة بالنوع الأول من السكري.

ثالثاً: من هم الأكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين «د»؟ وما الأمراض المسببة لنقص فيتامين «د»؟

زيادة في الاحتياج:

الحمل والرضاعة الطبيعية: تحتاج الأم الحامل في فترة الحمل إلى كميات أكبر من فيتامين «د» بسبب احتياج الجنين لتكوين عظام صحية، يعتمد الطفل الرضيع في الأشهر الأولى بعد الولادة بشكل أساسي على فيتامين «د» عن طريق حليب الأم، وبالتالي الأم المرضعة المصابة بنقص فيتامين «د» لا تستطيع تزويد الرضيع بالكمية الكافية من الفيتامين.

الأطفال في مرحلة النمو: تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل في حياة الإنسان، والتي سوف تحدد مدى قوة وصحة وصلابة العظام في مرحلة الشباب والشيخوخة، فكلما كان تطور العظام في هذه المرحلة المبكرة من العمر صحياً وسليماً كلما كانت العظام أكثر قوة.

عدم قدرة الجسم على تكوين الكمية الكافية من فيتامين «د»:

- عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس: من واقع تجربتنا العملية في البحرين يمكن اعتباره السبب الرئيسي لنقص فيتامين «د»، فبسبب تغير نمط الحياة وخوف الناس من التعرض للشمس، وقضاء معظم الوقت في الصالات المغلقة والمجمعات التجارية تكون النتيجة هي عدم تعرض للجسم للوقت الكافي من الشمس، ما يؤدي إلى نقص فيتامين «د»، وأكثر الحالات التي تتردد على المستشفيات والعيادات هي فئة الأطفال من عمر 6 شهور - السنتين والنساء المرضعات.

- استخدام الكريمات الواقية من الشمس والتي تحتوي على تركيز عالٍ من عامل «SPF» يقلل من امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية.

- كبار السن: كبار السن المتواجدون في مراكز الرعاية بالوالدين، أو في المستشفيات، هم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين «د»؛ بسبب عدم تعرضهم الكافي لأشعة الشمس، والسبب الآخر هو فقدان الجلد للقدرة على تصنيع كميات كافية من فيتامين «د» بسبب تقدم السن.

- المرضى الذين يستخدمون أدوية الصرع: مثل الفنتوين والفينوباربيتال والتي تمنع أكسدة فيتامين «د» في الكبد.

- الجلد الداكن: يحتاج الأشخاص من ذوي الجلد الداكن إلى فترات أطول للتعرض للشمس من ذوي الجلد الفاتح لكي يكوّن الجسم الكمية نفسها من فيتامين «د».

- النظام الغذائي النباتي.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً