العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

مرض الكوليرا وكيفية الوقاية منه

جرثومة طولها 2 ميكرومتر (أي 2 من المليون من المتر)، لا ترى إلا بالمجهر المعقد، تتسبب في وفاة نحو 120 ألفاً وإصابة 3 إلى 5 ملايين شخص كل عام حول العالم، وتؤدي إلى تأهّب منظمة الصحة العالمية وهلع في بلدان مختلفة. إنها جرثومة الكوليرا.

فلقد تفشى الوباء، حديثاً، في العراق، حيث رصدت خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 1942 حالة، وبعض الإصابات المحدودة بدول الخليج.

ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها حشّدت 510 آلاف جرعة من التطعيم لمنع انتقال الكوليرا، وتجنب تفشي الوباء إلى الدول والمناطق المجاورة، خصوصاً مخيمات اللاجئين والمشردين.

يعتبر الكوليرا مرضاً فتاكاً للغاية يتميز بالإسهال الحاد الذي يصيب الأطفال والبالغين، ويمكن أن يقتل المريض في غضون ساعات. إلا أن نحو 75 % من الحاملين للجرثومة قد لا يصابون بأية أعراض على رغم وجود البكتيريا في أجسامهم، حيث تخرج مع البراز، ويحتمل أن تتسبب في إصابة أشخاص آخرين.

وعادة ما يصيب الكوليرا البلدان الفقيرة، وتلك التي في المناطق التي تواجه حالات الطوارئ، والتي تفتقر إلى موارد مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية النظيفة.

وهناك أسباب عدة للمرض، منها تلوث إمدادات مياه الشرب، واستخدام الثلج المصنوع من هذه المياه، أو تناول الأطعمة والمشروبات التي تباع من قبل الباعة المتجولين غير المرخصين، أو تناول الخضراوات التي تم ترويتها بمياه المجاري، والتي تحتوي على نفايات وروث الإنسان، وكذلك تناول الأسماك النيئة والمأكولات البحرية، والتي تم اصطيادها من المياه الملوثة بمجاري الصرف الصحي.

تبدأ أعراض الكوليرا بالظهور سريعاً خلال بضع ساعات من الإصابة، وواحد من كل 20 شخصاً مصاباً يشكو من الإسهال الشديد المفاجئ مع القيء والغثيان مؤدياً إلى الجفاف المتسبب بسرعة دقات القلب وفقدان مرونة الجلد وجفاف الأغشية المخاطية وانخفاض ضغط الدم والعطش وتشنج العضلات ومن ثم الوفاة.

لذا، فإن الوقاية من هذا المرض خير من العلاج. وهناك خمس طرق للحماية من الكوليرا، وذلك بشرب المياه المأمونة فقط، وطبخ الطعام جيداً (خصوصاً المأكولات البحرية)، وغسل الفواكه والخضراوات جيداً قبل تناولها، ومن الأفضل تجنب ما ليس بها قشر. وفي المطاعم أكل الوجبات الساخنة والمداومة على غسل اليدين بالصابون والماء، واستخدام المراحيض النظيفة والاهتمام بنظافتها، وعدم التبرز في المياه الجارية أو الراكدة.

وعلى الحكومات توفير خدمات الصحة العامة النظيفة، مثل تحسين شبكة خدمات الصرف الصحي، وتوفير المياه الصالحة للشرب، والإشراف على المطاعم والعاملين في مجال الأطعمة، وتوفير لقاحات الكوليرا.

إن العلاج يعتمد على معالجة الجفاف بالسوائل، والمعادن المفقودة باستخدام أملاح الإماهة الفموية أو السوائل عن طريق الوريد، وإعطاء المضادات الحيوية القاتلة للجرثومة، والعمل على الحد من انتقال المرض إلى الأشخاص السليمين.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً