هل الخروج بشعرك المبلل يسبب لك المرض؟ يقول القدماء: «تناول الكثير من الطعام ليعالج نزلة البرد، وتناول القليل ليقيك من الحمى». ويعتقدون بأن «تناول حساء الدجاج» يساعد في التغلب على نزلات البرد. فهل يمت ذلك للواقع بصلة؟
حساء الدجاج:
هل يمكن لوعاء من حساء الدجاج أن يساعد في علاج نزلات البرد؟ ربما!
إذ تشير بعض البحوث إلى أن تناول حساء الدجاج قد يساعد على تخفيف التهاب الحلق، ولكن هل الخروج بشعرك الرطب سوف يسبب لك المرض في المقام الأول؟ كلا. هذه مجرد مقولة خاطئة تداولتها النساء الكبيرات في السن حول نزلات البرد. وهنالك المزيد.
عدم ارتداء المعطف يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد:
حصل جورج بيلي في فيلم «إنها حياة رائعة» على لكمة في أنفه، لكمه إياها زوج معلمة ابنته زوزو، وذلك بعد أن وجّه اللوم للمعلمة لتعرّض ابنته لنزلة برد معتقداً بأن السبب وراء ذلك هو عدم ارتدائها معطفها، ولكن هل كانت زوزو لن تصاب بنزلة البرد فعلاً إذا قامت معلمتها بغلق أزرار معطفها؟ لا بالطبع!
تعد الفيروسات مسبباً رئيسياً لنزلات البرد والحمى، وعلى رغم أنها تكون أكثر انتشاراً خلال مواسم الطقس البارد، إلا أنك معرض للإصابة بها في حال جلوسك داخل المنزل أكثر منه في خارجه. إذ إن الخروج لممارسة النشاطات الرياضية والبدنية، حتى في غير المواسم التي تنتشر فيها نزلات البرد، يساعد على الوقاية من الإصابة بالمرض.
وضع «فكس فابورب» في الجوارب الخاصة بك يساعدك في علاج السعال:
انتشر بريد إلكتروني بشكل واسع عبر الهوتميل في العام 2007، نصّ على أن وضع الـ «فكس فابورب» على أقدام الأطفال في الليل وتغطيتها بالجوارب يعد علاجاً فعالاً للسعال. وأثارت هذه المعلومة ضجة كبيرة في عالم الإنترنت.
وعن مصدر هذا العلاج «المعجزة»، ورد في البريد الإلكتروني بأن مصدر هذا العلاج المذهل هو «مجلس البحوث الوطني في كندا»، ما دفع المجلس إلى إصدار بيان ينفي وجود أي صلة له بهذه الدراسة.
يُذكر، أن «فكس فابورب» الذي يُمسح به عادة على صدر الطفل أو حلقه، يساعد على نشر الأبخرة التي تهدف للتخفيف من أعراض السعال عند استنشاقه، ولذلك فإنه يبدو غير معقول بأن يتم استعماله في جوارب القدمين! ومع ذلك، فإنه يوجد البعض ممّن شجّع هذه المعلومة ودعمها!
«أطعم نزلة البرد، وجوّع الحمى»:
يُضعف المرض شهية الإنسان لتناول الطعام أو يعدم وجودها على الغالب، وتناول الطعام الإجباري لا يساعد المريض في التغلب على المرض، ولكن ما سوف يساعد هو إبقاء الجسم حيوياً بالماء والعدد الكافي من السعرات الحرارية. إذ وجدت دراسة أجريت العام 2008 وتم نشرها في مجلة التغذية، أن الفئران التي تعرضت للأنفلونزا استغرقت وقتاً أطول للتعافي، وكانت أكثر عرضة للمعاناة من الآثار السيئة بعد أن كان يُطبق عليها نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
هل تود أن تتعرف على نصيحة القائمين على تلك الدراسة؟ امتنع عن اتباع أي حمية غذائية حتى انتهاء موسم الأنفلونزا!
الخروج بشعرك الرطب قد يعرّضك للإصابة بنزلة برد:
قد تشعر ببرودة قاسية تلفُّ جسمك حين تخرج من المنزل من دون تجفيف شعرك المبلل، ولكنك لن تشعر بأي شيء آخر عدا البرودة. فبالتأكيد، السبب الرئيسي خلف الإصابة بنزلات البرد هو إصابتك بالفيروسات المسببة للمرض. وقد تضرك تلك البرودة في حال كانت برودة جسمك قد سبّبت انخفاضاً في حرارة جسمك، وهو ما يمكن أن يجعلك عرضة للإصابة بنزلات البرد.
إذاً، الشعر الرطب أو الملابس الرطبة، لا تزيد من عرضتك للإصابة بنزلات البرد.
تناول الثوم يمنع إصابتك بنزلات البرد:
قد تُبعد رائحة الثوم أصدقاءك وزملاءك عنك، ولكن ستدفعك فوائد الثوم الصحية إلى أكله. حيث إن الثوم غني بالمواد المضادة للأكسدة، والتي تعزز مناعة الجسم ومكافحته للالتهابات. ويوصي الخبراء بإضافة فص إلى اثنين من الثوم إلى نظامك الغذائي، أو كمية صغيرة، بحيث لا تسبب الغازات أو ارتفاع نسبة الأحماض في المعدة.
وفي حال أنك تتردد في تناول الثوم بسبب رائحته، فإن تناول كبسولات خلاصة الثوم ستفي بالغرض.
العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ
