العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

كيف نعيش في جزيرة العرب

لاتزال الحياة في شبه الجزيرة العربية قاسية، فالعوامل البيئية وظروف الطقس التي نواجهها من سيئ إلى أسوأ. ارتفاع درجات الحرارة يزداد عاماً بعد آخر، والعواصف الترابية في ازدياد مضطرد كذلك.

مرضى الأمراض التنفسية غير محظوظين للعيش في هذه البيئة؛ لأنها غير ملائمة لهم في جميع المواسم، ففي الصيف يتلقفهم الغبار والعواصف الرملية وأجهزة التكييف، وفي الشتاء تأسرهم الأنفلونزا والرشح وعيدان البخور، هذا وبالطبع إلى جانب العديد من المسببات الثابتة على مدار السنة كالتغير السريع في نمط الحياة والعادات الغذائية والتعرض العالي لمسببات الحساسية في الأماكن المغلقة، دخان التبغ، ودخان المصانع والسيارات.

سنُركن العوامل البيئية على جهة؛ لأنها ثوابت لا يمكننا تغييرها، وسنفصل فيما يأتي العوامل الأخرى التي اختلقتها الشعوب وأصبحت عوامل مؤثرة على صحة الجهاز التنفسي، وفي المقابل سنعرف كيف السبيل إلى العيش معها.

التبغ

تختنق المدينة بالدخان، دخان من كل حدب، إن كنت محظوظاً بالعيش في منطقة سكنية بعيدة عن منطقة صناعية تضجُ بدخان المصانع، فلن تكون محظوظاً من النجاة من المُدخنين، فهنالك أشكال مختلفة من التدخين تتسرب في نواة المجتمع يوماً إثر آخر، وفي الوقت الحاضر يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعًا، حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية.

أضرار التدخين لا حصر لها على أجهزة الجسم، ومن أضرارها على الجهاز التنفسي: التهاب القصبات، الداء الرئوي السادّ المزمن، انتفاخ الرئة، توسُّع القصبات، وسرطان الرئتين. كما إنه يؤدِّي إلى تفاقم أمراض الرئة الأخرى، مثل الربو.

كيف نعيش معه؟

التدخين لا يعاش معه، ولذلك أصحاب الشركات المصنعة للتبغ غير مدخنين! لذا الإقلاع عن التدخين هو الحل.

الكلور

ربات البيوت لا يستغنون في تنظيف المنزل عن منظفات البلاط والكلور المبيض ومنظفات الصحون والملابس، إلى جانب مواد التلميع ومعطرات الهواء والمبيدات الحشرية، لكن يجب إدراك أن لكل منظف سابق طريقة استخدام خاصة موضحة على العبوة، فغالبية مواد التنظيف هي مواد كيميائية يجب الحرص في التعامل معها.

كثيراً من المواد المستخدمة، خصوصاً الكلوروكس، تعتبر مواد قوية تعمل على حرق الأغشية المخاطية الموجودة في الجهاز التنفسي العلوي، كما أن رائحتها القوية تعمل على تضييق القصبات الهوائية.

كيف نعيش معها؟

استخدم المنظفات الصديقة للبيئة كلما أمكن ذلك. وتجنب خلط مواد كيميائية مع بعضها بعضاً، مع مراعاة لبس كمامات واقية أثناء التعامل معها، وللحفاظ على الجلد يُراعى استخدام القفازات المبطنة بالقطن عند استعمال هذه المنظفات لكي تكون طبقة عازلة بين الجلد والمواد الكيماوية.

البخور

حرق البخور هو ممارسة ثقافية شعبية في دول الخليج العربي وأماكن أخرى، ولكنها ليست ممارسة صحية، ففي دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية كارولينا الشمالية (UNC) بعنوان «تقييم مخاطر الدخان الصادر عن البخور في الإمارات العربية المتحدة» في أغسطس/ آب من العام 2013، أثبتوا خلالها أن حرق البخور ينتج مستويات ضارة من الغازات كأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والفورمالديهايد، وبأن قوالب الفحم المستخدمة لإشعال وحرق البخور تكوِّن مستويات ضارة من غاز أول أكسيد الكربون كذلك. والأدهى أن هذه العادة تشمل 94 % من الأسر في دولة الإمارات، والتي تقوم بحرق البخور أسبوعياً داخل منازلها، على الملابس والعطور والهواء وإزالة روائح الطبخ.

وقد أثبتت دراسات سابقة للجامعة نفسها أن البخور في الأماكن المغلقة يسبب عدداً من المشكلات الصحية، بما في ذلك العين والأنف والحلق وتهيج الجلد، وأعراض تنفسية، بما في ذلك الربو والتهاب خلايا الرئة، إلى جانب الصداع، وتفاقم مرض القلب والأوعية الدموية.

كيف تعيش معه؟

أوصت الدراسة السابقة بتحسين التهوية داخل المنازل عندما يتم حرق البخور مثل فتح الباب أو النافذة لتحسين تدفق الهواء. واقترحوا أيضاً استخدام بدائل الفحم، بما في ذلك أجهزة الاحتراق الكهربائية.

المُكيف

لا تستغني بيوت الخليجين عن مكيفات الهواء، في ظل أجواء المناخ الحار، ولكن أطباء الأمراض الصدرية والربو يحذرون من تأثير التكييف على الصدر ومجاري التنفس، مركّزين على التكييف عموماً، والمركزي منه خصوصاً.

فإذا لم تتم صيانة المكيفات بشكل سليم ستكون مسكناً للفطريات وتكثر بها التكيّسات، وهذه الفطريات تعد وباءً للأشخاص الذين لديهم القابلية لاستقبالها مثل مرضى الربو، وهي أيضاً تؤدي إلى أمراض صدرية كثيرة مثل الحساسية الصدرية.

ولا يقف تأثيرها عند هذا الحد، بل إن من يعانون من حساسية في الأنف والعين هم عرضة لمضاعفات شديدة نتيجة الغازات التي تنتج عن التكييف، وإذا كان التكيّس والتعفن كبيرين في أجهزة التكييف، فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بالزكام التحسسي.

وقد يؤدي إلى حدوث التهاب عفني بالصدر إذا كان المكان ضيقاً ولا توجد به تهوية كافية، وعلى رغم كل هذه السيئات، إلا أن للتكييف ميزة وهي إخراج الرطوبة من المنزل، على رغم أنها تعد ميزة وحيدة بجانب سيئاته التي ذكرت.

كيف نعيش معه؟

المحافظة على الصيانة الدورية لأجهزة التكييف وعدم التعرض لها في حال العرق الشديد.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً