العدد 4858 - الجمعة 25 ديسمبر 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1437هـ

الشاعر المصري فاروق شوشة في سحر الكلمة

الشارقة - محرر فضاءات 

تحديث: 12 مايو 2017

في أمسية أحياها الشاعر المصري فاروق شوشة في أروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب (نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، وفي محاولة من الشاعر لمجاراة الشعراء القدامى، الذين كانوا ينتسبون إلى قبائلهم ويستمدون من ذلك النسب قوة ومكانة وحضوراً مميزاً، ينتسب الشاعر المصري فاروق شوشة في قصيدته التالية إلى الماء والشمس والريح والطوفان والبركان، إلى الطبيعة والكون والإنسانية، قال:

انتسبوا

قلنا ننتسب إلى الماء الشمس الريح الطوفان البركان

قيل انصرفوا

قلنا لم يحدث شيء كي ننصرف من أجله

قيل اعترفوا

وفي قصيدة بعنوان الليل، خاطب فيها النيل، والشيخ المحني الظهر، واشتداد ليل القهر فيما يتضمن إشارة ما إلى صياغة الوراقين المحكمة لفنون الكذب، يقول:

ألقى النيل عباءته فوق البر الشرقي، ونامْ

هذا الشيخ المحنيُّ الظهر،

احدودب..

ثم تقوّس عبر الأيام

العمر امتد

وليل القهر اشتد

وصاغ الوراقون فنون الكِذبة في إحكامْ!

وفي قصيدة أحبك حتى البكاء، كان هناك انجذاب وكان ارتواء، فما بينه وبين من يحب ليس نزواً أو اشتهاء، ولذلك هو يحبها حتى البكاء، ويقول:

وأعلم أن الذي بيننا

ليس نزواً

ولا هو محض اشتهاء

ولكن معناه فيك، ومنك

وفي لحظة جمعت تائهين

على رفرف من خيوط السديم

فكان انجذاباً، وكان ارتواء

كما قرأ عشرات القصائد مثل «الشهيد»، و «عصفور الحلم»، وقصيدة بعنوان «خدم خدم»، حيث قال عنها إنها موجهة إلى مثقفي مصر والعالم العربي، فهم بعض أسباب مأساته، ويعرف الشاعر نماذج عديدة منهم في مصر، وقال:

خدم‏...‏ خدم‏!‏

وإن تبهنسوا

وصعروا الخدود كلما مشوا

وغلظوا الصوت

فزلزلوا الأرض

وطرقعوا القدم‏!‏

خدم‏...‏ خدم

وإن تباهوا أنهم

أهل الكتاب والقلم

وأنهم في حلكة الليل البهيم

صانعو النور

وكاشفو الظلم

وأنهم ـ بدونهم ـ

لا تصلح الدنيا

ولا تفاخر الأمم

ولا يعاد خلق الكون كله

من العدم‏!‏

‏لكنهم خدم

بأصبع واحدة

يستنفرون مثل قطعان الغنم

ويهطعون علهم يلقون

من بعض الهبات والنعم

لهم‏،‏ إذا تحركوا‏‏

في كل موقع صنم

يكبرون أو يهللون حوله‏،‏

يسبحون باسمه‏، ويقسمون

يسجدون‏،‏ يركعون

يمعنون في رياء زائف

وفي ولاء متهم

وفي قلوبهم‏..‏

أمراض هذا العصر

من هشاشة

ومن وضاعة

ومن صغار في التدني

واختلاط في القيم‏!

وأوضح في قصديته أن أمثال هؤلاء الخدم مهما تلونوا وحاولوا الاختفاء وبدلوا كل ملامحهم الشكلية، فهم صغار حتى لو بان أي منهم بشكل كبير. هو في الحقيقة صغير، ولا يتوهم أن الدنيا لا تصلح إلا بأمثاله، فهذا وهم، كما أنهم بالنتيجة والجوهر والمضمون هم خدم، وخدم فقط، بالمعنى السلبي والدوني والصغير والوضيع مهما توهم من علو لشأنه، فهم خدم إذ بإمكانأصبع واحدة الاستنفار مثل قطعان الغنم، وإذا تحركوا ففي كل موقع لهم صنم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً