العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

الكثير منهم ضحايا

بالسخرية الممزوجة بالخجل في كثير من الأحيان يُخبرك المريض أنه مصاب بالبواسير أو أمراض أخرى تتعلق بأعضاء في مناطق العفة. والسخرية لا تقف عند المريض، بل تمتد للأهل والأصدقاء «فلان مصاب أجريت له عملية بواسير» والابتسامة تعلو الوجوه، وفي كثير من الأحيان تتبعها قهقهات الضحك.

يتفق الجميع على حساسية الموضع الذي أجريت فيه العملية، كما يتفقون أيضاً أنه مرض. فلماذا الضحك والسخرية واتخاذ المريض مادة للتفكه والتندر؟ فقد أصيب بمرض يحتاج لعلاج على يد طبيب وممرض أقسم على حفظ أسرار مريضه قبل مزاولة المهنة.

المرض أعلاه وأشباهه يكون مدعاة للسخرية، وهناك أمراض أخرى يعلق في صدر المصاب بها وسام العار، وخصوصاً الأمراض المنقولة بصفة رئيسية عن طريق الاتصال الجنسي، وعلى رأسها مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

المصاب بالإيدز منبوذ في مجتمعاتنا، كما أننا نخاف من الاتصال به حتى لا نصاب بالعدوى. سلوكان خاطئان مبنيان على معلومات مغلوطة أو غير موثوقة.

فلو تساءلنا: لماذا يُنبذ مريض الإيدز؟ الجواب الذي يخطر بأذهاننا سريعاً: لأنه مارس الجنس خارج العش الزوجي أو عن طريق حقن المخدرات التي يتعاطها المدمنون. لنتوقف هنا مع أنفسنا قليلاً، قد يكون المرض انتقل للمريض عن طريق نقل الدم، أو انتقل من زوج أو زوجة، أو من أم إلى طفلها. فلو كانت الإصابة من أحد هذه الأسباب، أليس من المعيب في حقنا أن نعلق وسام عار على هؤلاء الضحايا؟!

بالعودة إلى ممارسة الجنس في غير الإطار الزوجي، فهو مرفوض بشكل قاطع على المستوى الشرعي والأخلاقي والاجتماعي، فالمصاب بالإيدز عن طريق الاتصال الجنسي المحرم مأثوم، ولكن باب التوبة أمامه مفتوح، فكلما سارع في ولوجه كان قبولها أسرع كما وعد اللّه عز وجل. فإذا كان الله قد قبل توبته أليس الأجدر بالمجتمع إبقاء أبنائهم التوابين في محيطهم.

فلنتذكر أن ليس كل مريض «إيدز» مُذنباً، فكثير منهم ضحايا.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً