العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

إن بعض الدم أزرق !

يتميز دم الإنسان المحمّل بالأوكسجين باللون الأحمر الفاتح، أما الدم غير المؤكسج فيكون أحمر داكناً أو مارونياً. إذ ينتج اللون عن طريق جزيئات الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء. وعندما يلاحظ تغيّر لون الدم إلى لون آخر غير الأحمر، فإن ذلك يشير إلى وجود مشكلة صحية. فعلى سبيل المثال، قد يصبح الدم البشري بنياً أو أخضرَ نتيجة تراكم غير طبيعي لجزيئات الهيموغلوبين، وقد يفاجئك أن يكون للحيوانات دم بألوان مختلفة كالأزرق أو الأخضر أو الأصفر أو البرتقالي أو عديم اللون!

الدم الأحمر:

يعد اللون الأحمر الأكثر شيوعاً بين البشر والحيوانات. ويرجع ذلك أساساً إلى وجود الهيموغلوبين، وهو الجزيء الأحمر الموجود في البشر ومعظم الفقاريات الأخرى وبعض اللافقاريات أيضاً، ولكن تختلف درجة اللون في أجزاء الجسم المختلفة. والجدير ذكره أن الدم في الأوردة ليس أزرق، على رغم أنه قد جرت العادة بأن يتم تلوين الأوردة باللون الأزرق في الرسوم التوضيحية للدورة الدموية. وعندما نلاحظ لون الأوردة الظاهرة على سطح الجسم مثل الأوردة في أيدينا، فإنها تبدو زرقاء اللون. إذ يعد ذلك اللون الأزرق انعكاساً لعملية دخول وخروج الضوء من الجسم، ولكن الدم ليس أزرق فعلياً.

الدم الأزرق:

يحتوي دم بعض اللافقاريات على الهيموسيانين بدلاً من الهيموغلوبين. ويعمل الهيموسيانين على نقل الأكسجين مثل الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحتوي على المعادن. والهيموسيانين يحتوي على النحاس بدلاً من الحديد، ويتحول للون الأزرق في شكله المؤكسج، وعديم اللون في شكله غير المؤكسج. إذ يحتوي جزيء الهيموسيانين على ذرتين من النحاس ترتبطان معاً بجزيء واحد من الأوكسجين.

الدم البني:

بعض المواد الكيميائية في الأدوية أو المواد الغذائية قد تسبب تلون الدم باللون البني الشوكولاتي نتيجة اضطراب ميتهيموغلوبينية الدم. ويقال إن غالباً ما يكون هذا النوع من ميتهيموغلوبينية الدم حالة موروثة. ونستذكر بعض الأمثلة على المواد الكيميائية التي يمكن أن تزيد من كمية الميتهيموغلوبين في الدم، والتي تشمل البنزوكاين (مخدر) والبنزين، والنتريت (يضاف إلى اللحوم لحفظها من الفساد) والكلوروكين (دواء مضاد للملاريا). وبعض النترات الطبيعية في الأطعمة يمكن أن تسبب ميتهيموغلوبينية الدم في الأطفال في حال تم إطعامهم إياها بكثرة.

الدم الأخضر:

تحوّل الدم للون الأخضر هو حالة نادرة تسمى حالة السلفهيموغلوبين في الدم، وتؤدي إلى ظهور الدم باللون الأخضر. حيث ينضم الكبريت إلى جزيئات الهيموغلوبين في الدم ويعمل على تشكيل مادة كيميائية خضراء تسمى سلفهيموغلوبين. فيعجز جزيء الهيموغلوبين عن نقل الأوكسجين.

وعادة ما يصاب الإنسان بحالة السلفهيموغلوبين في الدم بعد التعرض لجرعات عالية من أدوية معينة وبعض المواد الكيميائية. فجرعة زائدة من السوماتريبتان مثلاً، وهو دواء الصداع النصفي، يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة، وإذا كان الشخص يعاني من حالة سلفهيموغلوبين في الدم حادة، فقد يحتاج إلى عملية لنقل الدم.

الدم الأصفر:

تملك غالبية الحشرات دماً ذا لون أصفر، أو أخضر باهت، أو عديم اللون، حتى البعوضة التي عادةً إذا ما تم سحقها يخرج منها دم أحمر، هو ليس دمها في الحقيقة وإنما هو الدم الذي جمعته من أجسام الكائنات الحية الأخرى كالإنسان والحيوان.

الدم البرتقالي:

تملك الصراصير قصبات هوائية تنقل الأوكسجين لأجزاء جسمها، وليس لها أي صبغة للجهاز التنفسي. وعادة ما يكون اللمف الدموي في الصراصير الذكور عديم اللون، أما عند الإناث اللاتي تبيض، فقد يكون اللمف الدموي برتقالياً شاحب اللون. ويحتوي جسم الصراصير على عضو يسمى جهاز الدهون، ووظيفته في الجسم هو أن ينتج البروتين البرتقالي اللون.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً