العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

الابتسامه الساحرة

د. زهرة أحمد النشابة - طبيبة جراحة الفم و الأسنان 

26 ديسمبر 2015

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ولم يعجز ويغفل سبحانه عن أدق التفاصيل المكونة لهذا الجسم البشري بمختلف أعضائه.

فها هو تجويف الفم المكون من عضلات عدة؛ أسطح، وأعضاء كاللسان، اللهاة والأسنان، إلى جانب العديد من الأنسجة، الخلايا، الغدد ومختلف المكونات، كُلن يقوم بدوره الوظيفي على أكمل وجه وبدقة متناهية.

ولأنه سبحانه لم يخلق شيئاً عبثاً، فلقد مَنَّ علينا بأنسجة لثوية وردية مزهرة وأسنان بيضاء تعكس تناسقاً تاماً وعظمة في الألوان. وإلى جانب مدلوليتها على الصحة فإنها ترتبط بالجمال، وتعزز ثقة الشخص بنفسه، وتمد من حوله بالراحة النفسية، لما لهذه الألوان من تأثير قوي في إدخال مشاعر الهدوء والسعادة.

العديد من المصادر والمشكلات التي تؤدي إلى تغير في لون الأسنان مسببة خللاً في توازن جمالية ووظائف الأسنان واللثة.

فإلى جانب العوامل اليومية البسيطة كالأطعمة المتنوعة التي تحتوي على صبغات تلتصق بسطوح الأسنان الخارجية وتغير من لونها، كذلك فإن مختلف المشروبات الغازية منها أو الشاي والقهوة تؤدي إلى تلون الأسنان.

ويساعد تراكم بقايا هذه الأطعمة على سطوح الأسنان وتكون الجير، على تغير لونها اللؤلؤي أيضاً.

التدخين بجميع أشكاله، والذي قد يكون أقل ما ينتج عنه تحول لون الأسنان وكذلك اللثة إلى اللون القاتم الباهت، إضافة إلى العديد من المشكلات الظاهرة والمخفية.

تعتبر تسوسات الأسنان بمختلف تدرجاتها، والتي تبدأ بفقد سطوح الأسنان لذلك البريق المشرق وإكسابها لوناً طباشيرياً غير محبب، إلى ذلك اللون البني المنحدر إلى الأسود، من أهم العوامل الأساسية التي تساعد على تغير لون الأسنان والتقليل من صحتها وجاذبيتها وتعرضها للكسر والفقد.

كذلك استخدام الغسولات الفموية كالـ «كلوروهيكسداين» يساعد على ظهور بقع وتصبغات مينا الأسنان عند استخدامها المستمر لأكثر من أسبوعين. كما أن الاستخدام المفرط للفلورايد بمختلف مصادره يؤدي إلى تغير لون مينا الأسنان على المدى البعيد.

إضافة إلى ما سبق، توجد العديد من العوامل المساعدة على إكساب الأسنان تلك التصبغات الداخلية، والتي يصعب السيطرة عليها بالطرق العلاجية البسيطة، كتلك العقاقير والمضادات الحيوية التي تستخدمها الأم في الطور الأول من الحمل وتؤدي إلى ترسبها مع مكونات الأسطح الداخلية للأسنان أثناء تكونها. كذلك عند تعرض الأسنان إلى ضربات أو التسوسات التي تصل إلى عصب السن أو التقدم في العمر أو بعض العيوب الخلقية التي تحدث أثناء تكوين السن، كلها عوامل تساعد على تغيير كامل في لون السن.

ومثلما تختلف العوامل والمسببات كذلك تختلف العلاجات. فمنها ما يتم بطرق سهلة بسيطة كالبدء أولاً بتجنب المصبغات والمحافظة على نظافة الأسنان عن طريق التنظيف اليومي والمستمر إلى جانب الاستعانة بطبيب الأسنان لعمل تنظيف وتلميع الأسنان للتخلص من مخلفات تلك التصبغات، كذلك التخلص منها عن طريق التبييض الكيميائي بتعدد أنواعه.

أما الطرق الأكثر دقة وتعطي استمرارية بالنتائج، فهي إما عن طريق الحشوات التجميلية أو القشور الخزفية (الفينير).

أسنانك كاللؤلؤ المنثور، فحافظ عليها، وتجنب ما قد يشوهها ويفقدها ذلك البياض اللافت، ويفقدك أيضاً هذه الجاذبية.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً