دعا استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، الدكتور يوسف شرف، المرضى المصابين بآلام الظهر المتعددة، إلى الرجوع للأطباء المختصين للوصول للتشخيص المناسب، وبالتالي للعلاج الأنجع، مشدداً على أن ليس كل ألم في الظهر انزلاقاً غضروفياً، والذي يطلق عليه محلياً «الديسك».

وقال شرف إن غالبية المترددين على مركز الشرف للعظام والعمود الفقري ممن يشكون من آلام في الظهر، لا يعانون من «الديسك» فنحو 94% منهم يكون السبب في آلامهم ناتجاً عن الجهاز العضلي، ونحو 6% منهم يعانون من انزلاقات غضروفية.

وأوضح أن الظهر معرض لكثير من الأمراض التي قد تصيب جزءه العضلي أو العظمي، فمن الالتهابات التي تأخذ وقتاً طويلاً حتى تشفى، إلى تضيق فقرات العمود الفقري، الذي يمر من خلاله الحبل الشوكي، وتآكل الفقرات والانزلاقات الغضروفية إلى آلام عضلات الظهر مروراً بالكسور.

وأكمل: «لكل مرض علاج معين يتوقف على التشخيص الدقيق الذي يستند إلى الفحص السريري والأشعة بأنواعها المختلفة وفقاً لكل حالة».

وبيّن شرف أنه صادف حالات لجأت للعلاج الطبيعي أو جلسات المساج من تلقاء نفسها ثم رجعت إليه كاستشاري متخصص في الجهاز العظمي. وعلقّ: «هذا الأسلوب خاطئ جداً، وقد يؤدي إلى نتائج سلبية، فكما أسلفت أن تشابه بعض أعراض الأمراض يجعل التشخيص صعباً على غير المختصين، وبالتالي يكون التشخيص خاطئاً أو غير دقيق، ويقدم له علاج لا يتناسب مع حالته». وأضاف: «هذا لعب بالصحة».

ودعا إلى ضرورة رفع مستوى الثقافة الصحية لدى الناس، فالعلاج الناجح يقوم على التشخيص الدقيق الذي يقدم على يد طبيب مختص، مؤكداً أن الكثير من الحالات التي مرت عليه تتأخر في إجراء عمليات الانزلاق الغضروفي في فقرات الظهر، وقد يعود ذلك إلى تخوف أو قلة ثقة في الأطباء، مع الأسف.

ولفت شرف إلى أن علاجات الانزلاقات الغضروفية تطورت بشكل كبير، فكثير من الحالات التي لا تستجيب للعلاج الطبيعي يمكن أن تعالج بتدخل جراحي بسيط وتخدير موضعي، وبعضها يحتاج إلى عمليات جراحية بتخدير كامل.