العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ

لا داعي للقلق العلاج موجود

د. العرادي لمتبنيّ ثقافة الخوف:

ثقافة الخوف المستتر بشكلٍ ظاهر والساري بشكل غريب وغير مفهوم في مجتمعنا المحلي المتسلح بالمعرفة التي تسندها منظومة متطورة ومتجددة من العلوم. الخوف طّوع ثقافتنا المحلية – على الإجمال – لدرجة أن الناس يتحاشون ذكر المرض باسمه، فهو في نظرهم فاتك ولفظ اسمه يكفي ليرعب فيشير إليه بعبارة «اللي ما ينطرى» أو «الخبيث».

د. عبد النبي العرادي استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير يرفض التعامل مع أمراض السرطان بهذه الثقافة، ويؤكد بأنه لا داعي للخوف فالعلاج موجود.

وشدد على ضرورة إحلال ثقافة الشجاعة ومواجهة المرض لما لها من تأثيرات كبيرة على مستويات عديدة تبدأ من الوقاية وحتى العلاج، وقال: «أثبتت الدراسات أن المرضى الذين يتحلون بالشجاعة في مواجهة المرض تكون نسبة الشفاء لديهم أعلى من نظرائهم الذين يعيشون حالة القلق والخوف منه». وأشار في لقائه مع «الوسط الطبي» إلى أن تقبل المرض كضريبة للحضارة التي نعيشها اليوم هي أولى خطوات المواجهة التي ستحد من تأثيرات الأورام.

لا تخفن وأجرين الفحوصات

وأبدى د. العرادي أسفه من نتائج التأخر في الفحوص المبكرة لرصد الأورام بسبب الخوف الذي يدفع البعض أيضاً للتسويف في اتخاذ قرار الخضوع للعلاج.

وقال أن الأورام السرطانية يمكن علاجها والشفاء منها مع تحسين جودة حياة المريض بعد الشفاء منها إذا كشفت الحالة بشكل مبكر. وأضاف في لهجة لا تخلو من المرارة «أما إذا جاءت الحالة متأخرة فرغم توفر العلاج إلا أن خياراتنا في تأمين جودة حياة عالية بعد مراحل العلاج تكون أقل. وهناك حالات متأخرة تكون خياراتنا العلاجية فيها محدودة أيضاً».

ودعا إلى الحرص على إجراء الفحوص الدورية لرصد الأورام في مراحل مبكرة. ووجّه دعوة خاصة للنساء للانتظام في الفحوص الدورية لسرطان الثدي خصوصاً لمن بلغن الأربعين من العمر. ولفت إلى أن وزارة الصحة أطلقت برامج فحوص دورية للكشف عن أورام الثدي.

وقال: «تعد الإصابات بسرطان الثدي هي أعلى الأورام التي تصيب البحرينيين، وتتراوح حالات الإصابة بسرطان الثدي بين 300 – 400 حالة سنوياً. وأجزم أن الفحوص المبكرة ستعجل في كشف هذه الحالات وستعالج سريعاً قبل أن ينتشر الورم بشكل أكبر». وأوضح: «إستئصال أورام الثدي مؤذية جداً للمرأة من الناحية النفسية. ففي السابق مثلاً نستأصل الثدي بالكامل وننجح في إزالة الورم لكن تبقى المريضة في حالة نفسية صعبة لفقدانها جزء عزيز من جسمها يرمز لأنوثتها».

وأاضاف: «أما اليوم وبالإستفادة من الكشف المبكر، وتقنيات الجراحة الحديثة فإن الجزء المستأصل يكون جزء صغير من الثدي – بحسب الحالة وانتشار الورم- وبذلك تشفى من المرض وتحافظ على مظهرها العام».

ولم ينسَ د. العرادي الرجال، فقال: «في المقابل فإن أكثر السرطانات إنتشاراً بين الرجال في البحرين، هو سرطان القولون. وهو تحت سيطرة الطب بشكل كبير - كما أسلفت إذا اكتشف مبكراً- ويمكن إزالته والشفاء منه والإستمرار بجودة حياة عالية». ولفت إلى أن عمليات إزالة سرطان القولون تبقى تحت الرعاية الصحية في المستشفى مدة ثلاثة أيام وبعدها يذهب المريض ليزاول حياته اليومية».

ونصح الرجال لمن بلغ الخمسين من العمر منهم للخضوع للفحوصات التي ترصد أورام القولون.

صححوا نمط حياتكم

إستشاري الجراحة د.عبد النبي العرادي دعا المجتمع المحلي الرسمي والشعبي منه إلى مراجعة أسلوب الحياة المعاصرة التي أشارت الدراسات والأبحاث إلى تسببها بالأورام السرطانية من قبيل التلوث، والأطعمة المشبعة بالدهون والسكر.

وقال: «يجب أن تراجع الحكومة نسب الملوثات الموجودة في البيئة كالغازات التي تطلقها عوادم السيارات والمصانع، وإصدار تشريعات ولوائح تنظيمية تحد من إنتشارها وتلويثها للبيئة».

وأكمل: «أما على المستوى الشعبي فعلى المجتمع البحريني أفراداً وجماعات أن يعيد النظر في نوعية الأكل الذي يتناوله ويبتعد عن الأغذية المشبعة بالدهون، والمعلبة وأصنافها التي تسبب السمنة – وهي أحد عوامل جذب السرطان - وممارسة النشاط البدني للبقاء بعيداً عن دائرة خطر الإصابة بالأورام السرطانية».

ولفت إلى أن هناك حركة ملحوظة لدى الكثير من البحرينيين في تغيير اتجاههم للأكل الصحي وممارسة الرياضة، ولكنها محدودة وبحاجة للتوسع بشكل أكبر.

وختم اللقاء بالتشديد على أن الأورام السرطانية الخبيثة خطيرة ولكنها ليست فتّاكة اذا اكتشفت في بداية الأمر ويمكن للعلاج الحديث القدرة على إزالتها والشفاء منها.

العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً