العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ

وأخيراً صدق من قال «باب النجار مخلع»

كنت في الحقيقة محتاراً، وكما يحدث للمرضى الذين يزورون العيادة ونخبرهم أن مشكلة فقدان البصر البسيط أو الجزئي أو شبه الكامل هو الإصابة بالمياه البيضاء، وفي هذه المرة كنت أنا المريض ولا أقول الضحية للحقيقة المعروفة أن تغيرات العدسة المسببة للمياه البيضاء هو تغير فسيولوجي معروف يصاب به معظم الناس بعد سن معينة، وكما هو معروف لجميع أعضاء الجسم، ولكن، أنني المصاب ذلك أمر أخذ تفكيري وشغلني وأين الملاذ، ولأنني أنا من ينصح المرضى بإجراء العملية هنا في البحرين وأنا من يعطيهم الثقة والأمل بأن الأمور ستجري على ما يرام وستكون النتيجة ممتازة، فإنني لابد أن أتذكر بأن ذلك الكلام يتوجب توجيهه لي أنا المصاب شخصياً.

وقررت المسير قدماً للاستعداد لعملية إزالة المياه البيضاء وزرع العدسة، وبتوفيق من الله وقبل أسبوعين أجريت العملية، وكان الفريق الطبي يعرفني جيداً، وللتحضير للعملية بدأ يعاملني بأنني البوس (المدير العام)، وأنه يحسب حساب كل خطوة يقوم بها في تحضيري للعملية، وهنا تكلمت بحزم: لا تعاملوني أنني البوس، بل إنني مريض يحتاج للعناية الطبية والإجراءات الطبية كما الآخرين، حتى أن الجراح الذي وثقت من إمكاناته الجراحية العطيمة أخبرته أنني المريض وليس الزميل، ولأخذ الحيطة والحذر الطبيعية كما المتبع للآخرين، ولكنني طلبت العدسة المزروعة الفريدة من نوعها والأولى من نوعها، والتي حصلت على الترخيص الدولي من منظمة الدواء والصحة الأميركية حديثاً لتزرع في عيني على رغم أن كلفة العدسة المزروعة باهضة جداً، وهي لأول مرة تدخل في الاستعمال في البحرين والخليج كما أعرف، ولكنني كنت أريد تجربتها على عيني، وكنت أتوق لنجاح العملية وزرع هذا النوع من العدسات ذات الخصائص العجيبة، فهي عدسة تعطيك حدة الإبصار لكل الأبعاد لترى الطير والشجرة والكتاب والإبرة والنظر من خلال الميكروسكوب الجراحي متعددة الأبعاد بوضوح لا مثيل له في الليل والنهار في الظلمة والضوء الساطع.

أجريت العملية وذهبت للبيت مباشرة واسترجعت البصر في المساء نفسه والعين بيضاء لا احمرار فيها، فهذا هو العلم وما أدراك ما العلم، بعد أن كان يأخذ البصر شهراً ليستقر أصبح يأخذ ساعات ويسترجع المريض بصره لجميع الأبعاد والتخلص من النظارة في السن المتقدم. وهذا ما ننصح به القادمين على إجراء مثل هذه العمليات الجراحية للحصول على نجاح باهر.

د. حسن العريض

استشاري أمراض و جراحة العيون/ عيادات ابن رشد 2

العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً