العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

عاقبوا أطفالكم...ولكن!

اختصاصي الإرشاد النفسي سعد صالح:

اختصاصي سعد عيد صالح
اختصاصي سعد عيد صالح

يصرح اختصاصي الإرشاد النفسي سعد عيد صالح بأن الكثير من أولياء الأمور يندهشون أحيانًا حين يقترح المتخصصون عليهم استخدام العقاب كتقويم لبعض السلوكيات الخاطئة لدى أبنائهم!

ويبدو الحديث في هذا الموضوع مثيرًا للاهتمام، لا سيما حين نريد أن نتعمق أكثر في فهم العقاب كمقياس أو جزاء يتخذه المربي أو ولي الأمر بحق الطفل أو مجموعة من الأطفال في مواجهة أخطائهم وانحرافاتهم ومخالفتهم للنظم أو التعليمات أو التقاليد أو اللوائح، وذلك بقصد الردع والإصلاح وتقويم السلوك..

العقوبة البدنية

لكن، هل من الممكن أن نضع ذلك (العقاب المقترح) بين دفتي: الإيجابيات والسلبيات؟ وهنا، يفصِّل الاختصاصي صالح أنواع العقاب فيتوسع في الشرح بادئًا بتعريف العقوبة البدنية، ويقصد بها إحداث ألم حسي لدى الطفل عن طريق الضرب أو تكليفه بأن يكون في أوضاع غير مريحة لفترة من الزمن، أو تكليفه بالقيام بعمل مرهق ممل وطويل، أو حرمانه من الطعام والشراب، أو حبسه لفترة من الزمن أو غير ذلك ما يترك ألمًا مؤقتًا أو دائمًا.. صغيرًا كان ذلك الأثر أم كبيرًا.

العقوبة المعنوية

وهناك العقوبة المعنوية، ويشرحها صالح بالقول إنها كل ما أحدث ألمًا لدى الطفل عن طريق إنذاره بالعقاب أو لفت نظره لمخالفته وما يترتب عليها من نتائج سيئة أو مطالبته بالاعتذار شفويًا أو كتابةً، أو التعهد بعدم العودة إلى مثل ما بدر منه، ومنها أيضًا توبيخه منفردًا أو بحضور زملائه، أو حرمانه لفترة معينة من الزمن من بعض الامتيازات كعدم مزاولة بعض أوجه النشاط المدرسي أو الأسري، مع إشعاره بما يفوته من فائدة بسبب هذا الحرمان أو عدم الخروج في النزهات العائلية.

سلبيات وإيجابيات

ويلفت إلى أن هنالك بعض العوامل السلبية المترتبة عن العقاب تتمثل في أنه ينتج مزيدًا من سلوك التجنب ويقود إلى كبح أو إطفاء السلوك الاجتماعي، أما الآثار الإيجابية فمنها أن العقاب الأبوي يساعد على إظهار الاختلافات بين السلوكيات الطيبة المقبولة، وبين السلوكيات غير الطيبة، أو غير المقبولة، كما ينمي لدى الطفل حب التقرب إلى أهله بسلوكياته للحصول على التعزيز الإيجابي والإثابة المناسبة، وتجنب التعزيز السلبي أو العقاب، أضف إلى ذلك أن العقاب يجعل التلميذ يؤدي الواجبات الموكلة إليه على أكمل وجه، علاوةً على أنه يدفع بعض الأطفال إلى المزيد من الاهتمام بالدراسة والنجاح للحصول على المعززات الإيجابية وبالتالي.. التقدم الدراسي، ومن النقاط المهمة أن المعاقبة على السلوك غير المقبول تقلل من احتمال تقليد الآخرين في السلوكيات غير المقبولة.

ظهور السلوك مجددًا

ربما يتجاوز بعض أولياء الأمور فهم الفكرة، فما الذي يلزم أخذ الحيطة والحذر منه في هذا الشأن؟ والإجابة لدى صالح حيث يؤكد على ضرورة أن نضع في الاعتبار، وقد ثبت ذلك علميًا، أن العقاب البدني يؤدي إلى انتقاص السلوك غير المرغوب فيه أسرع مما تحدثه الأساليب الأخرى، لكنه يؤدي إلى توقف مؤقت للسلوك المعاقب، وهنا، يؤدي إيقاف العقاب إلى ظهور السلوك مرة أخرى، وهذا ما يمنع من تعلم سلوك جديد مرغوب فيه، لكن المهم هنا، كما يختم صالح، هو أن المتخصصين ينصحون بعدم استخدام أسلوب العقاب إلا بعد استخدام أساليب الإثابة أو التعزيز وعجزها عن تحقيق الهدف المرجو، وأفضل أساليب العقاب هو (أسلوب الحرمان)، ولكن بالتأكيد، عدم حرمان الطفل من احتياجاته الأساسية كالأكل والشرب أو التعليم.

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً