لحظات، وسيجد السواح أنفسهم يحلقون فوق الغيوم، لكن يتوجب عليهم أن يسارعوا منذ الصباح الباكر للصعود إلى أعلى جبل "يونكاي"، ومن شرفة ذلك الجبل، تحلو أوقات التقاط الصور مع شروق الشمس من جبال قمم جزيرة "هوكايدو" اليابانية، وأشهر منتجعاتها العالمية هو منتجع "تومامو" الذي يخطف الألباب.

ذلك المنتجع يمثل منطقة جذب سياحي مدهشة وفريدة من نوعها، فالمناظر الطبيعية الخلابة تتمازج مع مشاهد الغيوم وقت الاستمتاع بقدح من الشاي أو فنجان من القهوة من الأهل والأصدقاء، ولن يكون الارتفاع الشاهق مفزعًا بل على العكس من ذلك تمامًا! فظاهرة "أونكايا" وتعني باللغة اليابانية "بحر الغيوم"، لها رونق خاص لقضاء إجازة غير اعتيادية.

لكن، لماذا يتوجب على السياح أن يبكروا صباحًا للصعود إلى قمة الجبل؟ هناك، في منتجع "تومامو" ينطلق الـ "تلفريك"، أي العربات المحلقة أو (الجندول)، في نحو الساعة الرابعة صباحًا، وذلك التوقيت في أوقات الطقس المعتدل يتيح للسياح أن يعبروا وسط الغيوم والعربات تسير بسهم بهدوء.. رويدًا رويدًا، ستظهر المناظر الطبيعية الخلابة من الحدائق الوردية ومساحات الزهور وكذلك قمم الجبال الثلجية البيضاء.. حقيقةً، للسحاب الأبيض لون الحلم والشعور الخرافي المذهل لا سيما في جبلي هيداكا وهوكايدو.. هذان الجبلان يخترقان السحاب وكأنهما يرتديان وشاحًا ناصع البياض.

حال الانتهاء من الجولة، يتجه الكثير من السياح إلى الينابيع الطبيعيةالساخنة، وميزة الجزيرة أنها تشهد في اليوم الواحد اختلافًا في درجات الحرارة ليلًا ونهارًا، وتستقبل العدد الأكبر من السياح في أشهر الصيف، أي بدءًا من شهر يونيو/ حزيران حتى شهر سبتمبر/ أيلول، فيما تشهد الحركة السياحية نشاطًا أيضًا في موسم الشتاء حيث تتشكل السحب على المنطقة الجبلية، وعادةً ما تكون الجزيرة غارقة وسط الضباب اللطيف.

ولعشاق المغامرات، فإن الرحلات والجولات السريعة في المنحدرات الجبلية المتعرجة تدفع الكثيرين من مختلف الأعمار لتجربة خاصة، أما لعشاق الزهور والحدائق والخضرة، فإن الحديقة الوردية في "هاكايدو" ستغمرهم بمشاعر فائقة من الرومانسية.