العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

الفنان التشكيلي محمد طه: مغامرتي تكلَّلت بالنجاح

يستمر معرضه حتى 22 فبراير في هند غاليري...

محمد طه: سأركز على التعبيرية التجريدية مستقبلاً - تصوير : محمد المخرق
محمد طه: سأركز على التعبيرية التجريدية مستقبلاً - تصوير : محمد المخرق

المحرق - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

يصف الفنان التشكيلي محمد طه معرضه الشخصي الأول الذي افتتح في هند غاليري أخيراً، بالمغامرة التي قام بها للتعريف بنفسه كفنان له إمكاناته ورؤيته الخاصة، مؤكداً أنها مغامرة تكللت بالنجاح.

الفنان محمد طه، الاسم الجديد القديم في ساحة الفن البحريني، يقدم اشتغاله الفني الأول بعد أعوام طويلة من الانشغال بتدريس مواد الفنون والتصميم، امتدت منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة العام 1980 حتى تقاعده المبكر من الوظيفة الرسمية العام 2012. وهو على رغم كونه زميل دراسة لفنانين مثل عباس الموسوي، وعبدالإله عرب، وعباس يوسف، فإن الانشغال بالتدريس وتخريج أجيال ذات ذائقة فنية مميزة، جعل معرضه الشخصي الأول يأتي متأخراً، إذ افتتحه الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، مساء الاثنين الماضي (8 فبراير/شباط 2016).

يضم المعرض 37 لوحة أنجزها طه على مدى عامين كاملين، تنوعت في أساليبها الفنية وموضوعاتها. «فضاءات الوسط» حاورت الفنان على هامش معرضه، فكان اللقاء الآتي:

  • تعود بقوة إلى ساحة الفن التشكيلي، تبدو نشيطاً منذ تقاعدك المبكر وعودتك إلى الفن، وها أنت تتوج هذه العودة الميمونة بمعرضك الشخصي الأول.

- نعم، أنا فنان تشكيلي ومصمم، خريج فنون جميلة. عملت في قسم الفنون والتصميم بمعهد البحرين للتدريب، واشتغلت في هندسة الديكور وتصميم الجرافيك والشعارات، لكن أعمالي الفنية كانت محدودة بحكم انشغالي بالوظيفة. شجعني عدد من أصدقائي الفنانين ومنهم عباس الموسوي وعبدالاله عرب وعباس يوسف على التفرغ للاشتغال بالفن، فاتخذت قراري بالتقاعد المبكر من الوظيفة.

هذا هو معرضي الشخصي الأول، لكنني كُلفت من قبل وزارة التربية والتعليم تنظيم معرض شخصي لي في معهد البحرين للتدريب، وذلك في إطار احتفال الوزارة بيوم المرأة البحرينية. قدمت في ذلك المعرض 66 عملاً، ركز 33 عملاً منها على إبراز صور مشرقة للمرأة. كذلك شاركت في ورش عمل كثيرة، من بينها ورشة «العمارة في المحرق» التي قمنا خلالها بتوظيف العمارة القديمة في المحرق في أعمال فنية مختلفة، بالإضافة إلى ورشة مع بيت القرآن، وجميع هذه الورش شاركت فيها مع الفنان عباس الموسوي. بالإضافة إلى ذلك أُقدّم دورات تدريبية مع بعض الجمعيات الخيرية مثل جمعية الكوثر لرعاية الأيتام ومركز الرحمة.

  • الملاحظ في معرضك هو تعدد المدارس الفنية، يبدو أنك لم تتخذ أسلوباً فنيّاً معيناً. ما سبب ذلك؟

- لم آتخذ أسلوباً أو خطّاً فنيّاً معيناً، أردتَّ أن أشتغل على جميع مدارس التكوين واستخدمت الكثير من التكنيك، مزجت بين المدارس فلدي المودرن الحر، وفي أعمالي القليل من الانطباعية والتجريدية والتعبيرية وكذلك التكعيبية. أردتُّ أن أمتحن نفسي في هذا المعرض وأن أختبر قدراتي وقابلياتي، والحمد لله تم تقدير هذا الأمر وأعجب زوار المعرض بالألوان والتكنيك والموضوعات في أعمالي. كذلك أردتُّ أن أعرف بنفسي كفنان في هذا المعرض، لذلك اشتغلت بكثافة، ولم تخفني الألوان كما لم تقيدني المساحات.

  • هل أثر عملك في هندسة الديكور على أسلوبك الفني، وعلى التكنيك الذي تتبعه؟

- كثيراً، فهندسة الديكور والفن التشكيلي يتأثران ببعضهما بعضاً إلى حد كبير، ويشكلان رؤية خاصة للفنان ومميزة عن سواه من الفنانين. في أعمالي أقدم رؤيتي الخاصة والمختلفة. الدراسة الأكاديمية بشكل عام تجعل تكنيك اللون مختلفاً لدى الفنان، وتجعله قادراً على التنويع في الأساليب التي يشتغل عليها في لوحاته، وهذا أمر ليس سهلاً. كذلك منحتني الدراسة الأكاديمية القدرة على التحكم في الألوان. هذا التوازن جعلني أتخذ قرارا بأن يتغير حجم أعمالي القادمة لتصبح في حدود متر* متر أو أكبر، فإذا كانت لدي القدرة على التحكم في الألوان فستكون لدي القدرة على التحكم في الأسلوب واللجوء إلى الأساليب التجريدية والتعبيرية، وهي التي تمكن الفنان من محاكاة العالم بلغة الفن.

  • تقول إنك ستركز على الأسلوبين التجريدي التعبيري في أعمالك القادمة؟

- نعم، هذا صحيح فأنا أريد عملاً يصل إلى جمهور عالمي، وأريد أن أواكب الحركة الفنية المعاصرة، ولذلك يجب أن أتوجه للتعبيرية التجريدية، وهي في الواقع موجودة في ثلاث لوحات في هذا المعرض. الفنانون الآن يتجهون إلى أسلوب مغاير يتماشي مع التطور الحاصل في الساحة الفنية، ويوصل أعمالهم إلى المعارض والجاليريهات العالمية. على الفنان أن ينتمي إلى مدارس تعبيرية أو تجريدية ليصل إلى العالمية. لذلك سيكون معرضي المقبل مغايراً تماماً لهذا المعرض، إذ ستكون مقاسات لوحاتي أكبر وموحدة وسأتبع فيها اسلوباً تعبيريّاً تجريديّاً. سأنفض عباءة التنويع الذي قدمته في هذا المعرض.

  • ما الذي يميز هذه الأساليب التعبيرية التجريدية برأيك، ويجعلها قادرة على ايصال الفنان إلى العالمية؟

- يميزها عدم الدخول في التفاصيل وتجريد الأفكار، ونقل أحاسيس الفنان دون اللجوء الى التعقيد. وهي قادرة على محاكاة الجمهور في كل مكان ونقل رؤية وفكر الفنان بشكل أفضل وإلى الجميع. أعتقد أني سأتمكن من دخول هذا المجال، وأنا لست خائفاً طالما لدي الدقة والتقنية والتحكم في الألوان. يجب أن أتخطى هذا الحاجز.

  • تميل الى استخدام الألوان الدافئة في لوحاتك، مع التركيز على الألوان التي تمنح اللوحات بياضاً ونوراً، وخصوصاً اللون البنفسجي المتكرر تقريباً في جميع لوحات هذا المعرض.

- نعم هناك ألوان ساخنة وأخرى باردة في لوحاتي، وهنا تكمن قدرة الفنان على التحكم في توظيف الألوان ومزجها. هناك فنان يخاف من اللون، وهناك فنانون يقومون بعمل سكيتش للون، لكن بالنسبة لي أنا أعيش حالة لونية مختلفة مع كل لوحة أرسمها. الفنان في الواقع كالممثل الذي يتقمص شخصية ما لكي يقنع المشاهد بدوره. بعض لوحاتي رسمتها باللونين الأبيض والأسود وأخرى قدمتها بأسلوب العمارة. ليست لدي رتابة في لوحاتي. في هذه اللوحة لم استخدم فرشاة أو أية أداة أخرى، بل لونتها بأصابع يدي، ووزعت اللون بأصابعي. من يريد أن يشتغل بشكل فني يمكنه أن يفعل أي شيء. أما عن توزيع البياض في لوحاتي، فهذه هي فائدة الرسم بشكل أكاديمي، إذ تقل الأخطاء وتتم مراعاة الأبعاد والنسب بشكل دقيق، وتصبح اللوحة بلا عيوب تقريباً.

  • تركز على إظهار صور مختلفة للمرأة في معظم لوحاتك، ما سر هذا الاهتمام؟

- أعمل دائمًا على إظهار الصورة الجميلة للمرأة، وفي لوحاتي هذه تجدين أني رسمت المرأة في كل حالاتها واستخدمت لذلك جميع أنواع التكنيك والمدارس، من التجريبية التعبيرية حتى الكلاسيكية.

يستمر معرض الفنان محمد طه في هند غاليري حتى (22 فبراير 2016)، ويشارك في نهايات شهر (فبراير 2016) في معرض تقيمه جمعية سيدات الأعمال ويخصص ريعه لمرضى التوحد، وفي شهر (إبريل/نيسان 2016)، يشارك في معرض خيري في العاصمة العمانية (مسقط).

يشار إلى أن محمد طه هو فنان تشكيلي ومهندس ديكور، وهو عضو في جمعية البحرين للفنون التشكيلية. تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة العام 1980 وعمل مدرس ديكور وفنون تشكيلية وفنون الجرافيك وصياغة الذهب، في معهد البحرين للتدريب. شارك في عدة معارض تشكيلية وورش فنية في البحرين وخارجها، منها معرض نادي النجمة العام 2014، ومعرض العمارة 1644 في المحرق العام 2014، ومعرض مركز رأس الرمان في احتفالات العيد الوطني العام 2015، ومعرض يوم المرأة البحرينية في معهد البحرين للتدريب العام 2015.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً